أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - استبدال الأشخاص ،،، بالعزلة














المزيد.....

استبدال الأشخاص ،،، بالعزلة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استبدال الأشخاص ،،، بالعزلة
مروان صباح / كيف لرجل مثل الامام الغزال أن يتحول بفترة وجيزة بهذه الأهمية والتأثير ، بالرغم ، أن وطأته في مدرسة النظامية ببغداد ، قصيرة ، حيث ، ذاع صيته وبلغ مجلسه العلمي عدد هائل من الطلبة ، تجاوزوا حسب التاريخ المؤرخ ، الأربعمة مستمع وناقل للعلم ، وهم ليسوا بطلاب عاديين أو تلامذة مُبتدئين ، بل ، من أفاضل التركيبة العلمية في زمانه وباعتبارهم أصحاب حلقات علمية في مناطق اخرى ، يؤخذ عنهم ويرد عليهم ، شأنهم شأن العلماء كافة ، وقد يكون هذا الزمن الذي يعيشه البشر ، يوصف بالإغبراري ، لا يتسع لمجلس واحد أو لعالم من أمثال الغزالي ، لأن ، المجتمعات منهمكة بقضية واحدة ، ألا وهي ، المعدة ، التى تعاني هي الاخرى من سوء فهم معاملة من صاحبها ، طالما ، هناك اعتقاد عند الأغلبية العظمى بأن العافية مرتبطة بالكم الغذائي وليس النوعي ، وقد يكون هذا الفعل الممارس ، هو أقرب ، إلى هروب بشري من محاولة الفهم التى تلح من وقت إلى اخر ، لكن ، التأقلم مع السائد يفرض قسريته بقوة ، تماماً ، كالموت .
يعلمنا الغزالي بقرار اعتكافه عن حلقته التعليمية والعودة إلى مسقط رأسه كي يتفرغ للعبادة وتأليف ما يفيد البشرية من كتب ، خالدة ، كإحياء علوم الدين ، بأن العزلة هي السبيل الوحيد لمن أراد انتاج الفكر ، دونها ، تبقى المسألة بالتأكيد معرضة إلى إخفاقات ، وهي مسألة قد عبر عنها التاريخ ، حيث اضاف لنا ، أيضاً ، بأن الإبداع ، فردي ، ولم يكن عبر التاريخ هناك ابداع جماعي ، رغم أن ، الالتباس ظاهر بشكل فج لدى البعض من خلال استشهادات تستحضر من وقت إلى آخر ويُضرب أمثلة كالأوركسترا أو فريق كرة القدم وغيرهما من عمل جماعي ، وبالرغم أن ، يطلق عليهما بالفريق أو المجموعة ، يظل أصل العمل قائم على ابداع فردي ، أتاح فيما بعد للجماعة ، المشاركة وتنفيذ العمل ، ليس أكثر ، تماماً ، كما أن الكاميرا تتابع وتنتظر لمدة تسعين دقيقة من صاحب القميص رقم عشرة أن يتحفها بإبداع منتظر ، ومن جانب أخر ، إذا ، اتيح فرصة للمرء التأمل ، يلاحظ ، اندفاع الشركات الكبرى التى لا تكترث للفريق المكون من أحد عشر لاعب بقدر أنها لا تدخر من الجهد مقابل أن تحظى باتفاق مع تلك القدم السحرية كي يروج لها منتجاتها عبر إعلان والدعاية .
إذا ، الإبداع يحتاج إلى مكان يتوارى فيه كي يصنع من الصمت فكراً ، تماماً ، كالحجارة التى يبحث عنها الغواصين في البحر ، هي ، قد أخذت وقتها بالتشكل وكان تشكيلها نتيجة عوامل طبيعية حتى أصبحت كريمة ، بصمت ، وبالرغم ، من جهل البشرية لسر صمتها ، أيضاً ، تجهل تلك الضغوط التى تعرضت لها وحجم القساوة التى تحملت دون أن تأن ، ورغم المظان الخاطئ حول استنطاق العزلة للصمت ، يبقى الإبداع جهد فردي ، لهذا ليس ، بغريب أن تفتقد المجتمعات أمثال الغزالي ، طالما ، شعرت بالصمت ، جنون وبالعزلة ، نفي ، مقابل ذلك ، يكثر فيها الرطانة بالهواء ، تماماً ، كمقص الحلاق عشرين ضربة في الهواء وواحدة في الرأس .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصهيونية بعد مائة عام ،، إلى أين
- غسان مطر منحوت كالرجل الروماني ، مروان خسر رجل اخر .
- اللدغ الذاتي في حلقته الجنونية
- اليسار المتجدد مقابل اليمين المتجذر
- عربدة إسرائيلية في عز الظهيرة
- اندفاع بشري على حمل الأمانة ولعنة الضمير
- الصدق طريق إلى الخير
- المباهاة بالأسلاف والانفصام من العروة
- استراتيجية الحزام الأخضر تتحقق بكفاءة
- التباس بين الفساد المالي والإداري
- العربي يحلم بحدائق بسيطة ،، لا معلقة
- تحديات أوروبية تنتهي بالاستجابة للماضي
- المحذوف والثابت
- المخدرات بأقنعة،، مهدئات نفسية
- مشاريع بحجم وطن
- كالأطفال نشكو من قلة المياه،،، رغم كثافة أمطار السماء
- حقول النفط العربية في منظور الرؤية الأمريكية
- صيدليات ما بعد الحداثة
- عمليات النصب والاحتيال
- اللاجئ بين ظلمات البحر وقهر ذوي القربى


المزيد.....




- مدفيديف: الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية خطيرة وقد ت ...
- ما هي خصائص القنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات والقاذفة الت ...
- دوي انفجارات عنيفة في محيط مدينة رشت شمال إيران والمضادات تع ...
- الترويكا الأوروبية.. الانحياز لإسرائيل
- سخط إسرائيلي على مؤثرَين انتقدا -النفاق- والتباكي على قصف سو ...
- نتنياهو: سنقضي على التهديد الإيراني النووي والباليستي
- إيران.. توقيف 24 شخصا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل
- الكرملين: أي هجوم أميركي على إيران قد يشعل حربا إقليمية
- بعد خامنئي.. ما سيناريوهات الحكم في إيران؟
- وسط تصاعد التوتر.. دول تطلب مساعدة مصر لإجلاء رعاياها


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - استبدال الأشخاص ،،، بالعزلة