أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - قاسم حسن محاجنة - غسان كنفاني في فيينا .














المزيد.....

غسان كنفاني في فيينا .


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 29 - 17:38
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


غسان كنفاني في فيينا .
في الماضي الذي كان سحيقاً ذات يوم، كتب غسان روايته القصيرة، رجال في الشمس، ولمن لا يعرفها نقول بأنها قصة شبان فلسطينيين يحاولون دخول الكويت متسللين في خزان مغلق لناقلة ماء، بحثا عن فرصة عمل ،لكن يحدث ما لم يكن بالحسبان، ويُعيقهم رجال شرطة الحدود الكويتيون ،في قيظ الكويت تحت الشمس اللاهبة، فيموتون اختناقا في الخزان المُغلق.
لا يُساورني أدنى شك بأن بعض من قرأ هذه الرواية، تعامل مع احداثها كنوع من المبالغة الأدبية وبأنها لا تُصور واقعا حياتيا معينا ، خاصة وأن الخطاب العربي الرسمي والشعبي حينها، كان يتعامل مع القضية الفلسطينية بكل التعاطف ومشاعر الأخوة، ولا يُمكن بأي حال من الأحوال أن تُغلق دولة عربية أبوابها ، في وجه لاجيء فلسطيني يبحثُ عن عمل .
وهذا الأسبوع تناقلت وسائل الإعلام خبراً عن اكتشاف جثث لأكثر من سبعين مهاجرا غير شرعي، يُقال بأنهم سوريون ، قضوا نحبهم اختناقا في شاحنة مغلقة ، وُجدت مشرعة الأبواب في فيينا، ويُخمن البعض بأن سائقها فتح ابوابها لكي تكتشف الشرطة جثث الموتى. ولا يهم في هذا السياق، نوع جنسية السائق ومن أين أتت.
وفي البحر، تنتشل الدول الاوروبية جثامين مهاجرين غرقى، خاضوا لجة البحر بقوارب بالية متهرئة، حملّها اصحابها اضعافا مضاعفة من البشر، تفوق طاقة حمولتها، بعضهم فوق البعض الآخر، لعل يبتسم لهم الحظ، ويفوزوا بالدخول إلى الجنة الأوروبية الموعودة.
وسواء أولئك الذين ركبوا شاحنة مغلقة تتسع ربما لعشرة اشخاص ،أو المئات الذين "يركبون "خشبة" طافية، فانهم يعلمون بأنه ومهما حدث لهم فهو افضل من حياتهم السابقة ،وأظنهم يعلمون بأنهم يقامرون بحياتهم وهم في حالة وعي كامل .
أنهم يهربون من جحيم بلدانهم الى "حضن" الموت الارحم بهم وبحالهم من قياداتهم واخوتهم في الوطن والدين ، أما الذين يؤدون دور عزرائيل في "عملية قبض الارواح الجماعية "، فهم أصحاب الشاحنات التي يرصون بداخلها عشرات الاشخاص فوق طاقتها، واصحاب القوارب "القراصنة" الذين يستغلون كل شبر على سطح وفي جوف قواربهم ، طمعا بالمال بالطبع والكثير من المال.
لم نسمع، ولا عن حالة واحدة فقط، قامت دولة من الدول المتمدنة، قامت فيها بتقديم "ابناء عزرائيل" هؤلاء الى المحاكمة. فالدول مشغولة بإغلاق حدودها أمام هذا التسونامي من المهاجرين، الذين يفرون من بلدانهم المنكوبة بأنظمة صديقة للغرب، أو كانت للولايات المتحدة يدٌ في تحويلها الى جحيم، عبر خلق وتسليح وحوش كداعش بواسطة وكلائها المحليين الذين يزودونهم بالمال والأيديولوجيا ، كمهلكة آل سعود وامبراطورية العثمانيين الجدد.
طبعا فأنا لا أُبريءُ هذه الشعوب المنكوبة بأنظمة الفساد، والموبوءة بمفارخ القتلة من الشراكة "مع عزرائيل"، ففي النهاية بيدها، وبدل الهروب الى احضان الموت في فيينا، على سبيل المجاز، كان بإمكانها وما زال طبعا بإمكانها، أن تُرسل القتلة وأسيادهم الى احضان الموت المجازي، أو على الأقل تجفيف منابع الإرهاب، وعدم "شرعنته".
يُؤمن أبناء عمومتنا اليهود، بأنه يعيش بين ظهراني البشرية 36 رجلا من الأتقياء(طبعا يتغيرون)، والذين بفضلهم وبفضل تقواهم لا يخسف الله الأرض على رؤوس ساكنيها.
ويؤسفني أن أقول لأبناء العم بأن ما يجري على فقراء الكون من أهوال وكوارث، لا يدعم ايمانهم بوجود هؤلاء الأتقياء.



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُعتصم
- ألبنات والكاميرا ..
- ألوجبة الأخيرة ..
- حَوَّة ..
- إبن المجنونة .
- ألكرافة (ربطة العُنق )
- ألتعدد واْلتَعديد .
- إنتقام ..
- بين العبرانية واليهودية ..
- الأول من جوشي للعام 104 ..!!
- أيُها ألأصدقاء ، تَحَتْلَنُوا ..
- بين طفولتين ..
- ألمُجاهدون أليهود ..
- تَأَسْرَلُوا أو إِرْحَلُوا ..!!
- -ألضباع- ..تنتشي -بالنصر- ..!!
- خراب الهيكل
- خَرابُ حَلَب ..
- عنصرية -مشروعة ولطيفة - ..
- قهوة وعنصرية ..
- -نقاشٌ- مع حمار .


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - قاسم حسن محاجنة - غسان كنفاني في فيينا .