أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - الأشرار يكسبون ..














المزيد.....

الأشرار يكسبون ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4861 - 2015 / 7 / 9 - 14:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأشرار يكسبون ..
ليس الشر كائنا بذاته ولذاته ، وكذا هو الخير . فالحديث عن الخير والشر ،بمعزل عن الإنسان ، الحامل ، الوكيل والمنفذ لفعل الشر والخير ، هذا الحديث هو مجرد فذلكات كلامية .
لذا ، وبما أن الشر "لا يستطيع " أن "ينشَطَ " بقواه الذاتية ، فلا بد له من محرك..!! الإنسان ..
وليس الشر متأصلا في الإنسان . حالُه كحال الخير ، فكلاهما مُكتسبان ... والفرقُ بينهما هو الإنتشار الواسع للشر ، في مقابل الانحسار المتواصل للخير ، حتى يبدو وكأنهُ "حيوان " مُنقرض !!هناك حفائر تدل على وجوده في حقبةٍ تاريخية ٍ سابقة !!
لكن بداية وقبل كل شيء ، هل نستطيع أن نأتي بتعريفٍ وافٍ ، كافٍ وشافٍ ، لهذين المصطلحين .
هل هما معادلان للإثرة (الشر ) والإيثار (الخير ) .
وعلى ماذا يتصارعان (وكأن الخير والشر ، بطلان في حلبة مصارعة حُرةٍ ..!!) ، هل يتصارعان على روح الإنسان ؟! على سلوكه ؟! على أملاكه !؟
وما هي الأسلحة التي يستعملانها في صراعهما ؟! هل هناك قانون يُحدد "أخلاقيات " لهذه الصراعات ؟؟ ومن الذي يلتزم بأخلاقيات الصراع (الحرب )؟! أم أن الصراع بلا قوانين ؟!
أسئلةٌ كثيرة ، والقليل من الأجوبة .. ومع ذلك ، يُمكننا أن نحصرهما في جوهر كل منهما ، بالنسبة للآخرين ومقارنة بهم .
فجوهر الشر (حسب رأيي) هو إلحاق الأذى والضرر بكافة اشكاله : الضرر المادي ، النفسي والجسدي بالآخر أو بالآخرين ، بهدف الحصول على مكسب مادي ، أو معنوي (مثل المال أو السلطة ) .. وذلك دون أن يكون الآخر أو الآخرين الذين وقع عليهم الضرر ، دون ان يكونوا في صراع مع الإنسان الشِرّير ..
وجوهر الخير (حسب رأيي) هو تقديم الدعم والعون بكافة اشكاله (المادي والنفسي المعنوي ) للآخر وللآخرين ، دون إنتظار أجر أو مكافأة مادية أو معنوية ، ودون تمييز بين انسان وانسان أو عرق ، لون ، دين أو قومية ..
فالإحتكارات التي تُلوث البيئة مثلا ، تهدف الى الحصول على مكسب مادي على حساب البيئة البشرية ولو دُمرت بالكامل ، طبيعة وبشرا .. والمال (المكسب المادي ) هو السلطة أو يستطيع شراء السلطة .
فالبشر والطبيعة في حالتنا هذه ، لم يكونوا في صراع مباشر مع الإحتكارات ، قبل ذلك . ولكنهم سيتحولون الى طرفي متصارعيين ..
البشر (في هذه الحالة ) يُدافعون عن صحتهم وعن مصادر رزقهم (الطبيعة ) ، لكن الإحتكار يُحاربُ من أجل زيادة الخانات في رقم حسابه البنكي .. وسواء نقصت الأموال او زادت فهو (الاحتكار وأهله) لن يجوعوا أو يُحرموا من ملذات الحياة !! فالإكتناز وزيادة الارباح ، هو من أجل الإكتناز فقط ، ومن ثم السيطرة والسلطة . فالمال يشتري سلطة وسيطرة .
وهل إذا كان للشر، هدف واضح ومباشر ، يكون مشروعا وأخلاقيا ؟؟
في رأيي ، ما من هدف مهما كان واضحا ، يستطيع شرعنة الشر . ومع ذلك وتحت ذريعة الدفاع عن النفس والدفاع عن المصالح ، يرتكب البشر من الموبقات ما لا يحصى ، ويسقط عدد كبير من الضحايا الذين لا ذنب لهم ، سوى تواجدهم في المكان والزمان الخطأ .
ونُلاحظ بأن الأشرار هم السادة الحقيقيون ، بينما دُعاة الخير يُزينون لأنفسهم ولغيرهم ، التقشف ، الضعف والهوان وعجزهم عن تغيير الواقع ، مما يستتبع إستحسان الخنوع واستقباح الثورة والتمرد .. ودعاة "الخير" ، هم في حقيقة الحال ،دعاة خنوع ، جوع ، جهل وفقر ..!!
ففي المُجتمع نشهد حملات كبيرة وشديدة ، من الخانعين ، على فتاة ظهرت في صورة وهي ترقص مع شاب غير محرم ..!! بينما لا يجرؤ أحد من هؤلاء الخانعين على مهاجمة تجار المخدرات والقتلة الأجيرين ومن بيده سلطة !!
هؤلاء الخانعون ، يهاجمون بكل شراسة مسرحية وطنية ، بينما يخرسون ويجلسون في الزاوية ،حينما تتكشف جرائم قتل النساء والفتيات ، أو حينما تتكشف للعلن نسبة الإعتداءات الجنسية داخل العائلة ..
فالخانعون يرغبون في لعب دور "السوبر –شرير" ، لكن على من هو أضعفُ منهم !! أقوياء على الضعفاء!!
كما ونُلاحظ بأن الاشرار هم الذين انتصروا عبر التاريخ ، والأسماء كثيرة والتي خلدّتها انهار الدماء المسفوحة ، وصرخات المُغتصبات ، وصوت سلاسل العبيد ..
يتعلم الطفل ، بأنه إذا لم يكن ذئبا ، ستأكُلُه الذئاب ..
يُشاهد التنافس والصراع حتى الموت من أجل مكسب مادي ..
يسمع بأن لا أخلاق في الحرب ..الصراع .. وكل الاسلحة مباحةٌ ..
يعلم بأن الحياة للقوي ، والضعيف تدوسه الأقدام ...
لا يسمع عن الخير شيئا ..!!
فلكي تعيش ، وتكسب ، وتتمتع "بخيرات " الحياة ، إيّاك أن تضعف .. وإيّاك ثم إيّاك أن تكون صاحب ضمير ومشاعر انسانية .
فالضمير والإنسانية ، في طريقهما للإنقراض مع آخر الإنسانيين المنقرضين ..
فالشر هو السيد والاشرار هم الرابحون على طول ...




