أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - عن محمد اركون و فكر التجديد المغاربى














المزيد.....

عن محمد اركون و فكر التجديد المغاربى


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4887 - 2015 / 8 / 4 - 09:04
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



بداية تعرفى على فكر اركون بدا بحادث سبب لى بعض الاحراج.كنا فى لقاء مع المستشرقة النرويجية كارى فوغد فى حوالى العالم 1988 التى سالتنى عن راى فى فكر اركون.قلت انى لم اقرا اى كتاب لاركون الذى كنت اعرف من هو لكن بدون ان اقراه.فى تلك الفترة كان الكاتب الفلسطينى بلال الحسن قد انتقل الى باريس و اصدر من هناك مجلة مهمة كان اسمها اليوم السابع, اوقفتها السلطات الفرنسية لدى بداية اجتياح القوات العراقيه للكويت.كان ذلك امر مؤسف حقا لاننا خسرنا مجلة معرفة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى, خاصة اننا كنا حينها فى زمن ما قبل اللانترنت, اى ان الخسارة كانت كبيرة. كانت هذه المجلة تضم فى صفوفها كتابا و مفكرين مهمين من جناحى العالم العربى مشرقا و مغربا.


و قد اتيحت لى المجلة التى اشتركت بها و كتبت فيها قليلا باسم مستعار , ان اتعرف على فكر المغرب العربى الامر الذى اغنانى جدا على الصعيد المعرفى.فى تلك الاوقات كانت التهمة المغاربية لاهل المشرق العربى ,انهم اى المغاربة يعرفون الكثير عن المشرق فكرا و ثقافة لكنهم فى المشرق لا يهتمون بمعرفة اى شىء عن المغرب.و لا ادرى ان كانت النظرة المغاربية لم تزل كما كانت لكنى اظن انها كانت محقه الى حد كبير .

كنت قد قرات كتابا مغاربيا مهما اهداه لى صديق مغربى لعبد الله العروى حول الايديولوجية العربية المعاصرة .و كان كتابا نقديا من اهم ما صدر فى تلك الفترة من تحليل لاسباب تراجع العرب .كما كنت قد قرات بعض ما كتبه محمد عبدة الجابرى هنا و هناك, لكن بدون ان اقرا جملة مشروعه الفكرى كما حصل فيما بعد فى دراساته العميقه للفكر العربى. خاصة فى كتب مثل فى نحن و التراث و نقد الفكر العربى الخ.

قراءة اركون كانت متعبة بكل لهذه الكلمة من معنى.كان على ان اعيد قراءه الصفحات لكى افهم افكاره حول ما سماه الاسلاميات التطبيقيه التى ارادها منهجا مقابل الدراسات الاستشراقيه.

كان اركون الذى عاش معظم حياته فى فرنسا يستخدم المناهج الغربية فى دراسته الامر الذى اجبرنى ان اقرا هذه المناهج مثل كتابات بشلار و ميشال فوكو و جاك دريدا الخ لكى افهم كتاباته.كان يستخدم مصطلحات كثيرة كنت لا اعرفها او حديث المعرفه بها ,و على الرغم من جهود المترجم السورى هاشم صالح الكبيرة فعلا خاصة تلك الحواشى الكثيره من الشروحات كان على المرء بذل جهد كبير لفهمها.

و من المؤسف ان اللقاء الذى طلبت من صديق مشترك ان يرتبه مع اركون اثناء وجودى فى باريس لم يتحقق لان اركون كان مسافرا .على كل حال الاهم هو تلك الاعمال العظيمة التى تركها لجيلنا و الاجيال اللاحقة.

اركون هاجم بشدة جماعات اسلام الممنوعات الذى قدموه على اسلام التسامح .ركز فى كتاباته على اعادة قراءه التاريخ الاسلامى و تخليصه من المتخيل الاسطورى و ايجاد مساحات التسامح لللاضاءه عليها .لذا وقف بقوة فى وجه الايديولوجيا السياسية الاسلاميه التى تسعى الى اقامة الحواجز امام العقل .

يمكن القول ان جيل اركون و الجابرى كان جيل القطيعة المعرفية بامتياز.و ما زلت اذكر الضجة التى اثيرت فى المشرق عندما تحدث الجابرى عن القطيعه المعرفيه بين المشرق و المغرب من فكر الغزالى النقلى الى فكر ابن رشد العقلى .حيث اتهم حينها الجابرى من البعض فى المشرق بالعنصريه المغربية و لا اظنه ان الامر كان كذلك.و اعتقد ان اسىء فهم مفهوم القطيعة المعرفيه من البعض فى المشرق .
شاءت الاقدار ان يغادر اركون و محمد عبده الجابرى عالمنا قبل وقت قصير مما اسمى بالربيع العربى.و انا على ثقة اننا كنا قد استفدنا جدا من كتاباتهما و قراءتهما لللاحداث فيما لو عاشا مرحلة ما يسمى بالربيع العربى.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاوطان قبل الاديان
- الطريق الى النكبة .الجزء الاول
- جذور التمزق فى المشرق العربى .الجزء الثانى
- جذور التمزق فى المشرق العربى
- من نظريه القابليه لللاستعمار الى نظريه الاستحمار الى نظريه ا ...
- الكارثة الاكبر التى تنتظر بلادنا !
- حين يشتد الظلم يخصب خيال الانسان!
- اصدار جديد للدكتور سليم نزال. حصاد مر .نظرات فى الفكر و الثق ...
- بعض من حكايات اسرار زمن التكوين الاول
- رسالة مفتوحة الى ابناء و بنات الو طن العربى
- الطريق الى بغداد ( من مسرح الحرب)
- لا مناص من دفع حضارى قوى !
- هل يمكن تفسير السلوك الحضارى عبر انماط التفكير ؟
- من المهاتما غاندى الى سور الصين العظيم, الانسان هو القيمة ال ...
- اوروبا و الدور المفقود!
- الصهاينة و عقلية الكذب بلا حدود !
- مجتمع الهذيان الاسرائيلى !
- حرب 1948 لم تنتهى!
- المطلوب الان تديين الاسلام, بعد كوارث شعار اسلمة السياسة
- من قانا الجليل قيامة فلسطين الجديدة!


المزيد.....




- النجمات العربيات يحوّلن ألبومات صيف 2025 إلى لحظات موضة وجما ...
- -أموله بنفسي-.. ترامب يعلق بشأن تخطيطه لتجديدات -قاعة الرقص- ...
- القطاع المنهك يواصل المعاناة.. انقلاب شاحنة مساعدات يودي بحي ...
- الصين وروسيا تجريان مناورات بحرية مشتركة في بحر اليابان
- حريق هائل في جنوب فرنسا يلتهم 10 آلاف هكتار من الغابات والمن ...
- ويتكوف يصل موسكو للقاء مسؤولين روس قبل أيام من انتهاء مهلة و ...
- الاحتجاجات تجبر إسرائيل على إجلاء موظفي سفارتها باليونان
- أفريقيا تتطلع إلى حلول ملموسة في قمتها الثانية للمناخ
- شعب العفر.. بين التضاريس القاسية والمطامع الإقليمية
- كيف تؤثر مشاركة المرتزقة الأجانب في تفاقم الحرب بالسودان؟


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - عن محمد اركون و فكر التجديد المغاربى