أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - اتفاق إطار أم مكافأة عن سلسلة تنازلات















المزيد.....

اتفاق إطار أم مكافأة عن سلسلة تنازلات


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4774 - 2015 / 4 / 11 - 00:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نبتعد عن التخبط القائم ، رغم ، أن البعض طاعن بالشأن السياسي ، وبالتالي ، هو دلالة عن أمر لا يمكن إغفاله ، بأن ، الأحداث تتسارع نتيجة مخططات مسبقة ، أدى ذلك ، إلى تعثر في فهم ما يجرى من تقلبات ، تحتاج إلى تتبع دقيق ، ولأن أيضاً ، دراسة الجذور ، امتياز ، يجعلنا أن نرتكز إلى مفاهيم ومعارف ، وبهما ننطلق من رؤيتنا الفائقة للواقع ،وكما أن التشيع في إيران بالأصل ، عربي المرجع ، وهذا صحيح ، لكن ، مع الزمن ومع قوتين المال والسلاح ، ترك النفوذ تأثيرات واضحة في المذهب على امتداد وجوده ، وأدخل في ثناياه كثير من التعديلات التى تحتاج إلى مجتهد وليس كسول كي يخرج الفوارق الكبيرة بينها ، وهذا ، ليس مقتصر ، في الواقع ،على التشيع وحده ، بل ، تماماً ، نجده أيضاً ، في المذهب السني ، حيث ، أنه بالأصل أيضاً ، عربي المرجع ، لكنه ، اُثقل في بعض البلاد الإسلامية ، غير عربية ، بتعديلات وإضافات واضحة ، ليس لها في الأصل شيئاً ، وإن وضعنا ما اسلفنا جانب ، فمن اخفق في تفكيك وتركيب لعبة البازل منذ الصغر ، بالتأكيد ، يصعب عليه استيعاب ما يحاك دعائياً ويروج عبر وسائل الإعلام لمواد استهلاكية ، وبين الخلاف الجذري والمركب وبين طموح القومية واستخدام مكونات المذهب ، نستعين بمقاربة لا غنى عنها ، من أجل كشف الغبار ، كانت المسيحية قبل القرن الرابع عشر تعتبر بأن اليهودية مسئولة عن قتل المسيح ، وبالتالي ، فأن أتباع هذا الدين إلى يوم القيامة مسئولون أمام المسحيين عن هذه الجريمة التى لا يجد القاموس لها غفران ، ويتوجب ، ديمومة ، التنكيل بالأتباع ، هنا نلاحظ ، أن التشيع في إيران ، على أقل شعبياً ، وليست الحكومة ، التى تنأى عن ذلك رسمياً ، ينطلقوا من فكرة التنكيل بالعربي السني ، بدرجة الأولى ، من مبررين ، الأول ،لأنه يُعتبر من أتباع من كانوا مسئولين عن مصير آل البيت ، ومن جانب أخر ، عقدة تفوق العرقية التى افتضح أمرها عندما عجزت عن التصدي في يوم ما ، للتغير الذي أراده العربي فكان له الانتصار ، وبالتأكيد ، يأتي في المرتبة الثانية ، الشيعي العربي الذي سيأتي دوره لاحقاً عندما يكتشف بأن التشيع الفارسي ليس كما ارسى ركائزه أئمة الشيعة العرب ، بل ، هناك قصص وروايات ستؤدي في نهاية المطاف محاسبة الشيعي العربي على عجزه في حماية آل البيت من القتل ، حجة لا أكثر ، والأمر الأخير ، ولكي لا تنقطع سلسلة التداعيات ، ربما قد أصابها ثقب ولكي يتم رتقها سريعاً فأن اسماعيل الأول ، الذي استولى على بغداد 1508 م بتزامن مع الانشقاق البروتستانتي في أوروبا ، قد أُعلن على الفور بأن المذهب الشيعي ، هو مذهب الجميع والرسمي ، وليس كما يروج البعض ، من حكايات غير معتمدة ، بأن العراق بعد الاستيلاء عليه ، لم يحتاج تشيِعهُ ، كون أغلبية السكان من الشيعة أو كما افترض بعض الأخر ، بأن حُكم اسماعيل الأول لم يفرض التشيع على العراق بالقوة ،على أقل هناك دلالتين مضادتين ،لهذا الطرح القاصر ، حجم القتل والتنكيل والاضطهاد الذي مورس في الفترة التى بقت العراق تحت سيطرته ، وهذا دليل كبير أنه حاول تشيعي السكان ، والأمر الأخر ، دلالته تبرز المنطق الذي اراد له أن يسود ، قامت جيوش اسماعيل بهدم مقبرتين ، أبوحنيفة النعمان وعبدالقادر الجيلاني وطردوا جميع الجيلانيين من بلاد الرافدين ، ولولا تحرك السلطان العثماني سليمان القانوني لكان وضع العراق يشابه الأهواز اليوم .
