أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - بعض روايات قديمة من اخبار ابو يوسف الطحان














المزيد.....

بعض روايات قديمة من اخبار ابو يوسف الطحان


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4894 - 2015 / 8 / 12 - 02:12
المحور: الادب والفن
    


بعض روايات قديمة من اخبار ابو يوسف الطحان!

سليم نزال

هذه القصة التى ارويها لكم عن ابو يوسف الطحان سمعتها من اشخاص عديدين و ليس من شخص واحد .و لذا كان من الصعب التحقق من هذه الروايات الغارقة فى القدم, و المتوارثة من جد الى جد.احدهم اخبرنى ان ما يعرفه عن قصص ابا يوسف يتم تناقله فى عائلته منذ الجد العاشر الذى رويت عنه الاحاديث . و ان ما نقل عن هذا الجد, ان احد اجداده كان يعرف ابا يوسف شخصيا و انه كان مع ابا يوسف عندما حل الجراد فى القرية فى زمن السطان قلاوون . كان سكان القرية يعرفون ان بيت ابو يوسف الطحان ظل مهجورا طوال الوقت.
كما كان الاهالى يتجنبون المرور فى الطريق الترابية حول البيت .حيث كانت تدور اقاويل عدة كان الكثير من اباء الجيل الجديد يعتبروها قصصا خيالية لا صلة لها بالواقع.
و لعل ما اثار انتباه الاهالى ان البيت ظل كما هو لم يتصدع, الامر الذى عزز الشك بصدقية الاحاديث التى كانت تروى عن هذا البيت . لكن كانت ابواب البيت قد اكتسبت اللون الاخضر و قد نمت حوله اعشابا كثيرة, بحيث صار مثل بيت مخفى خلف اكوام الاعشاب و الحشائش .و خلف شجر الصبار الذى كان ينمو حول البيت كانت تبدو اثار حجارة عتيقة.
و فى احد الايام لحق الراعى درويش احدى غنماته التى اقتربت من البيت ,و لما عاد الراعى الى البيت وجدوا انه فقد النطق تماما .طلبت امه مساعدة ام منير التى قامت برقى الراعى بكلمات قيل انها سريانية لا يفهمها احد فى القرية .بقى الراعى على هذه الحال سبع سنين الى ان توفى ذات صباح يوم ماطر .و قبل وفاته بقليل قيل انه رفع يده باتجاه بيت ابو يوسف , الامر الذى فسره الاهالى انه ينبههم لعدم الاقتراب من البيت المهجور‍!
هكذا راج فى القرية على مدى اجيال عدة ان البيت (مسكون), الامر الذى جعل الاهالى يخافون من المرور نهارا و ليلا بجانب البيت الواقع على طرف احد كروم العنب فى القرية.و كان الذين يريدون الذهاب الى كرومهم القريبة من البيت يقطعون طريقا طويلا تمر بكرم ابو توفيق ثم يستديرون يسارا للوصول الى كرومهم.
و ذات يوم جاءت قوات عثمانية من الجيش الخامس المسمى جيش بلاد العرب, التى ارادت استعمال البيت لوضع مفرزة عثمانية فيه .
و لما علم المختار بالامر توجه الى ضابط القوة و اخبره ان الروايات المنقولة تقول ان البيت مسكون, و لا احد يستطيع دخوله قبل عودة صاحب البيت .سال الضابط المختار , منذ متى لم يات ابو يوسف الى بيته ؟.فاجاب المختار انه سمع ان ابو يوسف غادر البيت منذ حوالى الف عام. ماذا مختار افندى تقول الف عام‍؟ و راح الضابط الذى كان برتبة صاغ يضحك بصوت عال و يضحك معه الشاويش الذى كان يرافقه.
قال الصاغ العثمانى بلغة ركيكة , مختار افندى انت مجنون تقول الف عام. .انزعج المختار من قول الضابط لكنه تجاهل ذلك . و قال للضابط , قلت لجنابك ما يرويه السكان و ما سمعناه عن اسلافنا , و ما على الرسول سوى البلاغ‍!
.تشكر ادرم مختار افندى, اجاب الصاغ, و هو لم يزل يضحك.مضى المختار فى طريق الكرم عائدا الى بيته و لم يفته سماع الصاغ و هو يقهقه مع الجنود .
فى اليوم التالى افاق سكان القرية على اصوات الجنود العثمانيين الخائفين .فقد سمع الجنود اصوات قعقعة اسلحة فى الليل . نهض الشاويش و ايقظ الصاغ شوكت .اصغى الرجلان لاصوات قرقعة السلاح و كأنها اصوات معارك حقيقية.
.سال الصاغ عن مصدر الصوت . فرد الشاويش انه لا يعرف و انه استيقظ مع الجنود على هذه الاصوات العالية .اعطى الصاغ اوامره للشاويش بان يطلقوا النار على اى شى يتحرك حول البيت . انتشر الجنود العثمانيين حاملين بنادقهم الالمانية حول البيت, و فى كروم الزيتون المجاورة .و لما لم يجدوا شيئا .جن جنون الضابط الذى بدا يصرخ باعلى صوته. ثم طلب باستدعاء مختار القرية .
.جاء المختار مسرعا ,و جاهد لكى يضبط ضحكته و هو يسمع ما يقوله الضابط العثمانى!
قال الصاغ .مختار افندى ظننت انك مجنون امس لكن ما سمعناه الليلة يؤكد انك لست كذلك!
المختار .لا لست مجنونا جناب الصاغ .لقد اخبرتك ان البيت مسكون !
نظر الصاغ الى الشاويش الواقف بجانبه, وقال بصوت عال, عسكر عصملى انسحاب !



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمة التحرير الفلسطينية و اشكالية سفينة ثيسيسوس!
- عن محمد اركون و فكر التجديد المغاربى
- الاوطان قبل الاديان
- الطريق الى النكبة .الجزء الاول
- جذور التمزق فى المشرق العربى .الجزء الثانى
- جذور التمزق فى المشرق العربى
- من نظريه القابليه لللاستعمار الى نظريه الاستحمار الى نظريه ا ...
- الكارثة الاكبر التى تنتظر بلادنا !
- حين يشتد الظلم يخصب خيال الانسان!
- اصدار جديد للدكتور سليم نزال. حصاد مر .نظرات فى الفكر و الثق ...
- بعض من حكايات اسرار زمن التكوين الاول
- رسالة مفتوحة الى ابناء و بنات الو طن العربى
- الطريق الى بغداد ( من مسرح الحرب)
- لا مناص من دفع حضارى قوى !
- هل يمكن تفسير السلوك الحضارى عبر انماط التفكير ؟
- من المهاتما غاندى الى سور الصين العظيم, الانسان هو القيمة ال ...
- اوروبا و الدور المفقود!
- الصهاينة و عقلية الكذب بلا حدود !
- مجتمع الهذيان الاسرائيلى !
- حرب 1948 لم تنتهى!


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - بعض روايات قديمة من اخبار ابو يوسف الطحان