أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - العبور من الدنيا كما قال السيد المسيح














المزيد.....

العبور من الدنيا كما قال السيد المسيح


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4760 - 2015 / 3 / 27 - 22:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العبور من الدنيا كما قال السيد المسيح
مروان صباح / عند حافة الدنيا وفي وداع يليق بالأنبياء وقف عيسى ابن مريم عليه السلام ،مخاطباً البشرية ،لعل ،خطابه الحراري والصادق أن يصل إلى تلك العقول والقلوب ، معاً ،وبمكلمات قد جمع بها الخُلاصة الأبدية للحياة ،حيث قال ،خادمي يداي ،ودابتي رجلاي /وفراشي الأرض ،ووسادي الحجر /ودفئي في الشتاء ،مشارق الشمس /وسراجي بالليل ،القمر /وإدامي الجوع وشعاري الخوف ولباسي الصوف /وفاكهتي وريحاني ،ما انبتت الأرض للوحوش والأنعام /ابيتُ وليس لي شيء وأصبح وليس لي شيء /وليس على وجه الأرض أحد أغنى مني ،أنتهى قول المسيح ،لكن ،الشمس اللاهبة لم تنتهي وهي بدورها المعتاد تقوم بإضاءة تلك الدموع التى تساقطت وهو يرثي نفسه والبشرية جمعاء ،نلاحظ ،بأن الأنبياء جميعهم ،عاشوا حياة تقشفية ،بقرار ذاتي ،بالرغم ،أنهم امتلكوا قرارين السياسية والاجتماعية معاً للمجتمعات ،إلا أن ،رحيلهم من حياة الدنيا ،كان قد شهد تعفف من الصعب التشكيك فيه ،وبالرغم ،أن الأغلبية العظمى ،ارتبطت بهم ارتباطاً روحياً ،عقائدياً لا عقلياً ،دون أن تلتزم بنهجهم السلوكي ،حتى لو ادعت بذلك زوراً ،بل ،ما يلاحظ من أفعال للتابعين هو أشبه بانقسام واضح بين الروح والسلوك ، فالفرد عبر القرون ارتبط على الأغلب بسلوك الحاكم وأبقى لروحه كامل الحرية بالتعلق بالأنبياء ،بالطبع ،في نطاق موسمي ،وهذا ،بالتأكيد يستمر الحال طالما المرء مصنف في خانة الفقراء ، أما في لحظة ،التحول ،وهذه ،حقيقة ،جدير ذكرها ،ينخفض الارتباط الروحي ليتفوق بكل جدارة ،ذاك ، السلوكي المنزوع من أي كوابح ،وكأن وظيفة الإنسان تصبح مجرد تسديد ديون وبفوائد ممتدة عبر سلالة قاست من الجوع والفقر المدقعين .
رغم تعقيد الحكاية ،يتبع التماس بالعذر ، وهذا تماماً ، ما نقله الغزالي في كتابه لواقعة نافذة رغم تجاهل البعض لها ،هي رحلة قضها عابرطريق مع المسيح عليه السلام ،عند تخوم جبال الناصرة ،لم يكن صاحب الرحلة يمتلك سوى ثلاثة أرغفة من الخبز وعندما أراد تناول الطعام ،تقاسم مع رفيقه رغيفين وادّخرالثالث إلى وقت آخر ،وبعد ،عودة عيسى المسيح من قضاء حاجته سأل الرجل أين الرغيف الثالث ،على الفور ،انكار معرفته بمصير الرغيف ،رغم أنه لا سواه ،هو لا غيره الذي أكله دون أن يستشعر بالذنب ،لم يعلق نبي الله حتى أتيا رجل ضرير فوضع يده ودعا الله له بالشفاء وبعد ما رد بصره سأل عيسى بحق من أعاد بصرالأعمى أين الرغيف الثالث ،تشبث بموقفه ،أكثر ،مؤكداً انزعاجه من تكرار السؤال إلى أن وصلا النهر ،فقال النبي ،قل باسم الله واتبعني ،وهنا أعاد السؤال ،بحق من سيرنا على الماء ،أين الرغيف ،فأجاب ،والله ما كانا إلا اثنين وعند وصولهما الضفة الآخرى ، جمع ثلاثة أكوام من التراب ثم دعا ربه أن يحولهم إلى ذهب ،عندها كان عيسى قد أعد للرجل اختبار ،لكنه ، من نوع ثقيل ،فقال عليه السلام ،الأولى لك ،والثانية لي ،والثالثة لمن أكل الرغيف الثالث ،لم يتح الذهب فسحة للرجل بالتفكيربحيلة جديدة الذي بدوره أي الذهب استنطقه ،كأن لعُاب عقله سال أمام ما لم يكن أن يتوقعه أبداً ،فقال على الفور ،أنا الذي أكل الرغيف ، حتى ، بإمكانك أن تسأل معدتي فهي شاهدةٌ عليّ ،ترك عيسى عليه السلام ،خلفه الذهب ،وأيضاً ،ترك عبرة للغارق في لذة المال ،لعلها ،تنفعه .
