أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - استنزاف للوقت في مصر ، قد تكون خسائره افدح على المدى القريب















المزيد.....

استنزاف للوقت في مصر ، قد تكون خسائره افدح على المدى القريب


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4984 - 2015 / 11 / 13 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مروان صباح / سجلت انتخابات الرئاسة الأخيرة ، التى جاءت بالرئيس السيسي إلى الحكم مشاركة متواضع ، بالطبع ، دلالتها حملت أبعاد مختلفة ، وأهمها ، أن سيره ونهجه ، ليس محض رضى لدي أغلبية الشعب ، وتعزز ذلك ، بشكل أوسع وبطريقة ناطقة ، رغم الصمت ، عندما قاطعت الأغلبية الساحقة انتخابات البرلمانية ، احتاجاً ، على استخدامه أدوات العهد القديم ، لإدارة الدولة ما بعد الثورة ، وتجلى الغضب ، في منح تلك الطبقة ، الشرعية المطلقة لخوض الانتخابات بين بعضها البعض ، دون أي منافس سياسي أو اجتماعي حقيقي ، الذي بالفعل ، كشف عن انقطاع المعلومة والعلاقة بين الرئاسة والقواعد الشعبية ، وبين انتخابات الرئاسة البارحة وانتخابات البرلمانية اليوم ، تسير مصر في اتجاه قديم ، متجدد ، يعلو صوت محاربة الارهاب على أي صوت أخر ، وقد يكون الأمر الوحيد الذي تغيير بين الماضي والحاضر ، المصطلح التعريفي ، الذي يستخدم من أجل إنهاء حالة هذه الجماعات المسلحة ، من مكافحة الارهاب ، ليصبح اليوم ، محاربة الارهاب ، أما النتائج ، تأتي بعكس النوايا المعلنة ،تماماً ، للقضاء على هذه ظاهرة ، وبالتالي كانت سابقاً تتطلب ، فرق المكافحة من الأمن العام ، أصبحت تحتاج إلى تحريك الجيوش لمحاربتها .

ماذا يعني بالنسبة لي الاحتفاظ على أدوات الماضي ذاتها ، أي أن مصر الجديدة لا يمكن لها أن تبصر النور ، وستبقى إلى إشعار آخر مرتهنة بين مخططات الأمريكان والروس ، وهذا على الأقل ، يترجمه بالفعل الموقف الروسي الأخير من حادثة الطائرة المتفجرة والتى تعاقبت مواقف غربية اخرى ، تباعاً ، اتخذت قرار موحد في مقاطعة السياحة ، بالطبع ، انعكاس القرار سيكون مكلف للغاية ، لأن ، سياسة الارتهان والتبعية ، على الدوام نهايتها مأساوية ، كان من الأفضل ، وبصراحة ثابتة ، ليس فيها لبس ، أن تتبع القاهرة الأسلوب التركي في الإصلاح الشامل ، من أجل تحرير البلد من التبعية ، تارة للأمريكي وأخرى للروسي وبينهما ، الخضوع للشروط الإسرائيلي في شبه جزيرة سيناء ، ولأن باختصار ، مهما اختلفوا حول قضايا متعددة ، تُكشف استراتيجيات هؤلاء ، أنهم يملكون مشروع واحد موحد ، لا خير لمصر ، بل ، هناك اتفاق ظاهر ، لكن ، الكثيرون لا يرغبون رؤيته ، هو ، تقسيم مصر جغرافيا ، وهذه القطيعة للسياحة ، الآن ، ما هي إلا تبشير فعلي بما هو قادم لاحقاً ، بتبسيط شديد ، قد يتساءل المرء ، عن حكمة الرئيس السيسي في الاحتفاظ بأدوات الماضي ، بل ، نسأل السيسي من باب حق الانتقاد ، اذا كان فريق العمل المشارك في تنفيذ مخططاتك ، يشابه ذاك الفريق الذي اعتمدت عليهم بانتخابات الرئاسة أو انتخابات الأخيرة للبرلمان ، بالتأكيد ، نهوض مصر سيبقى على الورق والنتيجة واضحة .


في ضوء هذا التوصيف ، بالطبع ، هناك مشاريع في طريقها إلى الإنجاز ، لا يمكن إنكارها ، منها ، أُنجز فعلاً ، ويحتسب للسيسي سرعة التنفيذ ، لكن ، هذا المشاريع لا تحمي الدولة من المخططات الدولية ، مادام العنصر الأهم غائب بالفعل ، العدالة الاجتماعية بين المصريين ، فمصر حتى اليوم ، يعيش شعبها تحت خط الفقر وثمة مناطق واسعة غارقة بالجهل وسوء الخدمات ، مقابل ، قلة تتحكم بمواردها وتحتكر كل ما هو حي فيها ، ولأن ، أي دولة لا تملك قوة عسكرية مستقلة في التصنيع ، يبقى اقتصادها مهدد ، كما حصل أخيراً مع الطائرة الروسية ، وهنا ، لا بد للمشروع الدولة المصرية ، التحديثي ، أن يبدأ بالتحرك نحو دول مثل تركيا ، لنقل تجربتها ، فعندما استلم حزب العدالة والتنمية الحكم في تركيا ، كانت ومازالت تركيا تخوض حرب مع المسلحين الأكراد ، لكن ، مسيرة الإصلاح لم تتوقف ، ابداً ، وبالفعل تسير تركيا اليوم إلى الاستقلال السيادي في جميع نواحي الحياة ، رغم الحرب الدائرة في شرق وجنوب البلاد مع الأكراد ، وهي في الحقيقة ، اشرس وأعنف بمرات من الحرب المتقطعة في شبه جزيرة سيناء .

