أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - ليت هندا أنجزتنا ما تعد














المزيد.....

ليت هندا أنجزتنا ما تعد


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4892 - 2015 / 8 / 10 - 00:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أدهشنا بل أثلج صدورنا ما أقدم عليه الدكتور العبادي اليوم من قرارات جريئة ننتظر وبفارغ الصبر ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من نتائج لهذه القرارات الجسيمة القوية التي تلقاها الشارع العراقي مذهولا من قوتها من جانب ومن الاستجابة المثيرة للاستغراب والتساؤل من جانب الذين شملهم الاستبعاد المدوي ، فالبرود والأريحية التي تلقوا الصدمة فيها أمر مريب للغاية فما هي نياتهم أو مخططاتهم بعد أن يفيقوا من الصدمة ؟ هذا ما ننتظر معرفته بعد أيام قليلة.ويذكرنا هذا الإجراء القوي بحادثة تاريخية حدثت في زمن هارون الرشيد مع شيء من الاختلاف بينهما لفارق الزمن ومقتضى الحال ، فيروى أن البرامكة على عهد هارون الرشيد استغلوا مكانهم من الخليفة حيث أنهم أخوته من الرضاعة ومربوه ومعلموه ، وقد كان الرشيد لنفس الأسباب يرى لهم منزلة مادية ومعنوية في بلاط ملكه ، الأمر الذي جعل البرامكة يستغلون عرفان الرشيد واحترامه للعلاقة معهم ولم يكن الرشيد ليتهم أحدا من البرامكة بسوء أو ظنة ، لولا أن أحد الذين سئموا تطاول البرامكة وطغيانهم وتعديهم على أموال الخلافة والتصرف فيها كيف شاؤوا فما كان من هذا القريب من الخليفة إلا أن دس لإحدى المغنيات في القصر أبياتا لعمر بن أبي ربيعة لتغنيها على مسمع الرشيد بحضور يحيى بن خالد شيخ البرامكة ، بعد أن سبق هذا الحدث بتنبيه الرشيد الى شيء من تجاوز البرامكة السافر على صلاحيات الخليفة وسلطته الأمر الذي أزعج الرشيد لدرجة أنه أمر من في القصر أن لا يعيروا يحيى بن خالد البرمكي الاهتمام المعتاد إذا حضر المجلس كعادته وتوعد الرشيد آل برمك بالويل والثبور أمام الحاضرين ، فلما دخل يحيى فرأى الحالة الغريبة التي لم يعهدها من قبل ، وهو الذي كان يستقبل استقبال الخليفة في حضرته اذا حضر المجلس ، فاربد وجهه وتغيرت سحنته غضبا وحنقا فلما رأى هارون ما صار اليه حال البرمكي وانتبه اليه ، أشار صاحبنا القريب من الرشيد الى الجارية فصدحت بصوت رخيم جميل تغني :
ليت هندا أنجزتنا ما تعد * وشفت أنفسنا مما تجد
واستبدت مرة واحدة * إنما العاجز من لا يستبد
فلما سمع الرشيد تلك الأبيات استشاط غاضبا وقال وتربة آبائي الصالحين لأستبدن ولأنكلن بهم .
فما كان من الرشيد إلا ان ارتكب مذبحة ذكرها التاريخ وأعاد أموالهم الى بيت المال وصحح الوضع الخاطئ .
فيا ليت شعري من الذي دس للسيد العبادي هذين البيتين ؟ ومن التي غنتهما في حضرته ؟ أهم المتظاهرون وعرسهم البهي الذي حرك المياه الراكدة وبث الحياة الثورية في قلب هذا الرجل الذي حفت به آفات الفساد من كل حدب وصوب ، أم هي دعوة المرجعية الشريفة التي دعته الى الضرب بيد من حديد على أيدي المفسدين ؟
وأيا كان الباعث على هذا التصرف البطولي الشجاع الذي جاء متأخرا كثيرا وإن كان قد قيل أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا ، ويبقى السؤال الأكثر إلحاحا مع متغيرات كهذه ، هل سيكون البرلمان العراقي بمستوى المسؤولية والشجاعة فتسري إليه عدوى الشجاعة و الشعور بحراجة الموقف وضرورة الإسراع لتدارك حال البلد الذي وصل الى حافة الهاوية السحيقة التي لا يعرف قعرها وقرارها إلا الله .
إذن فهي دعوة الى السيد العبادي أولا والى البرلمان ثانيا فأنتم الآن على مفترق طرق ليس فيه إلا طريقين اثنين لا ثالث لهما طريق يفضي الى خلاص البلد من حالة الضياع والتخبط والفساد وتسطير أسمائكم بحروف من نور على صفحات التاريخ الذي لا يغفل صغيرة ولا كبيرة إلا ودونها بأحد يراعين يراع مداده النور الذهبي الساطع ، وآخر مداده الخزي والعار والهوان الى أبد الآبدين ، وأنتم بالخيار سادتي فاختاروا لأنفسكم ما ترونه ملائما لها والسلام .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على الإرهاب وأثرها في الحراك الجماهيري
- الحراك الجماهيري المتصاعد وآفاقه المستقبلية
- الحصة التموينية الواقع والطموح
- الصناعة العراقية .. الواقع والطموح
- الكهرباء .. والكارثة الوشيكة
- الكهرباء الوطنية والمشكلة الأزلية
- إعادة إعمار المناطق المحررة من داعش
- المؤسسات التعليمية ومشكلاتها
- 19 تموز المرأة العراقية والإعمار
- الإعمار
- أي إعمار نريد تحقيقه
- إعادة الإعمار للبشر أم للحجر
- التنازلات المتبادلة وأثرها في المصالحة الوطنية
- الحرب على الإرهاب والمصالحة الوطنية
- المناهج التربوية ومادة المواطنة والسلم الأهلي
- القائمون على المصالحة وتوسيع قاعدتها
- وفود المناطق مختلطة المكونات ودورها في المصالحة الوطنية
- نظمات المجتمع المدني .. الدور المفترض في المصالحة الوطنية
- المرأة والدور الفاعل في المصالحة الوطنية
- الخدمة العسكرية الإلزامية خيار أم ضرورة


المزيد.....




- منزل كردي في السليمانية يتحول إلى كبسولة زمنية بإقليم كردستا ...
- صواريخ إيرانية تستهدف بئر السبع في جنوب إسرائيل
- -لم أمت-.. رسالة من علي شمخاني بعد إعلان إسرائيل مقتله تبثها ...
- بين الجاهزية والعواقب.. هل ينخرط حزب الله في الحرب بين إيران ...
- لاعتراض الصواريخ الإيرانية وحماية إسرائيل.. دفاعات جوية متعد ...
- نتنياهو: -قلت إننا نغير وجه الشرق الأوسط، وأقول الآن إننا نغ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن شن سلسلة هجمات على عشرات الأهداف في إي ...
- ما هي مبادئ -دعاية الحرب-؟ كيف يتم التسويق للحروب؟
- أمين عام حزب الله نعيم قاسم يرد على تهديدات اغتيال خامنئي وو ...
- شبكة CNN تحقق في الضربات الإسرائيلية على مسؤولين إيرانيين با ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - ليت هندا أنجزتنا ما تعد