أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - صيدليات ما بعد الحداثة














المزيد.....

صيدليات ما بعد الحداثة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 23:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مروان صباح / ثمة ملاحظات تتكرر كلما اضطر المرء أن يقصد صيدلية في أي موقع من المدينة وفي محاولة تفكيك المشهد المكرور يلاحظ أن هناك على الدوام إضافات تداخلات بحجة الكماليات الضرورية ، لكنها دون أدنى شك تبدو ، أثقلت المهنة الأصلية لدرجة تكاد أن تفقد المهنة معناها ومهمتها التى انشأت من أجلها ، حيث ، تحولت أو باتت بالأحرى منافس قوي للأماكن المخصصة للعطور والتجميل ولم تعد رفوف الصيدلية فيها متسع لوضع الدواء من كثافة ازدحامها بمنتجات ليست لها علاقة بأصل المهنة ، وبالرغم ، من المدة الطويلة التى قضاها الدارس في كلية الصيدلة من سنوات توصف بالكدح وبذل الجهد وسهر الليالي بين كُتب تعج بالمصطلحات اللاتينية بالإضافة إلى عناء الأهل الطويل الذي لا يمكن أن يُنسى ، هكذا ، لكي يوفروا المناخ المناسب والاحتياجات الخاصة للدارس ، إلا أن ، تأتي المحصلة بعيدة كل البعد عن ما إرادته المهنة لمن امتهنها ، حيث ، يتحول بكل سهولة ، نتيجة تأقلم مع السائد ، إلى بائع يشبه أي بائع في أي مجال أخر في الأسواق ، وقد يتجرأ بعض البائعين المجاورين للصيدلاني ، بحكم الموقع ، الادعاء بين زملائه المجتمعين ، أن الحكاية لا تحتاج سوى أيام أو أسابيع من التدريب على أسماء الأدوية وقليلاً من التركيز بهدف تفكيك خطوط كاتبي الوصفات الطبية ليصبح ، صيدلي ماهر ، ويجزم لو سنحت له الفرصة بالتأكيد سيضاعف المبيعات ، وهذا ، يعود في حقيقة الأمر إلى استخفاف أصحاب المهنة بمهنتهم .
نحن لا نقول معظم الحقيقة ، وفي نهاية المطاف لا بد للأشياء أن تُسمى بأسمائها ، كيف يكون لنا صيدليات دون أن يجتمع معها مختبرات ينهمك الصيدلاني بالتفاعل والتجارب التى تتطلع الي تحسين ظروف الدواء والبحث في أمراض مازالت تفتقد لعقاقير الشفاء ، تبدو عجيبة نظرياً ، لكن ، الواقع يبلغنا بأن الصيدلاني يستنزف أغلب وقته بالتنقل بين محطات التلفاز وبين استخدام النت والثرثرة الاجتماعية ، لا أكثر ، وهذا ، يعرض المهنة إلى كسل ذهني لا يضيف لها بقدر ما يحذف منها ويحملها أعباء ليس لصالحها بقدر أيضاً ما يُهينها أخلاقياً وإنسانياً ، ومن هنا ، لا مفر لمؤسسة التعليم العالي من إقرار امتحان مستوى وتشخيص الأشخاص الراغبين بالاندماج بكلية الصيدلة والذين سيكونون في المستقبل مسئولين عن أرواح وحياة البشر ، لأن في الأصل ، مهنة الصيدلة ، تحتاج إلى باحث بمرتبة إنسان لا مسوق .
والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمليات النصب والاحتيال
- اللاجئ بين ظلمات البحر وقهر ذوي القربى
- علاقة أوروبا بتركيا .. تحالف لن يصل إلى إتحاد
- الكهرباء والماء مسألتا حياة
- لبنان وصانعاته
- زياد ،،، واحد من أكثر الأشجار طيبةً
- تركيا عضو فاعل ،، من الخطأ معاداتها
- انعكاس عملة داعش على العالم
- معاني الإقصاء ،، العميقة
- علاقة الرباط العقائدي والفكري
- اخفقت النهضة أم عزلة شريك
- المحنة الكبرى تطرق الأبواب
- إخفاقاً أوروبياً يرّسخ القطب الأحادي
- تحالفاً مضاداً يقترب اكتماله
- هجرة جنّبت المنطقة ويلات
- تحالف لا يضمن الانتصار وربما يسبب الهزيمة
- حماس ،،، الاعتبار بما مضى
- لا مستقبل للعرب دون عودة العراق
- نقص في الأفراد فائض في القوة
- فعل المقاومة ،،، استشاط غضب الأنظمة العربية


المزيد.....




- وسط تصاعد التوترات مع مادورو.. ترامب: فنزويلا -ترغب في الحوا ...
- تحليل: قبل تصويت مجلس الأمن المرتقب.. طموح كبير وتفاصيل مبهم ...
- بعد غياب سبع سنوات.. بن سلمان يتجه إلى واشنطن سعياً لضمانات ...
- مسعد بولس.. هل تنجح صفقاته الأفريقية في صنع السلام؟
- تحسبا لزوالها.. ذاكرة إسرائيل بأرشيف سري في -هارفارد-
- ماذا يخطط بن غفير للمسجد الأقصى في رمضان؟
- الاتحاد الأوروبي بين مخاوف التفكك ومطامح التوسع
- فودافون تحذّر عملاءها الألمان من المكالمات الاحتيالية
- ترامب عن ملفات إبستين: ليس لدينا ما نخفيه
- تصريحات جديدة من إيران: هذا ما فعلته ضربات أميركا بـ-النووي- ...


المزيد.....

- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - صيدليات ما بعد الحداثة