في الماضي القريب كانت تركيا تعيش حالة انتقال تاريخية ، يومذاك ، ساجل الكثيرون حول دور الجيش وأهميته التاريخية في استقلالها ومنع تفكيكها واستقرارها والحفاظ على مبادئ العلمانية الذي يعطيه حق الاستمرار بالحكم إلى ما لا نهاية دون منازع ، إلا أن ، كان في مكان آخر ، رجل مغمور يسمى أوردغان ، يترأس بلدية اسطنبول ، ومن خلال الخطوة الأولى ، بدأت حكاية رجل ، أصبح فيما بعد بحجم دولة قوية ، حيث ، كانت اسطنبول كما تركيا في العموم ، تعاني من مياه الشرب ، عاشوا سكان المدينة لسنوات طويلة محرومين من المياه ، كانت تصل ، فقط ، لأربع ساعة في الأسبوع ، وبالتأكيد ، هيئة المقاييس تؤكد بتقريرها المختلفة ، بأنها كانت ، تماماً ،غير صالحة للشرب ، رغم موقع الجغرافي للمدينة ، فاسطنبول تقع بين بحرين مرمره والبحر الأسود ، بالإضافة ، للمياه الجوفية المتوفرة بكثافة ، ببساطة وبنوايا خالصة ، نقل الرجل مياه نهر الملن إلى مدينة اسطنبول ، فأصبح الجميع يتمتع بمياه شرب ، صالحة ، دون انقطاع ، وأيضاً ، عالج مشكلة المواصلات التى كانت تعتبر ، حادة ، وهكذا ، تواصلت الإنجازات حتى بتنا نرى تركيا قوية وبطريقها إلى الإنعتاق من التبعية نحو الاستقلال الحقيقي ، وأصبح تهديدها أو تفكيكها ، ليس سهلاً ، وفي خطوة بالغة التأثير ، في نفوس الأتراك ، أصبحت مستشفيات الدولة تليق بالإنسان من حيث الخدمات ، حيث ، باشرت الحكومة بتحديث الكادر والمستشفيات وتحول العلاج ، مجاناً .

ثمة استنزاف للوقت في مصر ، وهذا بسبب اعتمد الرئيس على مجموعة أضاعت البلد في العهدين السابقين ، هذا الاستنزاف ، لا يقل أذى ، بل يظل خسائره أفدح على المدى القريب ، في حين وللتذكير فقط ، لقد قاد الشعب المصري ثورة من أجل أن ينهي مرحلة اختطاف البلد ، لكن ، ما يجري اليوم من سياسات استنزافية ، تهدد بالفعل وبقوة ، الجغرافيا المصرية ، بشكل مباشر ويأخذها إلى التقسيم والحروب الأهلية ، طالما ، بقت فئة الفاسدة حرة طليقة دون حساب ، بل هي ، مستمرة في رسم حياة المصريين ، لقد فعلها الشعب وأطاح بأكبر حكم استبدادي وفاسد ، هل ، ستفعلها يا سيادة الرئيس ، وتطيح بتلك المجموعة التى مارست وتمارس تضليلك ، كما كان واضح في الانتخابات ، وأيضاً ، في المسألة الأمنية لسيناء ، قبل فوات الأوان .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحديثاَ شاملاً للدولة التركية في ظل منطقة مختلة
- تهويل حول الجماعات الإسلامية وداعش،،، يتدرج إلى مستوى النازي ...
- القسطنطينية مقابل الأندلس والقدس
- أُسس التدخل الروسي في سوريا وجنوب أسيا
- استعلاء ناجم عن تفوق فارغ
- بين البحث عن الاستقلال والتورط بخطط الحاخامات
- الأخ الكبير يدافع عن الأقليات بعد ما دافع عن الشعوب ال سلافي ...
- الانتقال من تحت الأقصى إلى ساحاته العلوية
- مستشرقون الغرب ،، ورثة علماء المسلمين والعرب
- أهو عشق في تكرار الفشل الأمريكي أم استكمال المشروع .
- حيرة الكهنة وبراءة المنتفضين
- هستيرية الأفراح والنجاح
- الطفل آلان ، يُسقط جميع الأقنعة ،، والسيدة مركيل بألف رجل ..
- العقل التبريري ينتج مجتمعات مريضة
- هيهات أن يجيب الرئيس بوتين عن مصير الضفة الغربية ..
- كيف نعيد الثقة بأنفسنا
- ننتهي من ضجيج حتى نجد أنفسنا بين ضجيج أشد وأنكى
- حماس بين البدائل وحتمية الفشل
- نور الشريف والمشهد الأخير
- المرحلة الثالثة من المشروع الإسرائيلي في الضفة


المزيد.....




- ماذا قال ترامب عن بوتين والعقوبات على روسيا بعد نشر الغواصتي ...
- اتهامات أمميّة لإسرائيل بتحويل نظام المساعدات إلى -مصيدة موت ...
- باريس توقف إجلاء غزيين بعد كشف تصريحات معادية للسامية لطالبة ...
- هل ستمنح غيسلين ماكسويل الشريكة السابقة لجيفري إبستين عفوا ر ...
- كامالا هاريس تكشف عن موقف -لم تتوقعه- في ولاية ترامب الثانية ...
- ايه آي2027: هل يمكن أن تكون هذه هي الطريقة التي قد يدمر بها ...
- مصادر أممية: إسرائيل قتلت في يومين 105 من الباحثين عن المساع ...
- قادة ديمقراطيون يدعون ترامب لإنهاء الحرب على غزة
- حماس: ترامب لا يمل من ترديد أكاذيب إسرائيل ولن نمل من تفنيده ...
- أفغانستان..زلزال يهز منطقة هندوكوش


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - استنزاف للوقت في مصر ، قد تكون خسائره افدح على المدى القريب