أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسن محاجنة - الإمام الأكبر وضمير الغائب؟؟!!














المزيد.....

الإمام الأكبر وضمير الغائب؟؟!!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4916 - 2015 / 9 / 5 - 12:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشرت وسائل الإعلام بيانا أصدره الإمام الأكبر، شيخ الأزهر ، أغلبه بضمير الغائب ، ومما جاء فيه :"ان صورة الطفل “إيلان كردي” وهو ملقى على وجهه على شاطئ البحر ستظل وصمة عار في جبين الإنسانية، وسيذكر التاريخ أن القوى الكبرى والفاعلة في هذا العالم قد أغمضت عيونها وسكنت ضمائرها وتركت الملايين من بني جلدتهم عرضة للموت حرقا أو تحت أنقاض الخراب والدمار أو لتبتلعهم الأمواج، أو يقتلهم الجوع، بعد أن أوصد العالم أبوابه في وجوههم وهم يشاهدونهم يلاقون مصيرهم المحتوم دون أن يتحرك ضميره الإنساني."
وبعد تقديم واجب الشكر والثناء على فضيلة الإمام الذي "صحا" ضميره متأخرا جدا، وكتبَ موضوع إنشاءٍ جميل ، يستدر الدموع ويستجدي العواطف الإنسانية من القوى الكُبرى والفاعلة ، لكي تسارع بمد يد العون للملايين من أُخوتهم في الإنسانية الذين يتعذبون ، يُحّرَقون ، يغرقون ،يجوعون ويموتون بأقسى وأبشع الميتات ..
يتوجه الامام الأكبر للقوى الكبرى والفاعلة ، وسنتفق معه جدلا ، بأن مسؤولية إستمرار الجنس البشري تقع على عاتق هذه القوى الكبرى فقط ، ومن مسؤولياتها ايضا أن تفتح يديها ورجليها لإستقبال الفارين من الجحيم !! ولنتفق معهُ أيضا بأن القُوى الكُبرى تتحمل جزءا من مسؤولية "الجحيم الأرضي" الذي صنعتهُ بأيديها وأيدي عبيدها في المنطقة ، لكن ما هي مسؤولية القُوى الصُغرى يا حضرة الإمام ؟؟ وهل باستطاعتها أن تساهم ، ولو بالنزر اليسير، في تخفيف معاناة هؤلاء الضحايا ؟؟!!
ومن هذه القُوى الصُغرى ، والتي تستطيع المساهمة في "إطفاء " نار هذا الجحيم الأرضي ، هي المؤسسة التي يرأسُها فضيلة الإمام . فهي مؤسسة يرى بها غالبية المسلمين السنة ، مرجعيتهم الدينية في كافة شؤون حياتهم ، ألا وهي مؤسسة الأزهر ..
فهذه المؤسسة تستطيع أن تُصدر فتوى ، تعتبر فيها كل القتلة، بإسم الدين الإسلامي، بأنهم "غير مسلمين " ، وتذكرهم بالإسم ، (داعش ، القاعدة ، بوكو حرام ، شباب الصومال ، جيش كذا ، وجُند كيت ) ، وتعتبر كل من يُساندهم فكريا ،أيديولوجيا وماديا ، من عامة المسلمين ، خارجا عن الملة ، مثلا ..
يستطيع الإمام ، كما يقول في "بيانه" للرأي العام ، أن يُصدر فتوى تعتبرُ المخالفين دينيا ، أخوةٌ في الإنسانية ، يجب التعامل معهم على أساس المواطنة وليس الدين ، حُرمة دمائهم ،اموالهم وأعراضهم كحرمة دماء ، أموال وأعراض المسلمين ،فهو الذي يقول في بيانه آنفا : " ... وتركت الملايين من بني جلدتهم عرضة للموت..." ، فالمسلمون الفارون الى بلاد الغرب ، هم ابناء جلدة هذا الغرب ..قال لا فُضّ فوه ..!!
ويستطيع الأزهر أن يُعلنَ انحيازه للإنسان اولا وقبل كل شيء ، لكرامته ، وحريته، بدل انحيازه الأبدي للحاكم ، كما ويستطيع الأزهر أن يدعو ويحترم تعدد القراءات للنص الديني المؤسس ..بدل ان يتبنى قراءة تدعو لقتل المخالف والمُغاير .. يستطيع ان يتبنى قراءة "لكم دينكم ولي دين " مثلا ..!!
وكان بإمكانه وبدل أن يذرف دموع التماسيح ، بإستطاعته أن يُحمّل القوى الصغرى ، من "مُجاهدين قتلة "، ومنظريهم من مشايخ ورجال دين ومن داعميهم بالمال ، الرجال والسلاح ، يستطيع ان يحملهم مسؤولية هذا الجحيم ومسؤولية تفريغ البلاد من أهلها ..
كان بإمكانه أن يُوجّه طلبا "للخلجان" ، لكي يهبوا بأنفسهم واموالهم لنجدة الفارين من وجه دولة "الخلافة "، وباستطاعته أن يُصدر فتوى بأن الدولة الإسلامية المُعاصرة هي الدولة المدنية ، التي تقف على مسافة واحدة من جميع مواطنيها .. ودولة الخلافة الموعودة هي الدولة التي يتم فيها التداول السلمي للسلطة ، مثلا، في مواجهة دولة "الخلافة " الداعشية المتوحشة ..!!
كان باستطاعته وك"قوة صغرى " ، أن يقول ويفعل الكثير للتخفيف عن "ابناء جلدته" هو ، بدل التباكي على مصيرهم وتحميل القوى الكبرى وحدها، مسؤولية المذابح وأنهار الدم المسفوح ..
لكن وعلى ما يبدو ، فهو لا يريد ذلك وبوعي تام ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألطفل والبحر- مرثيةٌ للبراءة
- ليلى اليهودية ..؟!
- عالمدرسة راجعين، -شهداء- بالملايين ..!!
- مُسلم ..؟!
- مسيحي ..؟!
- غسان كنفاني في فيينا .
- مُعتصم
- ألبنات والكاميرا ..
- ألوجبة الأخيرة ..
- حَوَّة ..
- إبن المجنونة .
- ألكرافة (ربطة العُنق )
- ألتعدد واْلتَعديد .
- إنتقام ..
- بين العبرانية واليهودية ..
- الأول من جوشي للعام 104 ..!!
- أيُها ألأصدقاء ، تَحَتْلَنُوا ..
- بين طفولتين ..
- ألمُجاهدون أليهود ..
- تَأَسْرَلُوا أو إِرْحَلُوا ..!!


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسن محاجنة - الإمام الأكبر وضمير الغائب؟؟!!