|
من ابتكارات الحداثة غسل الماء قبل الشرب
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 4859 - 2015 / 7 / 7 - 03:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من ابتكارات الحداثة غسل الماء قبل الشرب مروان صباح / عندما نضطر إلى غسل الماء قبل الشرب تكون المسألة تخطت جميع المحظورات وقد وصلت إلى حد لا يمكن التعامل معها ، فقط ، بالوسائل النظرية أو الإشارة اليها ، بطرق تقليدية بيروقراطية سائدة ، بل ، يحتاج الواقع إلى تدخل عملي وبشكل قاسي ، كي تتجنب الدولة ، ما هو قادم من غضب لا محال ، الذي كما يبدو دلالته تشير ، أنه ، سيقلع كل ما يأتي أمامه من جذور وسطحيات جوفاء ، وقد يتفهم المرء ، أن بمقدور الحكومات ، التلاعب ومن بعدها رؤوس الأموال بجميع مقدرات الشعوب ، هو ، أمر يمكن الغض النظر عنه ، لكن ، الذي لا يحتمل الهضم ، ويبقى في دوائر التقيؤ ، أن يصبح الإنسان همه الأول والأخير البحث عن شربة نقية بعيدة عن تداخلات المجاري تارةً والتلوث الإهمالي تارةً اخرى . هناك ، إلى ذلك ، حقيقة عتيقة ، هي بالتأكيد راسخة رغم حجم التضليل الواقع في العصر الحديث ، فالحياة باختصار تعني ماء ، والماء ، هي ، حياة كل شيء ، وعندما تتلوث وتصبح الماء بحاجة إلى معالجات مرهقة ، رغم ، أنها تسقط بقدرة قادر من السماء وتحت أعين جميع البشر ، نقية طاهرة طهور ، حينها فقط ، تتطلب المسألة إلى اعادة النظر في جملة قضايا وعلى رأسها ، الحياة التى يموتها العربي أكثر مما يعيشها ، ففي الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث ، يزيد أو ينقص بعض الشيء تعداد ساكنيها عن الوطن العربي ، وهم في الأغلب ، من المهاجرين وكثير منهم غير مُجنسين ، تصل مياه الشرب إلى البيوت ، صالحةً للشرب ، بتكلفة رمزية ، أي ، لا يحتاج الفرد أو العائلة إلى شراء أو تركيب فلاتر، وفي كثير من الولايات لا تُصدر فواتير مياه ، لأنها تعتبرها حق من حقوق الفرد على الدولة ، أن تزوده بغذاء يعتمد الجسم عليه بشكل رئيسي ، فجسم الإنسان يتكون من 75% من المياه وبدورها تقوم بنقل المغذيات إلى الخلايا وأعضاء الجسم ، وفي تأمل ورصد للحال ، هناك روابط ودلالات مضمونها ، وقائع فعلية بين العالم الحر والعربي ، الحصيلة مذهلة بالفعل ، فالإنسان العربي يتكلف مبلغ ليس بهين في كل شهرين أو ثلاثة ، وفي بعض الدول العربية ، الفاتورة تصدر شهرياً ، وتكون قيمتها من كعب الدست ، رغم ، أن هناك شهادات تصدر من الصغير قبل الكبير ، بأن المياه المخصصة للشرب لا تصلح للشرب ، بل ، تشكو الأغلبية العظمى من تدهور صحة الشعر والبشرة بسبب المواد الدخيلة إلى خصائصها الطبيعية ، وبالتالي ، لم تنتهي المسألة عند هذا الحد ، بل ، الكلفة تعلو وتهبط من بيت إلى آخر ، حسب دخل الفرد ، لأن ، وبسبب رداءتها ، تضطر الأغلبية شراء مياه صالحة للشرب أو الاعتماد على المفلتر الذي يضاعف عبء أخر على موازنة دخل العائلة . هو ليس إغماض ، أو كما تعتقد الحكومات أنه ، شاع بين الناس ، فالاستهتار بحال الشعوب إلى درجة أنها عاجزة عن تأمين لهم قطرة شرب نقية ، هو أشبه بغليان لا يُعرف متى قيامته ، تماماً ، كأمر جهول الساعة ، متى وكيف ولماذا ، تبقى الأجوبة خفية ، لكنها ، تبدو ليست بعيدة بقدر أنها تلامس واقع يسطو التغيب الذي يفضي إلى شعور للأغلبية بالتغريب ، رغم ، أنهم في منازلهم وأوطانهم ، هذا صحيح ، بالطبع ، وقد تكون ثلث الحقيقة من ثلثين آخرين في معادلة المأساة العربية حاضرة والثلثين غائبين بحكم التجهيل ، فإذا كان حال الماء يشبه حال البنزين ، فإن التغيير يحتاج إلى زلزال بقوة كبيرة ، لأن ، المستفيد من بقاء الحال على ما هو عليه ، هم قلة متوحشة لا ترى بالأكثرية سوى دماء للامتصاص حتى تجفيف العروق ثم قهرها حتى الموت . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إبادات قانونية وأخرى اجرامية
-
القضاء السويدي يبعث من جديد رسالة جديدة للقضاء العربي
-
غونتر غراس
-
لو كان الأوكسجين والماء قرار بشري ، لكانت المأساة اكتملت ...
-
الكتاب والحذاء
-
محاصرة مصر وتلغيم أمنها القومي
-
تحويل الشهيد إلى بئر بترول
-
إليسا تُعيد طوقان من قبره
-
بين النفخ والتضخيم ،ضاعت الشعوب
-
تعاون يكشف عن حجم وأهمية العلاقة القائمة .
-
طاعنون باللجوء والهجرة، لهم الله .
-
تعاون يقطع الشك باليقين لأي عداء
-
الوطنية المتعثرة
-
اتفاق إطار أم مكافأة عن سلسلة تنازلات
-
عراقة الأمة ،، بلغتها
-
بين التفوق الإسرائيلي بالتكنولوجي والتميزّ الإيراني بالتشيع
...
-
كتاب ،، حركة فتح بين المقاومة والاغتيالات
-
اختلاف ايديولوجي عقائدي بين ايران وإسرائيل يقابله تقاطع مصال
...
-
العبور من الدنيا كما قال السيد المسيح
-
ملاحظات يتلمسها المرء حول المشروع المصري
المزيد.....
-
السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا
...
-
بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
-
إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
-
هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
-
باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع
...
-
قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس
...
-
Lava تدخل عالم الساعات الذكية
-
-ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية
...
-
قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|