أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - من البيتزا الى الكباب الى المكدوس الى صحن السلطه ,عالم يتلاقح!














المزيد.....

من البيتزا الى الكباب الى المكدوس الى صحن السلطه ,عالم يتلاقح!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4975 - 2015 / 11 / 4 - 23:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من البيتزا الى الكباب الى المكدوس الى صحن السلطه ,عالم يتلاقح!
سليم نزال

ليس من الغريب ان يرتبط انتشار طعام ما بالمجموعه الثقافية التى جاءت به .و انا عادة اميل الى استخدام تعبير المجوعة الثقافية بدل المجموعه الحضاريه لان التعبير الاخير قد يكون له مدلولات اكبر .و على كل الاحوال التعبيران قادمين من الانثروبولوجيا الامريكيه و الالمانية ليدلان غالبا على الامر نفسه .و الطعام جزء من الثقافة. و عندما بدا الاتراك ياتون الى المانيا عقب الحرب العاميه الثانية قيل بدات تنشر ثقافة الكباب .و قبل ذلك ذهب فقراء ايطاليا من الجنوب الى امريكا و بداوا ينشرون البيتزا هناك .و كما فى كل الهجرات عانى الايطاليون الذين ينتمون الى ثقافة تختلف عن ثقافة (الواصب) الامريكيه .لكن كان عليهم مثل كل المهاجرين ان يدخلوا فى اتون الفرن الثقافى الذى يصهر الناس.فعندما يفقد الناس جذورهم فى اوطانهم الاصليين يبداوا فى صنع جذور جديدة و يصبح الطعام الموروث هو الهوية الاكثر تحديدا .قال لى صديق تشيلى من اصل فلسطينى انهم ما زالوا فى البيت بعد عدة اجيال ياكلون ورق الدوالى اى ورق العنب و الملوخيه الخ
و على ذكر الملوخية دعانى مرة صديق شيوعى لبنانى الى الغداء.و لما كنت قد قلت انى اتمنى ان يكون الغداء ملوخيه سالت زوجة صديقى ان كنت اريد ملوخيه على الطريقة اللبنانيه ام الفلسطينيه.و لم اكن اعرف يومها الفرق .
.و على كل حال حتى الملوخيه جاءت الينا بفعل عمليات الصهر الثقافى .فعندما قامت قوات ابراهيم باشا المصرى بهجوم على بلاد الشام حمل المصريين ثقافتهم معهم .تعلمنا منهم الملوخيه و الفول المدمس الذى باعتراف المصريين انفسهم اصبحنا نتقنه اكثر منهم و صرنا نطلق على الفلوس مصارى و لم نزل ! و الذى قرا عن مرحلة ما يعرف بالحروب الصليبية سيجد ان كمية التلاقح الثقافى اكير بكثير مما تصوره الكتب المدرسيه .
لم تكن حروبا متواصله كما يصور الامر و لا ننسى ان الاجيال التى ولدت فى فلسطين بدات تتعرب شيئا فشئيا و تختلف عن الجيل الاول .و فى الحملة الصثليبة التاسعه جاء المحاربون من اوروبا و هم يظنون ان الحرب حامية الوطيس ليفاجئوا فى حانات مدينة عكا اوروبيين و عرب يشربون البيرة معا بل و صعقوا اكثر حين شاهدوا اوروبيين يرتدون الزى العربى.طبعا بعد نهاية الحرب بقى فقراء اوروبا هناك و صاروا جزءا من الشعب الفلسطينى و المنطقة.هرب الاغنياء كما فى كل الحروب و بقى الفقراء الذين باتوا من نسيج المجتمع .و من الكتب القليلة التى تحدثت عن هذا الصهر الثقافى كتاب المؤرخ توماس اسيردج .و هو كتاب يقع فى حوالى 750 صفحة و اعتقد انه من افضل الكتب التى درست تلك المراحل .و انا اعتقد ان هذا هو مصير اليهود فى المستقبل.لن يهزموا المنطقه مهما حاولوا .و حين يهزم المشروع الصهيونى و انا على ثقة من ذلك فى المستقبل سيهرب الاغنياء و يبقى الفقراء كما فى كل الحروب.
هكذا هو التاريخ البشرى عمليات صهر ثقافى لا تتوقف سواء كان عن طريق الحرب او عن عن طريق الهجرات .الثقافات فى تلاقح متواصل . و فى الولايات المتحدة وجدوا الحل فى وصف التلاقح الثقافى فى صيغة صحن السلطه .فصحن السلطه يتكون من خضروات معينة و عندما توضع معا تكون انصهارا فى صحن السلطة, لكن يظل كل منها يحافظ على ماهيته .فالبندورة تظل كما فى ماهيتها لكنها مع الخيار و سواه تكون معا صحن السلطة.لكن هذا الامر لم يكن سهلا لان الانصهار البشرى اكثر تعقيدا من هذا .اذ كان على الصينيين و و السود و القادمين من الشرق اوسط و اهل امريكا اللاتينية و قبلهم الطليان و كل فئة منهم لها نظرتها للكون ان يكيفوا انفسهم مع صحن السلطة .و فى خمسينيات القرن الماضى انفجر صحن السلطه و بدات حركات المجتمع المدنى و السود و جاءت المكارثية لتمثل نموذجا لديكتاتورية الفكر فى مجتمع متنوع .
النقاشات الاخيرة التى اندلعت فى اخر عشرين عاما اعطت اهتماما غير مسبوق لموضوع الهوية و الثقافات .
قبل ذلك كان الاهتمام اكثر ينصب على الايديولوجيا خاصة فى زمن الحرب الباردة . ازداد النقاش حوله بعد ارهاب القاعدة و بدا موضوع الاسلام يحتل اهتماما كبيرا فى النقاشات على مستوى السياسة و الانثروبولوجيا .و بعد انفجار الوضع السورى و اللجوء السورى الى اوربا بدا الحديث عن اتشار ثقافة المكدوس بل ان احدهم قال مازحا ان المانيا ستصبح المصدر الاول للمكدوس فى العالم !



