أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - هجرة الشباب .. خسارة لمن ؟














المزيد.....

هجرة الشباب .. خسارة لمن ؟


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4939 - 2015 / 9 / 28 - 08:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشهد العراق حاليا موجة مرعبة من الهجرة الجماعية للشباب العراقي منفردا كان أو مع عائلته، فالطوابير المرابطة على أبواب دوائر الجوازات العراقية وصلت إلى مسافات طويلة ولفترات طويلة أيضا ، فالمراجع يقف في الطابور منذ المساء حتى تبلغ ساعات انتظاره ثماني عشرة ساعة ، و ليس السؤال الملح في هذه الساعة ما هو سبب هجرتهم ؟ بل السؤال الأكثر واقعية هو لماذا انتظروا كل هذا الوقت ليتخذوا هذا القرار الجريء ؟ لم تكن الهجرة إلى خارج البلد حلما في سبعينيات القرن الماضي حين كان هناك بعض الاستقرار المادي والأمني للمواطن العراقي . وبلا شك لم يكن الاستقرار السياسي يضرب بأطنابه في البلد لكن الأهم في أوليات الشعب العراقي متوسط الوعي في سبعينيات القرن الفائت كان الاستقرار المادي والتطلع إلى بحبوحة العيش في مستقبل تضمن فيه تجارة الفرد أو صناعته أو أية حرفة أو مهنة . مع أن الهجرة في السبعينيات كانت موجودة بهامش بسيط ينحصر في المعارضين السياسيين لنظام الحكم الاستبدادي المتفرد الذي لم يدع لسياسي من أي حزب آخر فرصة ممارسة دوره الوطني سياسيا . فالذين هاجروا في تلك الفترة كانوا على الأعم الأغلب من الشيوعيين الذين لم يهادنوا السلطة حينها وبعض الإسلاميين من الأحزاب الإسلامية كحزب الدعوة والأخوان المسلمين .
أما اليوم فالاضطهاد الذي يعانيه الشاب العراقي من التهميش والبطالة والقلق الأمني المستمر وانعدام فرص العمل اللائق لحملة الشهادات منهم ، والضياع في دوامة العنف والقلق وانعدام الخدمات الضرورية لحياة المواطن من الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والخدمات البلدية الأخرى ، كلها أسباب جوهرية ومنطقية وحقيقية تدفع الشباب الطموح إلى مغادرة هذه الدوامة غير المنتهية من الضياع وانعدام الأمل ، فبعد سنين طويلة عاشها الشباب على أمل تحسن الوضع في البلد تدريجيا وجدوا أنه أمل كاذب ضاعت معه أحلامهم وأمنياتهم في العيش في بلدهم مع أحبائهم وأصدقائهم ينعمون بخيرات بلدهم ويحفهم الأمن والازدهار والاكتفاء بما يحفظ لهم كرامتهم وعنفوانهم . ولما يئس الشباب من قياداتهم السياسية وتخبطها الحائر في إصلاح شأن البلد نتيجة انعدام الخبرة أو النزاهة ، إذا نهب المفسدون والفاسدون خزينة الدولة على طول تلك السنين العجاف تحت ذريعة الاعمار وتقديم الخدمات للمواطنين فانتهبت أموال العراق بالعقود الوهمية الفاسدة ، ولما يئس أولئك الشباب من السياسيين قرروا الهجرة وإلقاء أنفسهم في لجج المهالك والمجهول أملا في الوصول إلى حيث يمكنهم مواصلة حياتهم بصورة يضمنون فيها صيانة وحفظ واسترجاع كرامتهم المهدورة إنسانيا، فركبوا عباب البحر مع علمهم ويقينهم بخطورة وحراجة تلك المغامرة التي يرون ويسمعون في الأخبار عن الضحايا التي تذهب يوميا من العراقيين والسوريين والأفارقة الذين يهاجرون هربا من المجاعات والتمييز العنصري ، فإلى متى يبقى الشباب العراقي يرزح تحت هذه الأعباء المضنية التي تقتل فيه روح الطموح والأمل فتسد في وجهه كل آفاق المستقبل الواعد ، باعثة في نفسه اليأس القاتل الذي يدفعه إلى ركوب الصعاب أملا في تغيير واقعه المحبط المرير ، ومن الذي يتحمل مسؤولية هذا الهدر المميت في طاقات البلد الشابة التي لو منحت الفرصة لغيرت مجرى الأحداث في العراق برمته نحو غد أفضل ، ومن المؤسف أن هؤلاء الشباب قد غادروا العراق بلا هدف محدد أو غاية مدروسة بل هو هرب مجرد مطلق من الواقع المرير إلى حيث يجد المعاملة الإنسانية لاجئا يتسول حفنة من الدولارات تمنحها له دول اللجوء التي تحترم الإنسان لإنسانيته غير ناظرة إلى دينه أو عقيدته أو جنسه أو عرقه . إلى هؤلاء يهرب الشاب العراقي فلا يلومنه أحد فالموت في انفجار سيارة مفخخة أو عبوة ناسفة لا يفرق كثيرا عن الموت غرقا في أحضان البحر الذي لا يرد زائرا ولا يطالب أحدا بتأشيرة دخول .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعوة إلى حل البرلمان وتعطيل الدستور
- تظاهرات السابع من آب الواقع والطموح
- الخروج من الغيبة
- أثر التظاهرات في المجتمع العراقي
- إكرام المسيء ومعاقبة المحسن
- إصلاحات الحكومة و مطالب المتظاهرين .. أيهما أطول نفساً ؟
- وتستمر الولادة
- وكان للنساء حضورهن المميز كذلك
- عصابات الفساد ومطرقة العدالة
- العدوان على المدنية والديمقراطية
- الحراك الجماهيري الشعبي والمصالحة الوطنية
- اصمدوا .. فقد ظهرت بوادر النصر المبين
- العمليات الإرهابية .. وإرادة الشعب الثائر
- الفساد وحقيقة محاربته ومن يحاربه ؟
- - إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا -
- وماذا بعد صدور تقرير اللجنة ؟
- إدامة زخم التظاهرات مطلب حيوي
- ظلمونا فانتفضنا
- وألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر
- ليت هندا أنجزتنا ما تعد


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - هجرة الشباب .. خسارة لمن ؟