أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - إكرام المسيء ومعاقبة المحسن














المزيد.....

إكرام المسيء ومعاقبة المحسن


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4930 - 2015 / 9 / 19 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الأمور التي درجت عليها البشرية برمتها، إكرام المحسن و معاقبة المسيء وذلك أمر اتفقت عليه الشرائع السماوية والأعراف الاجتماعية والقوانين الوضعية والذوق الإنساني العام ، فمن باب الحث والتشجيع على الفضيلة وعمل الصواب تعودت المجتمعات البشرية على مكافأة من أتى عملا حسنا مكافأة إما أن تكون مادية أو معنوية بقصد تشجيعه على أعمال حسنة من هذا النوع والابتعاد عن الإساءة في أي تصرف سواء كان اتجاه البشر أو الحيوان أو النبات أو أي من الموجودات التي تنتفع الناس بها. وبالضد من ذلك فإن الشرائع السماوية والأعراف الاجتماعية والقوانين الوضعية اتفقت كلها على استنكار واستهجان ورفض بل حتى المعاقبة في بعض الأحيان لمن يخاف في تصرفه الذوق العام أو ما ذكرنا من شرائع وقوانين وغيرها ، وكل ذلك بغية منع وردع من يقدم على أفعال مرفوضة ممنوعة. ولا يقبل الذوق العام أن تقلب هذه المفاهيم بحيث يثاب المسيء ويعاقب المحسن، وفي هذا المجال قال الشاعر العربي أبو الطيب المتنبي :
ووضع الندا موضع السيف في العلا * مضر كوضع السيف في موضع الندا
ولكن هذا يحدث الآن في العراق ولا نعلم عذر من يفعل ذلك ! أهو مفهوم حديث للأخلاق والقيم لم نسمع به من قبل؟ أم هو الاستهتار بالقيم الإنسانية وضرب القيم عرض الحائط ؟ فقد تكررت مثل هذه التصرفات الغريبة مرات عدة من قبل القائمين على السياسة والإدارة الحكومية العراقية ، فالفاسدون إداريا وماليا ينقلون من وظائفهم القديمة إلى وظائف جديدة بعيدة عن الأضواء وعلى الأغلب إلى السفارات العراقية في دول العالم سفراء وملحقين في السفارات والملحقيات العراقية في أوربا ودول العالم الأخرى ! و يا لها من عقوبة قاسية على جرائمهم الكبيرة ؟!
ولم يقتصر النقل التأديبي على وزارة الخارجية التي تنقل المفسدين المقربين إلى السفارات الخارجية بالإبعاد والنفي المحبب ذاك بل تعداه إلى وزارة الدفاع والقوات الأمنية ، فكلنا يتذكر حادثة الهرب الجماعي لنزلا سجن أبي غريب من عتاة الإرهابيين والقتلة وقد أقلعت طائرة القائد العسكري المسؤول عن القاطع الذي يقع فيه السجن حاملة معها القائد المقصر والمسؤول الفعلي عن هذا الخرق الأمني الذي كلف العراق الكثير من الأرواح البريئة من شهداء التفجيرات الإرهابية التي قام بها الإرهابيون الانتحاريون الذين تمكنوا من الهرب في تلك الحادثة الخطرة ، وغادر ذلك القائد العسكري البطل أرض العراق إلى بلد الكنانة مصر الشقيقة إلى حين يطوى ملف الحادثة المؤلمة المرعبة حيث يتحرك عتاة مجرمي الأرض بين المواطنين العراقيين بحرية وأريحية ، هذا إن لم نسلم جدلا ومن باب حسن الظن بأن ذلك القائد الشجاع الشريف البطل لم يستلم من تنظيم القاعدة عن طريق وسطاء مبلغا وقدره ستة مليارات دينار لا غيرها لقاء التأخر المقصود لساعتين فقط عن تحريك قطعاته العسكرية للتدخل في السيطرة على الموقف في السجن المذكور وتطويق المنطقة ومنع السجناء الهاربين من الابتعاد عن مكان الحادث والتسلل إلى داخل المدن القريبة والاختفاء بين الناس ، والأنكى من ذلك وأبشع هو عودة ذلك القائد العظيم ليتسلم قيادة قوات جديدة وبتكريم معنوي مفرح ، أما ما حدث مع قادة العمليات العسكرية المتمركزة في مدينة الموصل وانهيارها المدوي في ليلة وضحاها فذاك أمر يستحق قادة الجيش عنه كل ثناء، في هزيمة غير مسبوقة من قبل أدت في ما أدت إلى فقدان ثلاث محافظات عزيزة على قلوب العراقيين جميعا ، وقد ارتكب التنظيم الإرهابي مجازر سبايكر وسجن بادوش والمجازر البشعة ضد الأيزيديين والآشوريين من حيث التهجير والنهب والسلب والسبي والاغتصاب ، وها نحن اليوم نرى عبود كنبر أحد أقطاب الهزيمة في الموصل يعين في الحشد الشعبي في منصب جديد مرموق عقوبة على تقصيره الواضح في كارثة سقوط الموصل في أيدي داعش الأثيمة . رحم الله شهداء العراق الأبرار الذين تراق دماؤهم بسبب فشل القيادات التي لم تكتف من التكريم على فشلها المستمر بعد .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصلاحات الحكومة و مطالب المتظاهرين .. أيهما أطول نفساً ؟
- وتستمر الولادة
- وكان للنساء حضورهن المميز كذلك
- عصابات الفساد ومطرقة العدالة
- العدوان على المدنية والديمقراطية
- الحراك الجماهيري الشعبي والمصالحة الوطنية
- اصمدوا .. فقد ظهرت بوادر النصر المبين
- العمليات الإرهابية .. وإرادة الشعب الثائر
- الفساد وحقيقة محاربته ومن يحاربه ؟
- - إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا -
- وماذا بعد صدور تقرير اللجنة ؟
- إدامة زخم التظاهرات مطلب حيوي
- ظلمونا فانتفضنا
- وألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر
- ليت هندا أنجزتنا ما تعد
- الحرب على الإرهاب وأثرها في الحراك الجماهيري
- الحراك الجماهيري المتصاعد وآفاقه المستقبلية
- الحصة التموينية الواقع والطموح
- الصناعة العراقية .. الواقع والطموح
- الكهرباء .. والكارثة الوشيكة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - إكرام المسيء ومعاقبة المحسن