أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - إصلاح الدستور














المزيد.....

إصلاح الدستور


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4981 - 2015 / 11 / 10 - 20:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اتخم الدستور العراقي الدائم الذي صوت عليه العراقيون في عام 2005بالكثير من الفخاخ التي نصبت بعناية وحذق كبيرين من قبل من وضع مسودته الأولى التي انطلت ألاعيبها و مخططاتها على اللجنة التي كلفت بكتابة مسودة الدستور، فالمسودة التي وضعت بين أيدي أعضاء اللجنة التي كلفت بكتابة الدستور كانت بمثابة الخطوط العريضة الملزمة للجنة بحيث لا يسمح لها إلا أن تتصرف ببعض الفرعيات والتفاصيل الدقيقة التي وكما قيل فيها"الشيطان يكمن في التفاصيل" ومما تجدر الإشارة إليه أن الذي وزع حصص المكونات بين أعضاء اللجنة هو الحاكم المدني الأمريكي بريمر سيء الصيت، وقد فرض على مجلس الحكم في حينه أعداد الأعضاء من المكون الشيعي والمكون الكردي والمكون السني والمكونات الأخرى من القوميات والديانات، فكانت التشكيلة تشي بمستقبل مشؤوم منذ لحظتها الأولى، فهي تؤسس لتقسيم البلد إلى مكونات تتناحر فيما بينها للحصول على مكاسب اكبر ومنافع أكثر للمكون بغض النظر عن حق وفرصة المكونات الأخرى، فابتدأ التحيز والاستئثار والتهميش منذ تلك اللحظة، فكان المولود بعد ذلك المخاض العسير دستورا ناقصا مشوها يدعو إلى تقسيم البلد ضمنيا في كثير من فقراته على أساس طائفي وعرقي، وألغى بخفة ومهارة انتماء البلد إلى حاضنته العربية حين جاء فيه أن العراق بلد مكونات يقع ضمن العالم العربي والإسلامي، وألغى في الوقت عينه الهوية الوطنية فغلب عليها هويات فرعية طائفية أو قومية أو دينية، وليت أن القائمين على حماية فقرات الدستور وتنفيذها قد التزموا بما جاء فيه، لكنهم حرصوا بعناية وحرص شديدين على انتزاع العراق من حاضنته العربية والإسلامية، وقد عانى العراقيون ما عانوا بسبب هذا الدستور الملغوم، فالكثير من المشاكل العويصة الكبيرة، من قوانين مؤجلة ومركونة على الرفوف بسبب الإشكاليات التي تشوبها لعدم انسجامها مع الدستور أو لعجز الدستور عن توضيح إشكالاتها وتوقيتاتها بصورة دقيقة. كالمادة 140 التي تخص المناطق المتنازع عليها التي بقيت ملفا شائكا عاقا يستثمر للابتزاز والتهديد كلما سنحت لذلك فرصة. وفي خضم ما يعتري الشارع العراقي من صحوة ونهضة وطنية تتمثل في التظاهرات المطلبية الداعية إلى الإصلاح ومحاربة الفساد والمفسدين، والتأييد الكبير والعظيم من جانب المرجعيات الدينية في النجف الأشرف، أصبح الوقت الآن مناسبا أكثر من أي وقت مضى للمطالبة بإصلاح الدستور وتحديدا ما يخص مسألة إنهاء المحاصصة الدينية والطائفية والتثقيف إلى ضرورة أن يكون العراق هو الجامع لكل المكونات وأن تكون الهوية العراقية هي الأعلى والأغلى وإنهاء تغليب الهويات الفرعية دينية كانت أو طائفية أو عرقية وان يكون العراق بوتقة تنصهر فيها كل المسميات والفروع في دولة مدنية لا تقديم فيها لدين على آخر، ولا قومية على أخرى. وأن يكون تسنم الإدارة فيه مشروطا بتوافر الكفاءة والنزاهة والإخلاص من دون النظر إلى الجنس أوالدين والطائفة، دولة مدنية يتساوى فيها المواطنون في حقوقهم المدنية والانسانية حيث تحفظ للمواطن كرامته وانسانيته، فلا تمييز ولا اضطهاد ولا تهميش، دولة تضع الخطط العلمية والعملية لاستثمار طاقات الشباب وتوجيهها باتجاه العمل الايجابي المنتج، دولة تعنى بالعلم والعمل معا، تعيد احياء الصناعة الوطنية وتشجع المبدعين والمستثمرين، على مبدأ" لكل مجتهد نصيب"، دولة تعيد الابتسامة إلى وجوه الاطفال حيث لا فقر ولا عوز ولا مرض، دولة تربت على كتف الشيخ العجوز وتضمن له شيخوخة مستقرة هانئة لا يحمل فيها هم المسكن والمأكل والمرض، وأن تعود إلى بساتين العراق وسهوله وجباله خضرتها ورونقها البهيين، دولة لا يخشى فيها المسافر شيئا إلا الله، أمن مستتب وضمان اجتماعي تبتسم في وجه الصباح المطلقة والارملة واليتيم فرحا بطلوع نهار الحرية وشمسه الدافئة



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفوضية الانتخابات و الدائرة الواحدة
- التظاهرات المطلبية واثرهاعلى المحاصصة
- التحرر الفكري .. و أثره في المجتمعات
- ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
- هل يكفي استبدال المحمود لإصلاح القضاء ؟
- هل هي نعمة أم نقمة ؟!
- هجرة الشباب
- تساؤلات في حيثية الإصلاحات
- هجرة الشباب .. خسارة لمن ؟
- الدعوة إلى حل البرلمان وتعطيل الدستور
- تظاهرات السابع من آب الواقع والطموح
- الخروج من الغيبة
- أثر التظاهرات في المجتمع العراقي
- إكرام المسيء ومعاقبة المحسن
- إصلاحات الحكومة و مطالب المتظاهرين .. أيهما أطول نفساً ؟
- وتستمر الولادة
- وكان للنساء حضورهن المميز كذلك
- عصابات الفساد ومطرقة العدالة
- العدوان على المدنية والديمقراطية
- الحراك الجماهيري الشعبي والمصالحة الوطنية


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - إصلاح الدستور