عندما تستهدفك الأعداء!!

حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4980 - 2015 / 11 / 9 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عندما تستهدفك الأعداء!!
بالرغم من حصول الكثير من التغيير في مواقف الكثير من الدول ، إلا أنه من السهل ملاحظة بأن الصورة لا تزال على حالها فيما يتعلق بالوضع في منطقة الشرق الأوسط ، وأن مصر على الخصوص ، لا تزال مستهدفة بشكل رهيب وخطير في كل أمورها ، مستهدفة في سياحتها ، مستهدفة في أمنها ، مستهدفة غذائها وفي مائها ، وهي اليوم أمام هذا الاستهداف الغريب والرهيب، مطالبة أكثر من أي وقت مضى ، بأمرين لا ثالث لهما ، إما أن تكون أهل للمنازلة ، مالكة لزمام المبادرة والقوة ، وإما أن تتحايل على الظروف الذاتية والموضوعية التي تعاندها بشدة ، وتحافظ على وجودها المهدد ، بعدم الدخول في صراعات غير متكافئة ، وسط انجرافات وسيول جارية على قدم وساق ضد أمنها واستقرارها ، انتقاما منها على اكتشافها للعبة ، وفطنتها لمخطط مشروع تقسيم الشرق الأوسط ، وتأخير تنفيذه ، ذاك التأخير الذي أصبح ، في الوقت الراهن ، لا يريح القائمين على مشروع الفوضى الخلاقة ، الذين لا يقبلون ولا يرغبون في رؤية الأنداد ، ولا يستسيغون أن يشاركهم أحد على زعامة العالم ، والوقوف على مسرح الوجود ، في أي مجال كان وفي أي زمان وأي مكان .. الذين كانوا يرومون أن تتحول مصر ، كالعراق وسوريا وليبيا ، ويعمها هي الأخرى الخراب على أوسع نطاق ، وتتأجج فيها الحرائق ، وتدمر أهراماتها ، وتحرق متاحفها وكنائسها وأديرتها ، ويذبح أقباطها ، وترفع فوق صوامعها ومؤسساتها بيارق كل فصائل المتطرفين الإسلامويين ..
وما إسقاط الطائرة الروسية المدنية فوق أجواء سيناء وهلاك كل ركابها ، بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي، وإلصاق العملية بتنظيم داعش والذي يشرفه أن ينسب إليه هذا النوع من البطولات الإجرامية الجهادية ، ومبادرة بريطانيا وأمريكا وفرنسا وتركيا والإمارات للإعلان -في هذه الظرفية الحرجة ، وقبل ظهور نتائج التحقيقات -بتعليق رحلاتها الجوية صوب مصر إلى حين ، إلا استمرارا لمشروع ربيع الهدم العربي الذي لا هم للمخططين له ، غير إركاع مصر العصية ، و إخضاعها لسلطانهم ، بضرب كل مواردها ، وعلى رأسها السياحة ، أهم مجال تسترزق منه شريحة هامة من مواطنيها ..
فماذا على القيادة المصرية عمله في مواجهة هذا والاستهداف الأنجليزي/الأمريكي المفرط والمتصاعد والمستمر وغير المبرر ، ضد مصر التي حملت على عاتقها أمن المنطقة ومواجهة الإرهاب فيها ؟ في نظري المتواضع ، إنه ليس على القيادة المصرية للخروج من أزمتها الجديدة والمفتعلة ، إلا أن تعمل على تقوية الجبهة الداخلية، وتحسيس المواطن بالمرحلة المفصلية الدقيقة وتأطيره وتأهيله على المواطنة والصبر أكثر وتدبير أمورها على أسس الهوية المصرية المستمدة جذورها من الثقافة الأصيلة، وأن تكون حازمة في تعاملها مع الذين يحاولون بث الإحباط بين صفوف شرائح واسعة من الشعب المصري ، خاصة من جهة أصنام العرب وقبور السلف الصالح وملاحم الربع الخالي وكهوف الصحراء المتصدعة ، الذين ألفوا الأكل مع معاوية والصلاة مع علي ، ولسان حالهم يقول:"الأكل مع معاوية أدسم ، والصلاة مع علي أتم ، والجلوس على التل وقت القتال أسلم" ..
فمصر لا تستحق ما يدبر لها ...لكنها ستبقي قوية ومتماسكة ، بقدرة الله ، وبطيبة شعبها وأخلاقياته العالية ، وبكفاءة جيشها القوي وأجهزته القادرة على تحقيق الاطمئنان والاستقرار..
حميد طولست [email protected]

#حميد_طولست (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل