أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - المثقف ودوره المفترض في الدولة المدنية














المزيد.....

المثقف ودوره المفترض في الدولة المدنية


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4987 - 2015 / 11 / 16 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تستقيم الأمور في أي بلد كان من دون اتخاذ المثقفين قدوة وقادة اجتماعيين على الأقل لذلك البلد، فالمثقف الفاعل في أي بلد لا تكون فاعليته حقيقية فعلية من دون الانصهار في المجتمع والتماهي مع شرائحه بغية القيام بدوره الحقيقي على أكمل وجه وأتمه. ووسط كل هذا العالم الذي يعج بالعنف العبثي المفرط، لم يجد المثقف العربي الشجاع فرصة أو مجالا تعويضيا وإبداعيا سوى البحث عن ملاذات "شعرية" ليطمئن على خزائن روحه من الخراب، وعلى ما تبقى من توازنه القومي واللغوي، إذ تصطنع الدول والجماعات حروبا كلية تمسّ الجسد والنص والفكرة والمعنى.
لعبة البحث عن هذا الملاذ الاضطراري بدت وكأنها الأقرب إلى ممارسة طقس تأديبي روحي ، فيه الكثير من التطهير الرمزي، والبحث اللا مجدي عن الحقيقة، فما يحدث في المدن العربية الآن لا يشبه كل الحروب التي قرأنا عنها، أو ربما التي عشنا بعض حرائقها، إنها توغل خيالي في الانتهاك والموت، وتعرية وحشية لكل الأقنعة التي كان يتقنع بها أرباب الفتن والكوارث الإنسانية، وهذا الأمر ليس تعبيرا عن محنة تاريخ ما، أو حتى محاولة لاستعادةِ أوهامٍ مفقودة عند السلطة أو المعارضة، بقدر ما يبدو الأمر وكأنه تعبير عن هواجس مرضية للمثقف الضحية، وعن إحساس بالقمع الفكري والجسدي ، الذي جر المتورطين إلى ارتكاب المزيد من العنف غير المبرر.
ومما يحز في النفس ويؤلمها اشد الإيلام ظهور طبقة من الذين يحسبون ظلما على المثقفين ليروجوا لتلك الفكرة أو تلك مستغلين غياب أو تغييب المثقف الموضوعي المبدع نتيجة الصدمة والشعور باليأس واللا جدوى العبثية التي أفرغت المجتمع تلقائيا وقسريا أحيانا من تلك الطاقات التي اعترتها بعض السلبية التي ربما تكون قد نشأت عن اليأس والضياع أحيانا في بلد ضاعت فيه مقاييس العدالة والمهنية واحترام الكفاءات الفكرية والعقلية على مختلف اختصاصاتها، في بلد أصبح التقييم فيه على أسس حزبية أو دينية أو طائفية أو قومية، كل هذا جعل من المثقفين الذين تقوقعوا ونأوا بأنفسهم عن الخوض في هذه الأوضاع العبثية حفاظا على محتواهم الفكري من التدنيس والتلوث الذي قد يضطرون إليه فيما لو انغمسوا في هذه المتاهة، ولا أريد أن اتهم جميع هؤلاء المثقفين بالسلبية لان بعضهم محق في تحفظه، خصوصا أولئك الذين يشعرون بالتهديد ويتوقعون الاستهداف في ظروف وأوضاع ضبابية كالتي نعيشها في العراق اليوم. ولا أزعم بعد كل ما أسلفت خلو الساحة الثقافية العراقية كليا من المثقف الموضوعي الفاعل المؤثر في مجتمعه بل هو موجود يمارس نشاطه الثقافي ودوره في التغيير عن طريق التثقيف باتجاه التغيير السلمي والاشتراك في التظاهرات المطلبية السلمية التي تنادي وتطالب بالإصلاح ومحاربة الفساد واجتثاث المفسدين والفاسدين الذين بددوا وسرقوا المال العام، و مطالبتهم بإرجاع الأموال المنهوبة وإيقاع اشد العقوبات بهم وجعلهم عبرة لمن يفكر بالتجاوز على أموال وأملاك الشعب العراقي المتمثلة بالمال العام وأملاك الدولة. فالإعلاميون والأكاديميون والفنانون والمحامون وبقية شرائح المثقفين في الشارع العراقي يتفاعلون مع الحراك الجماهيري تفاعلا ممتازا و يثقفون باتجاه توحيد المطالب في التظاهرات وترتيب أولوياتها حسب الأهمية والترتيب والتسلسل الزمني من اجل تحقيق الهدف الأسمى الذي يصبو إليه العراقيون بمجملهم وهو تحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع العراقي الناهض المنتفض، عن طريق إقامة دولة العدل والرفاه الاجتماعي المتمثلة بالدولة المدنية التي يستطيع المثقف فيها إظهار إبداعه ونشره في أبهى صورة وأتمها من دون خوف أو وجل حيث حرية التعبير المكفولة في الدستور العراقي وحق الحصول على المعلومة والشفافية التي تتيح للمواطن مراقبة ومتابعة عمل الدولة وتصحيح أخطائها وتصويب طريقة عملها كلما استدعى ذلك



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المدنية وضبط السلاح السائب
- احترام حقوق الإنسان والدولة المدنية
- دور الإعلام في بناء الدولة المدنية
- المناهج الدراسية التعليمية ودورها في بناء الدولة المدنية
- المؤسسة العسكرية والانتماء الوطني
- دولة مواطنة لا دولة طوائف
- حكومة الخدمات والسبيل إلى تحقيقها
- إصلاح الدستور
- مفوضية الانتخابات و الدائرة الواحدة
- التظاهرات المطلبية واثرهاعلى المحاصصة
- التحرر الفكري .. و أثره في المجتمعات
- ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
- هل يكفي استبدال المحمود لإصلاح القضاء ؟
- هل هي نعمة أم نقمة ؟!
- هجرة الشباب
- تساؤلات في حيثية الإصلاحات
- هجرة الشباب .. خسارة لمن ؟
- الدعوة إلى حل البرلمان وتعطيل الدستور
- تظاهرات السابع من آب الواقع والطموح
- الخروج من الغيبة


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - المثقف ودوره المفترض في الدولة المدنية