بعد الاستهلال ، نُخرِج المقدمة مع اكتمال السيناريو بين الإيرانيين والإسرائيليين ، قبل الغزو الأمريكي للعراق في 20 / اذار /من عام 2003م وعبر عدة لقاءات شهدتها عواصم أوروبية وعلى الأخص اليونان ، التى بدأت في طابعها الأول ، تحت صفة مؤتمرات اكاديمية ، لِيتحقق في ما بعد أهداف مشتركة بين البلدين ، حيث ، نتج عن اللقاءات صفقة كبيرة التي بدورها ،إيران ، قدمت عبر المندوب السويسري جملة تنازلات ، أولها الاستجابة الكاملة للغزو العراق ، نلاحظ ، هنا ، أن إيران بدأت بالتفاهمات مع إسرائيل قبل الولايات المتحدة ، لتكون مساهمتها في اسقاط العراق ، مقدمة لصفقة كبير ستأتي لاحقاً ، تماماً ، شكل البلدين مجموعات عمل مشتركة لبحث ثلاثة مسائل ، محاربة القاعدة وأخواتها ، أسلحة الدمار الشامل ، الأمن الإقليمي وعلى رأسها التعاون الاقتصادي ، ولتذكير المفيد ، لعل الواقعة ، تحفز البعض ، الانتقال من التدوين وقراءة التاريخ إلى التحليل العميق ، ذات يوم غير ببعيد وفي ذروة الاشتباك ومع اشتداد الحرب العراقية الإيرانية تظهر البراغماتية الإيرانية ، لكن ، هذه المرة بشكل علني ومن الإمام الخميني ، وليس من الشاه ، أنظر كيف تعامل مع مصلحة دنيوية ، وأمام إلحاح جهات اقتصادية ، اقنعته بضرورة تغيير فتواه ، كان قد حرم التعامل معها من قبل ، حيث ،أعادت طهران تصدير الكافيار إلى الخارج والتى تدر لها مبالغ طائلة وتؤمن فرص لمئات العائلات المطلة على بحر قزوين ، علماً ، أن صناعة الكافيار تتجاوز عائداتها ال 30 مليون دولار من العملة الصعبة .
إذاً ، لم يكن تصويت البرلمان الإيراني أو الإعلان عن اتفاق الإطار مسألة غريبة عن السلوك الخارجي الايراني ، أبداً ، بل ، ما اُنجز في الحقيقة ليس سوى احتفال على اقتسام المنطقة مع إسرائيل ، هي أقرب ، إلى مكافأة إيران عن سلسلة تنازلات ،قدمت سابقاً ، وأيضاً ، على انخراطها الكامل والتزامها بالخطط الكبرى التى قادتها واشنطن في المنطقة ، أهمها ، الموضوع العراقي والمسألة الفلسطينية التى كما يبدو هناك موافقة مبدئية على اتمام مشروع دولة غزة ، لهذا ، يتطلب التضليل إلى اظهار حليف قديم جديد بطريقة السوبرمان لتخويف أبناء المنطقة ، حيث ، يلعب نتنياهو دور تهويلي أمام قدرات إيران التى لا تقاوم ، كأحد كومبارسات السينما الرديئة ، احتراماً للعلاقة السرية التى ستكشف عنها الأيام لاحقاً ،وأيضاً ، في السياق ذاته ، فأن للاتفاق أهمية أخرى ، حيث ستكون الخطوات المقبلة لا تحتاج إلى سرية وتواري ، سيتيح لإيران شراء من الأسواق الغربية كل ما تحتاجه من سلاح الجو وغيره ، مقابل ، استكمال الرؤية الأمريكية التى كانت قد بدأت بها ميدانياً في نصف من عام 2003م ، وأمام الزحف العسكري الإيراني والعمل ألاستخباراتي الإسرائيلي والتغيير الفكري والثقافي الأمريكي ، كيف يمكن للدول الخليج والسعودية على الأخص التعامل مع كل هذه التقلبات ، لهذا ، المطلوب ، تحديث البنية التحتية على الفور والتعالي عن جميع التفاصيل التي بدورها تؤخر وتعطل التحرك بهدف اعادة رسم سياساتها مع ثلاثة دول استراتيجياً ، بالطبع ، سيكون لهم المحطات الأهم ، في المنظور القريب ، مصر ، الأردن ، تركيا ، إذاً ، دعم الاقتصاديات في تلك الدول هو حماية للجبهات الأمامية ، وأيضاً ،يجعل من الشعوب الالتفاف حولها ،كما يحصل الآن في اليمن من خلال اللجان الشعبية ، وبالرغم ، من ضعف امكانياتها تقوم العشائر بمهمة التصدي للحوثي ولجيش صالح الذي انقلب ويلعب الدور الأهم في اليمن ، لأنه ، أي نعني التحرك ، سيكون الخيط العاقل الوحيد الذي سيحمي الأمن القومي العربي من السقوط ، وفي ظني ،هذا ممكن أن نراه أيضاً ، في المغرب العربي ، إذ ، ما تحركت الجزائر بنفس التوجه والاتجاه مع دول المغرب العربي .
