أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الكتاب والحذاء














المزيد.....

الكتاب والحذاء


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4825 - 2015 / 6 / 2 - 23:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ بالطبع ، كيف لها أن تغيب تلك المقارنات التى تحيط بالمرء من كل جانب. ، ولعل ، ما ذكره سابقاً الجاحظ عن المعاني الملقاة على قارعة الطريق ، خصيصاً ، في أماكن تزدحم بالبشر ،هي في نهاية الأمر ، تشكل عن البعض صداقات ليس بالضرورة يحملها الآخرين ، بل ، تُعدّ بمنظورهم جالبة للويلات ، تماماً ، هي في الجانب الأخر ، عكس ذلك ، فمن يستشعر نبض حياتها الصامت ويلتقط معانيها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، والحال أن ، هناك مقارنات تستحق وقفة ، وربما وقفات ، مطولة ، وأخرى أبعد ، تأملية ،لأنها رغم تباينها ، إلا أنها ، متقاطعة في نفس الإنسان ، لهذا ، فأن الكتاب ، رغم اختلاف البشر حول أهميته ، يبقى يتمتع بالقدسية حتى عند هؤلاء الذين يعتبرون القراءة عادة سيئة أو أنها مضيعة للوقت ، وبقدر الاختلاف حول القراءة وتطابق بقدسية الكتاب ، تظهر الغريزة الانسانية تطابق بشري في حلقة أخرى من الجانب الأخر ، عندما يتعلق الأمر بشراء حذاء ، ،وهنا ،على أقل ، يسجل التاريخ المعاصر حادثة تعتبر دلالة ومضموناً ، قد عبر عنها الرئيس حسني مبارك في لقائه مع الرئيس اليوغسلافي جوزيف تيتو الأسبق ،عندما كشف هيكل في كتابه ( مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان ) عن فحوى اللقاء ، في حينها ، كان هم مبارك ينصب حول كيفية حصوله على حذاء شبيه لحذاء تيتو ، ويبقى الملفت ، إذ ، ما عدنا إلى الصور الأرشيفية ، نجد بأن تيتو كان يمتلك مكتبة غنية بالكتب التاريخية والفلسفية وغيرهما التى لم يلتفت إليها الرئيس حسني .
لعل ، الحذاء وتصنيعه وتنوع تصميماته ،نال على الدوام ، تقدير عالي من البشرية ، وعلى الأخص ،ميسورين الحال ،وليس هناك شك ،بأن التفكير والجهد اللذين يُبذلان في إنجاز الحذاء ، هما ، محل تقدير واعتراف بالإبداع ، حتى لو كان التصريح بذلك غير معلن ، لكن ، هناك ما يثير ضجة كبيرة داخل المرء ، وبالتالي ، تدفعه إلى المقارنة ، بين أمكنة خصصت لبيع الأحذية ،هي بالتأكيد باهظة التكاليف ،يقابلها ،أرصفة وأكشاك خجولة تجتهد في بيع وتسويق كتب قد اجتهد أصحابها في المزاوجة بين الإبداع والتنظير ،بل ،خضعت إلى اشتراطات قاسية في تخطي جبال من الماضي نحو مستقبل ينظر إلى أمرين ،التراكم والإضافة ، إلا أنها ،على الدوام كانت مصلحة الحذاء تتفوق على مصلحة الكتاب ، وهذا ما تشير إليه على الأقل المعارض ،الذي يسعى كل طرف تسويق منتجه من خلالها ،بالطبع ،قد تكون عارضة أو عارض من الذين يشتغلون في هذه المهنة يتقاضون مبالغ تفوق حجم جميع معارض الكتب في العالم ،لأن في النهاية ، الذي يحدد سياقات الحياة ،هي ،رغبات الناس ،خصيصاً ، إذا ، كانت مستسلمة لغرائزها بشكل مفرط ، وما على المرء سوى التصور مع هذا الإفراط العلني ، كيف سيكون الحال ، يعني ، النتيجة في النهاية ، مقبولة وطبيعية في ظل اختلال كوني .
هنا لا بد أن يعي من يشتغل في الانتاج الفكري بجميع أشكاله ،أن المسألة لم تكون ولا لمرة تنافسية ، لأن في الأصل ، العمل في الفكر ، لم يكون تاريخياً الهدف من وراءه تكوين ثروة بقدر أنها طرقات لا بد من يُنيرها ويعبد لحاضرها ومستقبلها ، وما دامت الأغلبية تحلم في منامها بحذاء جديد بعد ليلة طويلة لعيد منتظر ، خالية من الأفكار والكلمات ، بالتأكيد ، ستسعى الأغلبية الساحقة ، لكي تصبح في المستقبل بائعة أحذية ، وليسوا مؤلفين ، ولا عجب من شحيحية الحال الثقافي ،طالما ، ابن خلدون لم ينتظر مردود لإنتاجه الفكري ،لكنه بالتأكيد ، اكتفى بأعمال تخلده ، وكان بالفعل له ذلك .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاصرة مصر وتلغيم أمنها القومي
- تحويل الشهيد إلى بئر بترول
- إليسا تُعيد طوقان من قبره
- بين النفخ والتضخيم ،ضاعت الشعوب
- تعاون يكشف عن حجم وأهمية العلاقة القائمة .
- طاعنون باللجوء والهجرة، لهم الله .
- تعاون يقطع الشك باليقين لأي عداء
- الوطنية المتعثرة
- اتفاق إطار أم مكافأة عن سلسلة تنازلات
- عراقة الأمة ،، بلغتها
- بين التفوق الإسرائيلي بالتكنولوجي والتميزّ الإيراني بالتشيع ...
- كتاب ،، حركة فتح بين المقاومة والاغتيالات
- اختلاف ايديولوجي عقائدي بين ايران وإسرائيل يقابله تقاطع مصال ...
- العبور من الدنيا كما قال السيد المسيح
- ملاحظات يتلمسها المرء حول المشروع المصري
- العقل والبطيخة
- استعادة الضمير ..
- انقلاب كوني يستدعي إلى اعادة ترتيب المنطقة
- اختيار الصديق
- تحولات بشرية دون اعتراض إنساني


المزيد.....




- لجيل -زد- ذوق مختلف.. هذه أفضل مدن العالم بين الشباب بحسب مج ...
- الإعلان عن مشروع استيطان إسرائيلي -سيدفن- فكرة الدولة الفلسط ...
- قمة ألاسكا: ما هي الأراضي التي قد يتم -تبادلها- بين روسيا وأ ...
- لجنة تحقيق أممي تصدر تقريرها بشأن أحداث الساحل السوري
- بشعار اكتشاف الداخل.. تغيّرات وجهات السائح الكندي صيفا
- -إسرائيل الكبرى-.. مشروع توراتي يهدد أراضي 8 دول عربية
- صحف عالمية: إسرائيل تبيد صحفيي غزة ولا تخفي ذلك رغم أنه جريم ...
- نعيم قاسم يشكر لاريجاني على الدعم الإيراني بمواجهة إسرائيل
- إسرائيل تحذر لبنانيين من الاقتراب من مناطقهم الحدودية
- إعلام إسرائيلي: اتصالات مع دول عدة لمحاولة تهجير الفلسطينيين ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الكتاب والحذاء