#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هم دواعش إسرائيل ؟!
- واللائي لم يَحِضْنَ ..!!
- إمبراطورية -غزة- ..
- من أجل خاطر عيون المونوبول ..
- الميل الجنسي والاداء الوظيفي - تداعيات على مقال الزميل كمال ...
- رمضان والبطيخ
- تعزية لزميلنا الكاتب شاكر فريد حسن .
- الجشع وسِفاح المحارم ..
- مكانة عرب إسرائيل وواقع الحال ..
- أُوباما : أسود وخفيف !!
- الكُنى والأسماء المُستعارة
- وحَطِّمِ آلأصنامَ تحطيماً ..!!
- بين الفخر والإزدراء ..
- ثقافة السرقات الادبية ..!!
- لآقْعُدْ على دربك ..وآرُدك ..!!
- -قوميسارة- الادب والفن ..!!
- المجرم الضحية
- التطرف القومي والأوغاد ...
- ألديك والحِمار ..
- ألبومات النصر ..وذاكرة نكسة ..


المزيد.....




- الجيش الباكستاني يجري تجربة صاروخية ناجحة وسط تفاقم التوترات ...
- مصر تبلغ الولايات المتحدة رفضها التدخلات الإسرائيلية في سوري ...
- من هم أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في حرب غزة؟
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد قواته لحماية الدروز في سوريا، ...
- فرنسا ـ محاولة سرقة ساعة فاخرة بقيمة 600 ألف يورو من أمير قط ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن -انتشاره بجنوب سوريا- وبيدرسون يدين ال ...
- البرلمان العربي يندد بانتهاكات إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لغاراته العنيفة الأخيرة على مواق ...
- مراسل RT: الطائرات الأمريكية تشن 6 غارات على مديرية مدغل في ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي نجا من القصف على غزة يوجه ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - الأشرار يكسبون ..