|
بين البحث عن الاستقلال والتورط بخطط الحاخامات
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 4955 - 2015 / 10 / 14 - 02:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بين البحث عن الاستقلال والتورط بخطط الحاخامات
مروان صباح / الجميع في حالة ترقب ، ليس فقط ، كبار الساسة ، بل ، جيل الانتفاضة الأولى والثانية ، ايضاً ، هما في ترقب شديد ، وبين هذا وذاك ، هناك أسئلة يصعب ردها ، طالما ، العمليات الفردية تتصاعد في مختلف مناطق الأراضي الفلسطينية ، طبعاً ، تأتي على هذا الشكل ، هل ، للهبة أن تتطور إلى انتفاضة ، أم أنها ستنحصر في دائرة التذكير وإظهار ،فقط ،غضب الفلسطيني للمحتل ، في لو أنه فكر ، بالمساس بالمسجد الأقصى ، بل ، يذهب المرء إلى أبعد بقليل من ذلك ، ماذا لو أن ، شهد التصعيد ، تصعيد أكبر يشابه الانتفاضة الثانية في شقها الثاني المسلح ، بالتأكيد ، جميعها أسئلة مشروعة ، وقد تكون نابعة من مصالح عامة وفردية ، فهناك من لديه مشروع سياسي يرغب بالاستمرار حتى النهاية ، إلى جانب ذلك ، تشكل في سنوات العشرين الأخيرة ، فئتان ، فئة اقتصادية ، لا ترغب بأي مغامرة خوفاً على مصالحها أو ترتعب من أن يصيبها التغير ، لاحقاً ، وآخرى ، فئة موظفين ، ترى بالاستقرار عامل في صمودها ومصدر قوتها ، لكن ، بين كل هذا ، يفرض تدافع الأجيال ، واقع ساخن متفجر ، لا يمكن احياناً ، السيطرة عليه ، طالما ، يفتقد الواقع إلى استيعاب طاقاتهم أو أن عقلنة الخطاب السياسي غير كافي احتوائهم .
في عبارة آخرى ، وفي ظل تلك التحولات التى تشهدها المنطقة العربية ، استطاعت المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية ، الحاكمة ، إفشال أي تغيير ديمقراطي ، متخوف من تلاشى الطابع المدني للدولة ، لكن ، في حقيقة الأمر ، تطور الخطاب السياسي الإسرائيلي ، الذي بدوره انعكس على شكل الدولة ، وبتزامن ملحوظ مع ما يجري في المنطقة ، أصبحت تميل أكثر إلى اليمين الديني ، بل ، تظهر الانتخابات الأخيرة ، ذاك العالم السفلي ، المتواري ، خلف الدولة المدنية ، ليظهر أكثر فأكثر ، كلما ظهر في المقابل ، حركات ومجموعات ذات طابع إسلامي في المنطقة العربية ، يعلو في خطابها ، الجهاد ، على أي صوت أخر ، بالمعنى ، الأفغاني المعاصر ، وقد تكون الظاهرة لها علاقة ، تحديداً ، بالنوايا الكامنة لدى المستوطنين في تكملة إعلان دولتهم اليهودية على أراضي الضفة الغربية وبناء الهيكل في مسجد عمر ، كما يطلق عليه اليهود المتدينين ، والذين أصبحوا متفردين ومهيمنين على المناخ الإسرائيلي ، مؤخراً ، وهذا على أقل تقدير يفسر ، بالطبع ، عدم قدرة الأحزاب الممزوجة بالليبرالية ودين التقليدي على اعادة إنتاج ذاتها ، بل بات ، تراجع تلك الأحزاب في مناحي الحياة العامة ، صفة دائمة .
