محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4940 - 2015 / 9 / 29 - 23:35
المحور:
الادب والفن
المدينة مشغولة بنفسها وأنا مشغول بكلّ ما تقع عليه عيناي. تلهيت بمنظر البنت وهي تتملص من يد أمّها في السوق، والأمّ تغذّ الخطى خلفها وتقبض عليها، والبنت تضحك من غير اكتراث. أضجر وأنا جالس في حانوت عمّي في انتظار أبي. أغفو والبنت تأتي. تجلس بالقرب مني وتضع يدها على شعري في حنان، ينحسر فستانها عن ركبتيها. أمدّ يدي إلى الفستان وأشدّه إلى أسفل بلا سبب معقول، والبنت تقبض على يدي وتقول: تعال. أنهض وأتبعها. تركض وأركض خلفها وإلى جوارها، ولا نعود من جولتنا إلا قبيل المساء.
أفتح عينيّ. أرى أناساً كثيرين لا أعرفهم. والمدينة مشغولة بنفسها، وأنا أكبر بضعة أعوام. أتمنى لو أنني أرى البنت مثلما رأيتها في المنام. لو أنها تأتيني بتلك البراءة في ذلك الفستان.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