وهو ،منهمك بالغوص حتى أخمص قدميه بالذهب كان القدرقد تربص به من خلال ثلاثة قاطعي طريق ،وبعد ذبحه كالخروف ،همس احدهما للآخر بضرورة الخلاص من الشريك الثالث ،فاخترعوا له مهمة شراء الطعام ،راودته في الطريق فكرة أخبث من فكرتهم ،فوضع لهما السم دون أن يعلم بكيدهما ،كأن الغدر الغريزي يجري بالدم ،حاول استباقهما بالخيانة ،وعندما جاءهما استقبلوه بطعنات الخناجر ،فتبسم وهو ينزف لأنهما على الفور باشروا بأكل الطعام المسموم ،وعندما رجع نبي الله عيسى وجد أربعة جثث ملقاة إلى جانب الذهب ،قال مقولته الشهيرة ،هذه الدنيا اعبروها بقلوب سليمة .
أين البشرية من المسيح ،ولو عاد ،هل سيجد سوى شجرة الميلاد والأجراس والحلوة وكسر الخبز من سيرته الطيبة ،أمام مليارين على أقل من البشر ،لا مأوى لديهم ولا مأكل ولا كسوة ،يقابلهم ،أربعة مليارات يكدحون ليلاً نهاراً خوفاً من أن يتراجع حالهم ،فيلتحقوا ،مع من شردهم جشع الآخر في صحاري الأرض .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات يتلمسها المرء حول المشروع المصري
- العقل والبطيخة
- استعادة الضمير ..
- انقلاب كوني يستدعي إلى اعادة ترتيب المنطقة
- اختيار الصديق
- تحولات بشرية دون اعتراض إنساني
- استبدال الأشخاص ،،، بالعزلة
- الصهيونية بعد مائة عام ،، إلى أين
- غسان مطر منحوت كالرجل الروماني ، مروان خسر رجل اخر .
- اللدغ الذاتي في حلقته الجنونية
- اليسار المتجدد مقابل اليمين المتجذر
- عربدة إسرائيلية في عز الظهيرة
- اندفاع بشري على حمل الأمانة ولعنة الضمير
- الصدق طريق إلى الخير
- المباهاة بالأسلاف والانفصام من العروة
- استراتيجية الحزام الأخضر تتحقق بكفاءة
- التباس بين الفساد المالي والإداري
- العربي يحلم بحدائق بسيطة ،، لا معلقة
- تحديات أوروبية تنتهي بالاستجابة للماضي
- المحذوف والثابت


المزيد.....




- وزير الدفاع الإسرائيلي ردا على تصريحات بايدن: لا يمكن إخضاعن ...
- مطالبات بالتحقيق في واقعة الجدة نايفة
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينتج برامج تلفزيونية ناجحة في ال ...
- سويسرا: الحوار بدل القمع... الجامعات تتخذ نهجًا مختلفًا في ا ...
- ردًا على بايدن وفي رسالة إلى -الأعداء والأصدقاء-.. غالانت: س ...
- ألمانيا ـ تنديد بدعم أساتذة محاضرين لاحتجاجات طلابية ضد حرب ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة هندسية إسرائيلية في رفح (فيد ...
- موسكو: مسار واشنطن والغرب التصعيدي يدفع روسيا لتعزيز قدراتها ...
- مخاطر تناول الأطعمة النيئة وغير المطبوخة جيدا
- بوتين: نعمل لمنع وقوع صدام عالمي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - العبور من الدنيا كما قال السيد المسيح