سِجل حافل وطويل للمستوطنين منذ احتلال الضفة العربية ، وهو بالتأكيد حافل أكثر على مستوى الباطن ، فما خفي أعظم ، لكن ، كيف يمكن تطويره ، هذا هو السؤال الدائر لدى الحاخامات اليهود ، خصوصاً ، بأن الفرصة سانحة تماماً ، وفي اعتقادي ، لم تكن التقلبات التى شهدتها السياسة الغربية وتلك المواقف ، بخصوص ، سوريا والعراق وليبيا بأمر العبثي ، بل هو ، عامد متعمد ، خذ عندك ، في بداية الأمر تعامل العالم الحر ، الديمقراطي ، على الأخص مع الأسد الابن ، بالديكتاتور وقاتل الأطفال ، وبعد عام بالتحديد ، تغيرت اللغة ، لتصبح المسألة السورية ، صراع بين طائفتين وما يدور فيها ، ليس سوى حرب أهلية ،وبالتالي ، وحسب القول النهائي ، أصبحنا اليوم نسمع سياسيين ، بأن الحرب تحمل شقين ، حرب أهلية ومحاربة الإرهاب الاسلامي ، العربي ، من هنا ، يتكشف أصل الحراك الاستيطاني في القدس والضفة الغربية ، حيث ، يسعى نتنياهو والمستوطنين من وراءه تحويل المسألة في الضفة ، من شعب يخوض معركة الاستقلال والحرية إلى نزاع بين فئتين على أرض واحدة مشتركة ، والتى بالطبع ، ستشهد بالقريب العاجل ، إن لم تحافظ الهبة على سلميتها ، تطورات مشابه لانتفاضة سوريا ، فلو افترضنا حصل ذلك ، كما يخطط الحاخامات له ، سينقذ في المقام الأول ، ليس فقط نتنياهو ، بل ، الدولة العبرية برمتها من تلك النظرة التى طُبعت في الآونة الأخيرة لدى الأمريكان والأوروبيين ، كمجرمين حرب ، ومن على أعتاب الانتفاضة السورية ، يمكن للمرء ، أن يقتبس الصورة الجهنمية التى ستسود بين القرى والمدن الفلسطينية وبين المستوطنات ، والذى يؤكد الواقع ، بأن الخلل في التوازن القوة ، كبير ، أي بمعنى مطلوب إيجاد حالة من الفزع والترهيب المبالغ به ، حتى يتمكن المستوطن من تحقيق هدفه الأسمى ، التهجير ، فاليوم الشعب السوري تجاوز العشرة ملايين في أصقاع الأرض ، نتيجة البراميل والقتل العشوائي .
اكتفي بملاحظات أولية ، بسيطة وصحيحة في آن معاً ، ليس هناك جديد في هذه الهبة التى يمكن لها أن تتطور إلى انتفاضة سلمية أو مسلحة ، سوى أن من أشعل وقودها جيل جديد ينتمي إلى الجيل السابقين في التخطيط والأداء ، وهنا ، لا بد أن يتساءل المرء ، إذا كانت الأساليب التى تُستخدم في مقارعة الاحتلال ، هي ذاتها ، مما يعني ، أن النتيجة ستكون شبيهة أو أسوأ من الانتفاضتين ، الأولى والثانية ، وهذا ، يجعل من المراوحة والاستنزاف عنوانين المرحلة ، فإسرائيل تسير باتجاه مزيد من العزلة ، فاليوم ، وبعد انتهاء من بناء الجدار العنصري بطول الخط الأخضر ، وأخر ، بين المستوطنات والقرى والمدن الفلسطينية ، يستنهض الاسرائيلي فكرة ، قديمة ، متجددة ، مكملة ، بناء جدار يعزلها عن دول الطوق ، طبعاً ، هذا التحرك ، لا بد أنه قادم من معلومات غزيرة ، بعضها من الصندوق الاستراتيجي وأخرى من الاستقراء والاستنتاج ، الأمر الذي يستدعي الفلسطيني أن يعيد النظر في آليات المواجهة ، المكرورة والتقليدية ، كي تكون النتائج هذه المرة ، قادرة على تحقيق الاستقلال الكامل والحرية ، دون أن يدخل في مربع التقسيط الطويل . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأخ الكبير يدافع عن الأقليات بعد ما دافع عن الشعوب ال سلافي
...
-
الانتقال من تحت الأقصى إلى ساحاته العلوية
-
مستشرقون الغرب ،، ورثة علماء المسلمين والعرب
-
أهو عشق في تكرار الفشل الأمريكي أم استكمال المشروع .
-
حيرة الكهنة وبراءة المنتفضين
-
هستيرية الأفراح والنجاح
-
الطفل آلان ، يُسقط جميع الأقنعة ،، والسيدة مركيل بألف رجل ..
-
العقل التبريري ينتج مجتمعات مريضة
-
هيهات أن يجيب الرئيس بوتين عن مصير الضفة الغربية ..
-
كيف نعيد الثقة بأنفسنا
-
ننتهي من ضجيج حتى نجد أنفسنا بين ضجيج أشد وأنكى
-
حماس بين البدائل وحتمية الفشل
-
نور الشريف والمشهد الأخير
-
المرحلة الثالثة من المشروع الإسرائيلي في الضفة
-
تحدي أهوج لشهر رمضان
-
من بيع السلاح والنفط إلى علاقة اقتصادية أقوى توجت بإدارة مست
...
-
قطعان ينتظرون الذبح
-
من ابتكارات الحداثة غسل الماء قبل الشرب
-
إبادات قانونية وأخرى اجرامية
-
القضاء السويدي يبعث من جديد رسالة جديدة للقضاء العربي
المزيد.....
-
سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-..
...
-
كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
-
ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض
...
-
ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح
...
-
ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ
...
-
فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه
...
-
عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين: واشنطن تلقت خلال الصراع
...
-
عاجل | حماس: نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني ما
...
-
الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
-
حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا
...
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|