أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - احترام حقوق الإنسان والدولة المدنية














المزيد.....

احترام حقوق الإنسان والدولة المدنية


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4986 - 2015 / 11 / 15 - 19:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أكثر ما يحلم به المواطن العراقي منذ ما يقارب الخمسين عاما، هو الاحتفاظ بالقدر اليسير من الكرامة المهددة على الدوام في العراق، فالحكومات البوليسية التي توالت على حكم العراق منذ مطلع الستينيات من القرن الماضي حرصت وبإصرار غريب على مسك الأمور الأمنية في الشارع العراقي بقبضة من حديد، للسيطرة على الوضع السياسي في البلد وتجييره باستمرار لمصلحة الحزب الحاكم، فكان الحزب الواحد المهيمن والمسيطر على كافة مفاصل الدولة الإدارية والسياسية، هو النظام الذي غلب طابعه على تلك الفترة، وكانت الحكومة البوليسية تتحكم في مقدرات البلد المالية والخارجية والسياسية، وكانت الساحة السياسية في العراق خالية إلا من بعض الأحزاب العريقة التي ناضلت وكافحت من اجل البقاء كقوة سياسية رافضة للدكتاتورية وان لم تكن علنية النشاط لكنها استطاعت وبإصرار عجيب أن تبقي على الحد الأدنى من النشاط في الشارع العراقي متمثلة في بث الأفكار الوطنية التحررية في الشارع العراقي لإبقاء جذوة الرفض والممانعة متقدة حتى وان خبا لهيبها ودفؤها في بعض الأحيان التي يكون القمع فيها على أشده، ما يضطر تلك الأحزاب إلى السكون المؤقت اتقاء للإبادة الجماعية والعسف المستبد.
فكان انتهاك حقوق الإنسان على أشده حيث منع وتحريم نشاط وعمل الأحزاب السياسية المخالفة في الرأي والعقيدة للحزب الحاكم وجعل عقوبة الموت شنقا لكل من انتمى لأي حزب سياسي على الساحة العراقية، فالتنكيل والتعذيب الجسدي والنفسي ،والإعدام هو العقاب الكيد الذي ينتظر من يقدم على ممارسة أي نشاط سياسي خارج دائرة ونطاق الحزب الحاكم.
فالرأي المغاير أكثر ما كان يخيف تلك الحكومات وبرعبها فيجعلها تنتهك وبطيش كل المواثيق الدولية وأنظمة وقوانين حقوق الإنسان، وبعد التغيير الدراماتيكي الذي حدث في العراق بعد9-4-2003 تنفس العراقيون الصعداء وبدؤوا يهيؤون انفسهم للتطور السريع على كل الأصعدة حتى أنهم تشبثوا بالحرية والديمقراطية التي كانوا ينتظرونها منذ عقود فعاث السياسيون الطارئون على السياسة بهذه القيم الراقية فسادا فشوهوا الحرية والديمقراطية بالطريقة الفضة البشعة التي انتهجوها بحجة الديمقراطية فالمحاصصة الطائفية وما ترتب عليها من قوانين إدارية وقرارات سياسية شاذة لا تمت للديمقراطية الحقيقية بأية صلة لا من قريب ولا من بعيد، كل تلك التصرفات والقرارات والقوانين الناقصة المشوهة التي تدل على السذاجة ومحدودية الأفق، أسهمت في تهيئة الأجواء المرتبكة التي تتيح للسراق والمفسدين والفاسدين أن يمارسوا نشاطاتهم المشبوهة في سرقة وتخريب العراق وفق منهج يبدو أنه قد رسم مسبقا من قبل أعداء العراق، فلم يتحقق في هذه الحقبة الماضية بعد عام2003 أي تقدم ملحوظ في ملف حقوق الإنسان فالاعتقالات التي كانت تطول الناشطين السياسيين الذين يعملون في السر كمعارضة، أصبحت تلك الاعتقالات حصة المكونات التي لا تتفق مع الحزب الحاكم في الرأي والمنهج بل وكل الشباب الذين يشك أو يتوقع وجود علاقة أو تشابه في الأسماء بطريقة بائسة امتلأت نتيجتها السجون القديمة والتي أنشأت لاحقا بعشرات الآلاف من الموقوفين الذين يقبعون في السجون لأشهر بل لسنوات من دون أن تقدم أوراقهم إلى القضاء للبت في قضاياهم وحسمها. وهناك جوانب أخرى لانتهاك حقوق الإنسان كانت وما زالت تؤرق العراقيين الذين يطمحون إلى الدولة المدنية التي تتكفل بحسم مثل هذه الملفات وإعادة وتأمين حقوق المرأة العراقية و ضمان حقوقها الإنسانية التي مازالت تنتهك في وضح النهار وعلى الملأ ولا منقذ للمرأة من تلك الحالة المزرية غير دولة مدنية تعيد للإنسان كرامته المسلوبة للشيخ الكبير والمرأة الأرملة والمطلقة والأمية والطفل البريء والشاب المحبط اليائس



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الإعلام في بناء الدولة المدنية
- المناهج الدراسية التعليمية ودورها في بناء الدولة المدنية
- المؤسسة العسكرية والانتماء الوطني
- دولة مواطنة لا دولة طوائف
- حكومة الخدمات والسبيل إلى تحقيقها
- إصلاح الدستور
- مفوضية الانتخابات و الدائرة الواحدة
- التظاهرات المطلبية واثرهاعلى المحاصصة
- التحرر الفكري .. و أثره في المجتمعات
- ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
- هل يكفي استبدال المحمود لإصلاح القضاء ؟
- هل هي نعمة أم نقمة ؟!
- هجرة الشباب
- تساؤلات في حيثية الإصلاحات
- هجرة الشباب .. خسارة لمن ؟
- الدعوة إلى حل البرلمان وتعطيل الدستور
- تظاهرات السابع من آب الواقع والطموح
- الخروج من الغيبة
- أثر التظاهرات في المجتمع العراقي
- إكرام المسيء ومعاقبة المحسن


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - احترام حقوق الإنسان والدولة المدنية