أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - تحويل الشهيد إلى بئر بترول














المزيد.....

تحويل الشهيد إلى بئر بترول


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4804 - 2015 / 5 / 12 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحويل الشهيد إلى بئر بترول

مروان صباح / لو كان الشهيد يدرك حجم استغلاله بعد استشهاده ، لكان ، أخفى عملية استشهاده واستشهد سراً ، ولأن ،الحفل السنوي يظهر من التفاصيل ، هي ،فاضحة وفادحة ، تثير حفيظة المرء ، لما يجري من تنكيل بسيرة الراحل ، على الأخص ،ذلك العراك النفسي حول الجلوس في الصفوف الأمامية أو ، ذاك ، البكاء من أجل إلقاء خطب مملة ، وهي ، بالتأكيد خارج النص واللغة العربية ، معاً ، والذي يحير أكثر ،هو ، التقاطع بين التصفيق والخطاب ، حيث يظهر الجانبين حرارة ، كأنهما يبغضان الشهيد على تلك الدرجة التى استحقها ، وقد يظن المرء ،لبعض الوقت ،بأن الحماس المبالغ ، نابع من حيلولة المتحمس من أن يُلاقي ذات المصير ، كأن التضحية عملية انتقائية لا يعود قرارها للفرد ، وعلى هذا التصور التضليلي ، تتصرف الفئتين كأنهما من الفئات المحرومة قسراً وليس اختياراً ، لهذا ، يقومان بتعويض حرمانهم بتكثيف النشاط والانخراط ، في احياء المناسبات أو تشيع الجنازات ، تماماً ، كما الكاتب ، الذي أمضى عمراً بكتابة المواعظ ، لكن ، ما أن يفرغ من كتابة المقال حتى يلتحق بصفوف المعطلين لأي منظومة اخلاقية .
وعلى هذه المزالق يتابع المرء لذات الانساق من التناقض ، فهناك مصطلح أبدي يسمى الشجاعة ، يوجد في المقابل ، مصطلح يسمى الخوف ، وهو ذاته الخوف الذي يفضي بالموهوم إلى حركات بهلوانية ، كأنه في سرك مفتوح لا ينتهي إلا بانتهاء العمر ، وإن كان الضجيج المفتعل سنوياً ،على اختلاف مصدره ، حتى لو جاء من عائلة الشهيد ،فأن المضجوجين في نهاية الأمر يتوقف ضجيجهم عند حد خشبة المسرح المسروق ، لأن ،مهما تمهروا في خداع الناس ، لن تنضج فكرة الالتحاق والسير في نفس الطريق ،أبداً ، أو ربما الذي نضج ، بالأحرى ،فقط ،العوائد التى ينتفع منها السياسي بقدر ما ينتفع ، في جانب آخر ، ورثة الشهيد ، فكيف للجمهور أن يغفر لشر البلية ،طالما لم يمتنع عن المشاركة أو تضع المجتمعات حد لهذه المهزلة ، على الأقل ، مطالبتهم بالسير على خطى من يتباكون عليهم في كل سنة مرة ، والكف عن تحوليهم إلى أشبه بالفوانيس السحرية ،، ما على علاء الدين ، سوى حكه ، وكما يبدو أن هؤلاء باتوا مهرة بالتعامل معها ، فالاحتكاك ، كما هو ظاهر ،يحافظ على المسافة التى لا تسمح باستنفاذ الرصيد.
التنازل عن السلوك البطولي لصالح الإنسان العادي ، أمر يحافظ على أسماء الشهداء ، وطالما ، الانسان هو ، بالأصل عادي ، و سيرته تخلو من أي بطولات ، ليس من مصلحة أبناء الشهيد أو رفاقه الاستدانة منه ، لأن ، في المحصلة سيتحول إلى عبء ثقيل ويفقد المعنى الاصطلاحي للتضحية ، ولأن ، أيضاً ، للاستشهاد معنى اشتقاقي وهو مشتق من الشهادة ، أي أن الشهيد جاهر بنهجه وأعلن بقوة وجرأة عن اختيار طريقه الذي أمن به ، بالتأكيد ، لم يكن ينتظر احياء سنوية ، يقال فيها كل شيء باستثناء التعاقب على نهجه ،تماماً ،كما الليل والنهار ، وما دامت المجتمعات ابتليت بمدمنين من هذا طراز دون أن يؤثر الاقتداء بسلوكهم ، بالطبع ، ومن المؤكد ،هؤلاء مجموعات لا تؤمن لا بالراحل ولا بصنعه ، إلا أن ،ايمانهم اقتصر على الاستدانة والاتكاء ، وحيث ، يجزم الواقع ، بأن ، الشيء الوحيد الذي يستطيعون اجادته ، هو ، إضاعة الحاضر واحتلال المستقبل بكوابيس تعج بالخاملين .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إليسا تُعيد طوقان من قبره
- بين النفخ والتضخيم ،ضاعت الشعوب
- تعاون يكشف عن حجم وأهمية العلاقة القائمة .
- طاعنون باللجوء والهجرة، لهم الله .
- تعاون يقطع الشك باليقين لأي عداء
- الوطنية المتعثرة
- اتفاق إطار أم مكافأة عن سلسلة تنازلات
- عراقة الأمة ،، بلغتها
- بين التفوق الإسرائيلي بالتكنولوجي والتميزّ الإيراني بالتشيع ...
- كتاب ،، حركة فتح بين المقاومة والاغتيالات
- اختلاف ايديولوجي عقائدي بين ايران وإسرائيل يقابله تقاطع مصال ...
- العبور من الدنيا كما قال السيد المسيح
- ملاحظات يتلمسها المرء حول المشروع المصري
- العقل والبطيخة
- استعادة الضمير ..
- انقلاب كوني يستدعي إلى اعادة ترتيب المنطقة
- اختيار الصديق
- تحولات بشرية دون اعتراض إنساني
- استبدال الأشخاص ،،، بالعزلة
- الصهيونية بعد مائة عام ،، إلى أين


المزيد.....




- حصريا لـCNN.. تقييم استخباراتي أمريكي يخالف ترامب: الضربات ع ...
- إسرائيل تعلن تمديد تعبئة جنود الاحتياط
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...
- كيف يمكن محاسبة مجرمي سوريا؟ درس من فرانكفورت
- من يحاول خطف نصر الجيش في السودان؟
- الحرائق الكارثية أتلفت أكثر من 30 مليون هكتار من غابات البرا ...
- إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران.. هل تكون غزة الت ...
- سوريا.. انفجار دمشق يثير التساؤلات وسط فوضى أمنية وإعلامية م ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - تحويل الشهيد إلى بئر بترول