سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4980 - 2015 / 11 / 9 - 08:29
المحور:
القضية الفلسطينية
عودة الروح الى فلسطين !
سليم نزال
ما نراه فى فلسطين اكبر هبة,و اكبر من انتفاضة .انها عودة الروح لوطن تم تغييبه لحوالى قرن .و حين اتحدث عن عدة الرح فانى اعنى عودة الوطنية الفلسطينية الصافية و الاصيلة التى تم تلويثها بايديولوجيات التدين .انها الوطنية التى تحمل قيم الاخوة و التضامن فى مواجهة الظلم.و لعل اهميتها انها مثل نقطة ضوء فى بيئة عربية تمارس الانتحار الذاتى فى ابشع الصور البعيدة عن كل القيم الانسانية و الروحية .
انه درس وطنى لكل من يختار ان يتمعن به .جيل الشباب يتمرد على ترهل الذات الفلسطينيه و على المحتل فى الوقت نفسه .و طن يختار ان يواجه الاعداء الحقيقين بدلا من معارك المنطقة الوهمية التى دمرت و تدمر بلادنا .و مع عودة الروح نتذكر الحوار الذى دار فى كتاب توفيق الحكيم (عودة الروح) بين الخبير المصرى و الاوروبى الذى ينظر لبلادنا نظرة دونيه .ففى عودة الروح رسالة كبرى لاهل بلادنا على تنوع مشاربهم .هذه بلاد اباءكم و اجدادكم .و هذه بلاد اولادكم كم بعدكم فلا تدمروها من اجل ايديولوجيات تقسم الشعب الى اجزاء متناثرة.
و فى النظرة الكلية للوطن المقدسات الدينية هى جزء من كل و ملكا للوطن كله و بهذا المعنى يصبح المسجد الاقصى وكنيسة القيامة رمز وطن بل رمز للشرق كله بما يعج من اديان و اعراق و طوائف و افكار و امال و احلام و تاريخ و حضارة .
و فى النظرة الكليه تصبح فكرة الانتماء الوطنى و القومى ملكا رمزيا للجميع .و تتم عملية الصهر الوطنى فى اطار التاريخ اى الحياة بحلوها و مرها بدون الكلام الكثير عن العيش المشترك و الاخوة الخ.
و ما يحصل فى فلسطين الان اكبر بكثير من مواجهة بين الدم و السيف , بل مواجهة مع حالة التمزق التى يعيشها المنطقة العربية و المشرق بصورة خاصة.فلنتذكر ان الانتفاضة الاولى تبدا مع الذات ثم ضد المحتل فى ظل عملية تكامل و تناغم بين الانتفاضه ضد ترهل الذات و ضد المحتل .فليعمل كل منا بما يستطيع لاجل ان تهب رياح الامل و الاخوة الى المشرق المنكوب.
لقد هبت رياح الحرية على فلسطين و المشرق و يا شباب بلادنا اتحدوا و انزعوا الاحقاد و الكراهية و اعملوا لاوطان يعيش فيها الجميع .و البديل تعرفونه جيدا .ان نموت فى البحار و ان نشرد فى اقاصى الارض .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