عنصر ثاني يستحق التفضيل ، انشاء معسكرات تدريب بين حدود اليمن والسعودية وكذلك العراق وتركيا والسعودية ،وأيضاً ، بين مصر والسودان تتولى جميعها تنظيم وإعداد عناصر من قلب مناطق التوتر أو محتمل توتيرها مستقبلاً ، حيث ، من المهم تشكيل لجان شعبية قادرة على دعم الجيوش النظامية والتصدي لجميع العمليات التى تهدد الجغرافيا العربية ، بهذا ، تكون السعودية والأردن ومصر تجنبت التورط بشكل كامل في معارك جانبية تستنفذ قواتها ، وهذا ، لا يلغي من ضرورة تدخل قوات عربية بحدود ، سبعة الآلاف عنصر في عدن كي تؤمن عودة الرئيس اليمني منصور المنتخب ، بشكل ديمقراطي ومن الأغلبية الشعب ، ملاحظة أخر ،رغم ، الايجابيات الكثيرة ، هناك أمر مازال غامض غير مكتمل على نحو كافٍ يبدد القلق ، المصالحة المصرية التركية ، يترتب على كلا الجانبين السعودي والأردني التعامل معها بقدر كبير من الكفاءة والتحرك لإيجاد طريق للمصالحة ، عاجلة ، لا تحتمل التأخير .
التاريخ لا يسمح إنكار بأن صدام تعاون مع الأمريكي كما تعامل ويتعامل جميع نظرائه ، تاريخياً ، وفق مصالح نظامه ولدرجة أنه ، وصف سابقاً ، برجل واشنطن ، إلا أن ، الرجل في القضايا الجوهرية والقضية المركزية للمسلمين والعرب ، فلسطين والقدس ، كان موقفه واضح ومخالف لرؤية وحلول الولايات المتحدة ، لهذا ، عندما تمكنوا منه ، كان الانتقام بطريقة نموذجية ، كي تكون عبرة للآخرين ، أما ، نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية يكافئ من الدول الكبرى بعد كل مرة يتم استباحة دولة عربية وإبادة شعبها ، فقط للتذكير العراق وسوريا ،مورس فيهما العنف الأقصى ولبنان أقل شاناً ، رغم ، الحرب الكلامية التى يخوضها الطرفين منذ عقود .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراقة الأمة ،، بلغتها
- بين التفوق الإسرائيلي بالتكنولوجي والتميزّ الإيراني بالتشيع ...
- كتاب ،، حركة فتح بين المقاومة والاغتيالات
- اختلاف ايديولوجي عقائدي بين ايران وإسرائيل يقابله تقاطع مصال ...
- العبور من الدنيا كما قال السيد المسيح
- ملاحظات يتلمسها المرء حول المشروع المصري
- العقل والبطيخة
- استعادة الضمير ..
- انقلاب كوني يستدعي إلى اعادة ترتيب المنطقة
- اختيار الصديق
- تحولات بشرية دون اعتراض إنساني
- استبدال الأشخاص ،،، بالعزلة
- الصهيونية بعد مائة عام ،، إلى أين
- غسان مطر منحوت كالرجل الروماني ، مروان خسر رجل اخر .
- اللدغ الذاتي في حلقته الجنونية
- اليسار المتجدد مقابل اليمين المتجذر
- عربدة إسرائيلية في عز الظهيرة
- اندفاع بشري على حمل الأمانة ولعنة الضمير
- الصدق طريق إلى الخير
- المباهاة بالأسلاف والانفصام من العروة


المزيد.....




- الأردن يحذر من -مجزرة- في رفح وسط ترقب لهجوم إسرائيلي محتمل ...
- روسيا.. النيران تلتهم عشرات المنازل في ضواحي إيركوتسك (فيديو ...
- الرئيس الصيني في باريس لمناقشة -التجارة والأزمات في الشرق ال ...
- بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية رداً على تصريحات غربية وصفته ...
- المكسيك تحتفل بذكرى انتصارها على فرنسا عام 1862
- ماكرون يؤكد لشي أهمية وجود -قواعد عادلة للجميع- في التجارة
- المفوضية الأوروبية تسلم مشروع الحزمة الـ 14 من العقوبات ضد ر ...
- الإعلام العبري يتحدث عن -خطة مصرية- بشأن أراض فلسطينية وموقف ...
- المتحدث باسم القبائل العربية: مصر لن تتورط في -مهمة قذرة-
- أوكرانيا.. مهد النازية الجديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - اتفاق إطار أم مكافأة عن سلسلة تنازلات