|
تحديثاَ شاملاً للدولة التركية في ظل منطقة مختلة
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 4979 - 2015 / 11 / 8 - 03:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحديثاَ شاملاً للدولة التركية في ظل منطقة مختلة
مروان صباح / عندما يقول كيسنجر تركيا ، أحمد داوود أغلو ، كما يطلق عليه مثقفين اسطنبول ، في كتابه العمق الاستراتيجي ، أن تركيا لا يمكن لها التطور ، إلا ، من خلال الحصول على الاستقلال الذاتي في كافة الجوانب والنواحي وخاصة الجانب العسكري الذي تملكه وتتحكم به ثلة قليلة من دول العالم ، وقد تكون نتيجة الانتخابات ، المعادة ، مؤشر ودلالة لشعب يكافئ نظامه على اجتهاداته المتواصلة ، وهنا لا بد ، من الإشارة إلى عنصرين هما غاية من الأهمية ، أولاً ، تراجع حزب التنمية والعدالة في الانتخابات قبل الأخيرة ، وبالتالي ، أظهرت النتائج عن رخاوة أصابت العمل التنظيمي للحزب بالميدان والقواعد ، وهذا على الأقل ، فسرته نتائج الانتخابات الاعادة ، لاحقاً ، عندما أراد الحصول على الأغلبية البرلمانية ، سعى من جديد لتحسين علاقاته مع القواعد الشعبية بالإضافة ، إلى رفع نبرة تهديد القومية التركية ، فكانت النتيجة أفضل ، أما الأمر الأخر ، النتيجة التى حصل عليها ، قريبة من 50 % ، حيث ، أعادته إلى المربع الأخير ، الذي كان قد حصل على نتيجة مشابه في الماضي ، لكن ، بين هذه وتلك ، يقف حزب التنمية والعدالة أمام حقيقة ، لا يمكن لأحد إنكارها ، أن الحزب يواجه معارضة واسعة ، ليست ، كما تعتقد قيادته ، طبعاً تماماً ، مثل آخرين من الباحثين في الشأن التركي ، بأنها أزمة عرضية ، عابرة أو غير مؤثرة ، بل ، من المفترض أن تبعث للحزب رسالة تحمل من القلق والتخوف على المستقبل ، ولا بد أيضاً ، من إجراء مراجعات شفافة ، بعيدة عن البحث البيروقراطي ، المتخم ، كي تفسر أسباب حالة المراوحة عند نقطة النصف من المائة وعدم إمكانية تخطى هذه النسبة .
قد يكون حزب التنمية والعدالة ، الوحيد الذي امتلك في المنطقة ، طبعاً ، بعد إسرائيل ، برنامج إصلاحي شامل للدولة ، حيث استطاع عملياً ، وباعتراف شعبي والمراقبين ، معارضة ومناصرين على حد سواء ، بأنه حقق الكثير ، للاقتصاد الوطني وللتصنيع العسكري وأعاد ثقل وتأثير السياسي لتركي إقليمياً ودولياً ، وقد تكون أهم إصلاحات الحكومة في مخططات الحزب ، مسألة الزراعة ، لأن ، بحسبة بسيطة ، الأغلبية العظمى من سكان الجمهورية التركية ، فلاحين ، الذي جعل الحكومة في بضعة سنوات ، زرع ما يقارب 3 مليار شجرة مثمرة ، وبطبيعة الحال ، كانت تركيا في مجال التسلح، سابقاً ، لا تختلف عن الدول العربية بالاعتماد على الدول الأجنبية في استيراد وشراء السلاح ، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ، والتي بدورها ، كانت حريصة على بيع تركيا السلاح وتحتفظ بمفتاح التحكم ، بشيفرة الأسلحة وقرار إطلاقها ، الذي جعلها لمدة طويلة ، ليس أكثر من دمية أو تابع .
اليوم ، ومع معالجات سريعة لشركتي توساش وأسيل سان ، عملت حكومة حزب التنمية والعدالة على ترميم وتحديث كلهما ، بطريقة تليق بمكانتها التاريخية ، فاستطاعت تركيا حتى الآن ، الوصول إلى نسبة 40 % من الاكتفاء الذاتي العسكري ، حيث ، أنتجت طائرات استكشافية والهيلكوبتر ، مدني وعسكري ، بمواصفات عالية الجودة ، تماماً ، طرحت في السوق ، أجهزة لاسلكي قادرة على التواصل بين القاعدة وميدان العمليات ، كما شهدت مياهها البحرية ، إنزال لسفينة برمائية ، اطلقت عليها ، بيرقدار ، طبعاً ، محلية الصنع ، بالإضافة ، إلى تصنيع دبابات ، بإشكال مختلفة ، وبتطور ملحوظ ، في السرعة والخفة والتأقلم مع جميع التضاريس .
