أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - غسان مطر منحوت كالرجل الروماني ، مروان خسر رجل اخر .














المزيد.....

غسان مطر منحوت كالرجل الروماني ، مروان خسر رجل اخر .


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4733 - 2015 / 2 / 27 - 23:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مروان صباح / من اللقاء الأول ، تتحول الصدفة إلى صداقة دون أن تعرف كيف ولماذا ، هي علاقة تشكلت بيني وبين غسان مطر ، فنان الشعب والمقاومة ، وأيضاً ، الملحن والشاعر صلاح عاشور ، في ذروة الأحداث العربية وعلى وجه الخصوص الفلسطينية ، علاقة استثنائية ممزوجة بالفن والمقاومة والبحث عن الحياة والإنسان ، لم نحتكم في علاقتنا ، نحن الثلاثة ، إلى شهادة ميلاد بقدر احتكامنا إلى العقل والوعي اللذين تراكما بقضايا مختلفة ، وهذا ، يجعلني ككاتب استحضر غسان ، ليس المقاتل أو كناطق بيان الحركة الاصلاحية الذي قام بها العميد عزيز الأحدب نتيجة الحرب الأهلية اللبنانية ، عندما قام أبو الطيب المسئول الثاني لقوات 17 ، في حينها ، بتأمينه بواسطة ملالة عسكرية إلى مبنى الإذاعة ، كانت تسمى ، طريق الموت ، أو كمعلق سياسي أو فنان من الطراز الثقيل ، فحسب ، بل ، غسان المحرر في جريدة النهار قبل أن يبدأ عمله في الإذاعة والتلفزيون اللبناني وعن علاقته المميزة بالأب ، مؤسس النهار جبران تويني ، فكان يعي جيداً بأن الكتابة ، وهو ، بالمناسبة لديه من الكتابات والآراء التى اعتبرها الراحل ليست نهاية الطريق ، لأن ، هناك أشياء بلغنها وأخرى لم نبلغها بعد ، فتعلم ، هو لا سواه ، وقد نقله لي في إحدى الجلسات ، أن الكتابة لا بد أن تكون نقية من الشوائب ، وهذا ، بالفعل ما أهله الدخول إلى الإذاعة كصوت رخيم ، حاد النبرة بالإضافة لأدائه المميز في اللغة العربية ، وأيضاً ، في مجال التلفزيون كان مخرج حقيقي لكل كواليس الخفية للإعلام ، ومراسل إذاعة لبنان ، حيث ، كُلف بتغطية زيارة البابا بولس السادس عام 1967 م إلى القدس .
كان الشاهد البليغ على القضية الفلسطينية وهي تتنامى في لبنان ومؤثر عاطفي في مجال الإعلام ومحترف مهني بالتمثيل ، وفي حفلة غناء للعندليب الأسمر عبدالحليم الذي كان يشرف على اعدادها تلفزيون الجمهورية اللبنانية ، حيث ، كُلف غسان بتقديم العندليب والإشراف على الحفل ، تعانق العندليب مع الحضور وارتفعت موجة الأغاني الوطنية التى لم تروق لمدير الأمن العام في وقتها ، بالسيتينات ، تلقى غسان مكالمة في حمى وطيس صيحات الجمهور وتلاحمها مع عبد الحليم ، بضرورة إنهاء الحفل ، لكن ، قال مقولته الشهيرة ، والتاريخ سجلها ، بأنني في هذه الليلة وقعت على قرار فصلي من التلفزيون اللبناني ، حيث . استمر الحفل بالأغاني الثورية والوطنية حتى النهاية وفي اليوم التالي ذهب وقدم استقالته .
وبعد انتصار الجيش الأردني وقوات الثورة الفلسطينية ، معاً ، في معركة الكرامة ومن مقولة الفدائي الأول ، للملك حسين بن طلال رحمه الله ، كلنا فدائيون ، ارتأى غسان أنه من الضروري انتاج عمل فني يليق بنتائج المعركة والتى كانت في مضمونها رد موجع لإسرائيل عن هزيمة 1967م ، أراد من خلال كلنا فدائيون أن يتحول الفيلم في المستقبل إلى ارشيف مصور يُحفظ بالذاكرة العربية للأجيال المتعاقبة ، باشر غسان على نفقته الخاصة بعد حصوله على أتعابه من تلفزيون لبنان الإعداد مع الكاتب اللبناني والراحل أنطوان غندور بكتابة السيناريو ، وحيث ، اخرجه المخرج الراحل برج فازليان ، بتنفيذ تصوير العمل في المملكة الاردنية الهاشمية ، هناك حادثتين ، تلح الذاكرة على استحضارهما ، الأولى ، تُبلغ عن حجم مهنية وحرص الممثلين على إتقان العمل ، فقد لاقى مصيره الممثل الأرمني غاري غرابيديان أثناء استعمال الإخراج قنبلة دخانية لتصوير مشهد لعملية فدائية ، وبالرغم ، من خروجه سالما في أول الأمر ، إلا أنه ، أبى إلا أن يعود إلى موقع الحادث لإنقاذ زملائه فحُرق ومات مع البعض الآخر ، والحادث الثاني ، ظهر بشكل مفاجئ عند مشارف البيادر ، حين كان غسان وزملائه يصورون مشهد من مشاهد الفيلم ، توقفت سيارة ذات سقف مكشوف وترجل منها رجل بقامة ملك ، كان هو ، لا سواه ، الراحل ، الملك الحسين ، قد ، عزم على أن يشارك غسان والآخرين بعض الطعام والشراب على الرصيف ، وعندما استودعهم نظر في عيني غسان ، قال نعم صدقت ، كلنا فدائيون .
