|
خراب الهيكل
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 14:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
خراب الهيكل يُصادف اليوم (التاسع من آب، حسب التقويم العبري )،يوم صوم وحداد عند المتدينين من أبناء الشعب اليهودي .. ويستذكرون فيه خراب الهيكل الثاني ، على يد الجيش الروماني وقائده تيتوس ، والذي سبقه خراب الهيكل الأول على يدي نبوخذ نصر . ومن مظاهر الحداد في هذا اليوم ، الجلوس على الأرض حفاة أو إنتعال نعل قماشي ، القراءة من كتاب "ايخا "، عدم الاستحمام والامتناع عن إقامة علاقة جنسية . وبالإضافة الى ذلك ففي هذا اليوم يمتنع اليهود المتدينون عن تعليم التوراة ، طبعا بالإضافة الى الصوم ل 24 ساعة . وقد امتنع المتدينون سابقا عن الصعود الى جبل الهيكل ، لأن "إعادة بناء الهيكل " ، لن يتم إلا بعد قدوم المسيح المنتظر ، وفي دولته . وما زال اليهود المتزمتون يمتنعون عن الصعود الى جبل الهيكل . إلى أن أصدر حاخامات التيار القومي الديني فتوى تبيح الصعود ، وذلك لأن قيام دولة اسرائيل ، يُعتبر في فكرهم السياسي الديني ، بداية الخلاص . بينما التيارات الارثوذكسية "ترفض " وحتى الآن "الإعتراف " بدولة اسرائيل ، على أنها الدولة المنتظرة والموعودة !! ما علينا ، فالفتاوى هي في المحصلة ، نتاج ديناميكا سياسية ، فالتيار الديني القومي ، يرى في دولة اسرائيل، دولة "الوعد الإلهي " ، وقيامها هو الخطوة الأولى نحو بناء دولة الشريعة "الموعودة " . وهذا الناراتيف الديني السياسي ، يدفع نحو صدام ديني وسياسي في الوقت ذاته . ففي التراث الديني اليهودي يتوجب ، اعادة بناء الهيكل في مكانه الأصلي ، أي بناء الهيكل على" أنقاض " المسجد الأقصى . بل إن هناك قوى محسوبة على المستوطنين تُطالبُ بهدم الاقصى وبناء الهيكل في التو والحال . المسلمون ومن جانبهم ، يعتبرون المسجد الاقصى ، أولى القبلتين وثالث الحرمين ، لذا فالدفاع عنه ، فرض عين . ناهيك عن الموقف الدولي الذي يعتبر مدينة القدس الشرقية ، منطقة مُحتلة ، لا يحق لدولة الإحتلال ، القيام بتغييرات جغرافية وسكانية فيها . إضافة الى اتفاقية السلام الاسرائيلية –الاردنية التي قررت بأن المسجد الاقصى والوقف الاسلامي هو تحت ادارة اردنية . وكالعادة ، تحصل في هذا اليوم صدامات بين الشرطة الإسرائيلية والمسلمين المرابطين في المسجد ، والذين يحاولون منع "اليهود " من الصعود الى الاقصى . ولكننا ، يجب ان لا ننسى بأن اليمين السياسي والديني اليهودي هو من يبادر الى "إشعال" الفتيل ، سريع الإشتعال ، بمحاولته بين الفينة والأُخرى الصعود الى جبل الهيكل . فشارون وفي سنة 2000 ، صعد وحاشيته الى الجبل ، مستثيرا مشاعر المسلمين ، مما أدى الى الانتفاضة الثانية المعروفة ..!! واليوم قرر وزير الزراعة المستوطن ، أوري اريئيل ، أن يؤكد على فكره السياسي الداعي الى بناء الهيكل. ويبقى السؤال : هل سياسة فرض الأمر الواقع ، ستؤدي الى حرب دينية ؟؟ فالمسلمون متمسكون بالأقصى ، واليهود من التيار القومي –الديني ، متمسكون بالوعد الإلهي ، لأنهم يؤمنون بأن إعادة بناء الهيكل ، ستكون الخطوة التي "تُسّرع " قدوم المسيح المنتظر .. لكن كم من الدماء ستسفك ، حتى يتم الوصول الى قناعة بأن الحل للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي ، هو بإنهاء الإحتلال والعودة الى حدود الرابع من حزيران للعام 1967 .واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة . فمن المستحيل تفريغ الأراضي المحتلة من الفلسطينيين ، كما وأنه من المستحيل القضاء على دولة اسرائيل. الديناميكا التي تنتهجها السياسة الإسرائيلية اليمينية تقود نحو نقطة الصدام ، ونحو تأزيم القضية أكثر مما هي مأزومة .. فالناراتيف الديني ، هو الذي "يقود " الصراع ، لكن ليس نحو حل يُرضي الطرفين ، بل نحو "إشعال الحرائق " ، ومزيد من الحرائق .
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خَرابُ حَلَب ..
-
عنصرية -مشروعة ولطيفة - ..
-
قهوة وعنصرية ..
-
-نقاشٌ- مع حمار .
-
دولة أم دولتان ؟!
-
-مجاهدو - المنابر
-
- الترجمة - على أُصولها ..!!
-
-لائحة طعام - ألثورات ..!!
-
الأشرار يكسبون ..
-
من هم دواعش إسرائيل ؟!
-
واللائي لم يَحِضْنَ ..!!
-
إمبراطورية -غزة- ..
-
من أجل خاطر عيون المونوبول ..
-
الميل الجنسي والاداء الوظيفي - تداعيات على مقال الزميل كمال
...
-
رمضان والبطيخ
-
تعزية لزميلنا الكاتب شاكر فريد حسن .
-
الجشع وسِفاح المحارم ..
-
مكانة عرب إسرائيل وواقع الحال ..
-
أُوباما : أسود وخفيف !!
-
الكُنى والأسماء المُستعارة
المزيد.....
-
أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة
...
-
-أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات
...
-
مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف
...
-
هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون
...
-
-تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
-
هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
-
“ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج
...
-
قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص
...
-
-أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|