بالتأكد هو ، انتصار بالغ الدلالة لحزب التنمية والعدالة ، رغم أنه جاء في ظل منطقة مختلة ، وما يقال من البعض ، بحق الرئيس اردوغان ، أن أجندته خالية من المخططات أو اصابه الافلاس ، أو أن الفوز ، هو ، فوز الضرورة ، يقع في قراءة غير صحيحة ، لقد نقل الرجل والمجموعة المشاركة في التخطيط والتنفيذ ، تركيا من ترتيب دولي ، 111 ، إلى 16 ، كقوة اقتصادية ، بخفة ، ويسعى الحزب إلى نقلها لتكون من العشر الأوائل ، واستطاع إنهاء جميع ديونها خلال أعوام قصيرة ، دون أن يستشعر المواطن بأي انعكاسات سلبية على الدخل الفرد ، وأيضاً ، أصبحت اليوم صادرات تركيا ، تقدر ب 153 مليار بدل ما كانت سابقاً ، 23 مليار ، كما أن ، حكومة حزب التنمية والعدالة ، وضعت أمرين ضمن أولوياتها ، تسعى للوصول إليهما ، الأول ، ترغب بحلول 2021 م ، تقليص نسبة الاعتماد على السلاح الخارجي إلى نسبة 85% ، بهدف تحرير السيادة الناقصة واستكمال الاستقلال العسكري الذاتي ، وفضلاً عما أسلفنا ، تُخطط الحكومة ضمن خطوة كبيرة الدلالة ، وفي نظرة ، متحولة بشكل جذري ، تفريغ 300 ألف عالم للبحث العلمي بمختلف الاختصاصات ، وبشكل تدريجي ، على أن تكتمل الخطة في غضون العشرة السنوات ، القادمة .
في الحقيقة ، ومن المؤكد ، بأن الاعلام والصحافة العربية يتدنى حالهما ، بل ، لا يقيمان وزناً لأي اعتبار ، سوى ممارسة الابتزاز ، فعندما يمارسان التضليل والكذب في حق مسيرة حزب التنمية والعدالة ، يعتقدون القائمين على هذا الفعل ، أنهم يوفروا الحماية للنظام العربي ، بل هو العكس تماماً ، لأن أول من يقع في التضليل ، هو ، النظام ، في المقابل ، ومع أول زيارة لتركيا أو عند دخول لأي محل تجاري ، الوقائع ، تُحذف جميع هذه الهرطقيات ، وفي مثال صغير ، ليس على سبيل الحصر ، خطوط الجوية التركية نالت في أوروبا المرتبة الأولى ، فأين العرب من قوائم الدرجات . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تهويل حول الجماعات الإسلامية وداعش،،، يتدرج إلى مستوى النازي
...
-
القسطنطينية مقابل الأندلس والقدس
-
أُسس التدخل الروسي في سوريا وجنوب أسيا
-
استعلاء ناجم عن تفوق فارغ
-
بين البحث عن الاستقلال والتورط بخطط الحاخامات
-
الأخ الكبير يدافع عن الأقليات بعد ما دافع عن الشعوب ال سلافي
...
-
الانتقال من تحت الأقصى إلى ساحاته العلوية
-
مستشرقون الغرب ،، ورثة علماء المسلمين والعرب
-
أهو عشق في تكرار الفشل الأمريكي أم استكمال المشروع .
-
حيرة الكهنة وبراءة المنتفضين
-
هستيرية الأفراح والنجاح
-
الطفل آلان ، يُسقط جميع الأقنعة ،، والسيدة مركيل بألف رجل ..
-
العقل التبريري ينتج مجتمعات مريضة
-
هيهات أن يجيب الرئيس بوتين عن مصير الضفة الغربية ..
-
كيف نعيد الثقة بأنفسنا
-
ننتهي من ضجيج حتى نجد أنفسنا بين ضجيج أشد وأنكى
-
حماس بين البدائل وحتمية الفشل
-
نور الشريف والمشهد الأخير
-
المرحلة الثالثة من المشروع الإسرائيلي في الضفة
-
تحدي أهوج لشهر رمضان
المزيد.....
-
مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم
...
-
دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب
...
-
انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض
...
-
الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها
...
-
حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
-
تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر
...
-
مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم
...
-
البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ
...
-
مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
-
عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|