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الطائفية الايجابية و الهندسه الفكريه !
- حول نظرية القطيع !
- ابن المقفع مثقف مناضل تجاهله التاريخ العربى المعاصر !
- خطوط الدم و الوهم !
- الامبراطور اكبر و خورى نيجيريا!
- فى موضوع الثقافات !
- من زمن ابو ديب الى زمن هب الريح.عوالم تتداخل فيها الحقيقة و ...
- فى نقد ايديولوجية الجبرية السياسية!
- فى ذكرى احداث ايلول فى امريكا.الغرب منافق بامتياز
- نهاية عصر بديع الزمان الهمدانى!
- فى نقد نظرية حاجة للدين لدولة او لاحزاب للحماية!
- حول مسألة العدالة الاجتماعية فى الفلسفة المعاصرة!
- بيان ضد عصر التوحش!
- نحو حوار عربى اسلامى غربى شامل
- بعض روايات قديمة من اخبار ابو يوسف الطحان
- منظمة التحرير الفلسطينية و اشكالية سفينة ثيسيسوس!
- عن محمد اركون و فكر التجديد المغاربى
- الاوطان قبل الاديان
- الطريق الى النكبة .الجزء الاول
- جذور التمزق فى المشرق العربى .الجزء الثانى


المزيد.....




- حصريا لـCNN.. مصادر تكشف عن جهود إدارة ترامب -السرية- لإعادة ...
- سوريا.. أحمد الشرع يثير تفاعلا بما قاله عن -أبناء منطقة الرئ ...
- تقييمات استخبارية: مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب سل ...
- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - من البيتزا الى الكباب الى المكدوس الى صحن السلطه ,عالم يتلاقح!