يتلعثم القلم من أين يبدأ ، فمحطاته كثيرة وقد لا تحصى ، ابتداءً بعلاقته المميزة والعميقة بالراحل ياسر عرفات وعلاقته الخاص مع الرئيس محمود عباس الذي أطلق عليه لقب فنان الشعب ومنحه وسام الدولة تقديراً لمساهماته وإنجازاته ، وعلاقته بأبو حسن سلامة ، وطائيته بالكرم ، كما كان يحلو أن يلقبه بحاتم الطائي ، هي ، سيرة ومسيرة ، حملت في طياتها العديد من الإبداعات ، ومنذ لقاءنا الأول كنت على الدوام أشاهد رجل منحوت ، كالرجل الروماني ، يحمل صخرة على كتفه ، العريض ، كصخرة سيزيف التى أعتقد البعض أنها مجرد عملية صعود وهبوط ، إلا أن ، غسان كان قد تأبط المستقبل ، عندما كان في مكان خفي يصنع بصمت ، الحاضر . ناضل الراحل وأنا أشهد ، بالكلمة والفن وكان منتمياً إلى قضيته حتى العظم وإلى أرضه المسلوبة ، وأحب لبنان وعشق شعبها المقاوم الذي فقد فيها من خلال اغتيال غادر وجبان ، أعز الناس على قلبه ، والدته وزوجته اللبنانية وابنه جيفارا دفاعاً عن كلمة حق ، قالها ولم يأبى ضميره ، أن يصطف في طابور الشيطان الأخرس ، ووجد في مصر أمّه التى فقدها ، حيث ، كانت له المكان الدافئ .
وأخيراً ، ابو جيفارا ، لقائنا عند الميزان ، ونحن نقف أمام العادل بحجتنا التى يمتلكها قلة من الأقوام التى تعاقبت على حياة الدنيا ، هي ، الدفاع عن الحق ، ومن هنا ، ادعو الرئيس الفلسطيني أبو مازن ، ليس كوني كاتباً ، لكن ، كوني ابن أخيك ، أن تطلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي باسم الشعب العربي الفلسطيني وباسمك شخصياً ، أن يقف جندي عند جثمان الراحل كي يكفن بعلم فلسطين ، فنحن لدنيا غسان مطر واحد ، رحمك الله يا ابو جيفارا .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللدغ الذاتي في حلقته الجنونية
- اليسار المتجدد مقابل اليمين المتجذر
- عربدة إسرائيلية في عز الظهيرة
- اندفاع بشري على حمل الأمانة ولعنة الضمير
- الصدق طريق إلى الخير
- المباهاة بالأسلاف والانفصام من العروة
- استراتيجية الحزام الأخضر تتحقق بكفاءة
- التباس بين الفساد المالي والإداري
- العربي يحلم بحدائق بسيطة ،، لا معلقة
- تحديات أوروبية تنتهي بالاستجابة للماضي
- المحذوف والثابت
- المخدرات بأقنعة،، مهدئات نفسية
- مشاريع بحجم وطن
- كالأطفال نشكو من قلة المياه،،، رغم كثافة أمطار السماء
- حقول النفط العربية في منظور الرؤية الأمريكية
- صيدليات ما بعد الحداثة
- عمليات النصب والاحتيال
- اللاجئ بين ظلمات البحر وقهر ذوي القربى
- علاقة أوروبا بتركيا .. تحالف لن يصل إلى إتحاد
- الكهرباء والماء مسألتا حياة


المزيد.....




- لحظة القبض على صبي عمره 12 عاما يتسابق مع مراهق بالسيارة.. ش ...
- صحفيو غزة يدفعون ثمن الحقيقة
- العراق.. السوداني يشرف على الخطط الأمنية لعقد القمتين العربي ...
- الحوثيون يعلنون قصف هدف جنوب يافا
- رئيسة البرلمان الألماني: لا ينبغي للكنيسة أن تتحول إلى حزب س ...
- بسبب -تهديدات روسية- و-عودة ترامب-، مدنيون بولنديون يتوجهون ...
- زيلينسكي يرفض وقف إطلاق النار ل3 أيام ويوجه رسالة لمن سيحضر ...
- ترامب يُعلن كلا من 8 مايو و11 نوفمبر -يوم النصر- لأن -أميركا ...
- بنغلادش.. مظاهرة حاشدة ضد إصلاحات قانونية تضمن المساواة بين ...
- المغرب يطلق تحذيرا من خطر -سيبراني- كبير قد يطال المؤسسات ال ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - غسان مطر منحوت كالرجل الروماني ، مروان خسر رجل اخر .