أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - قاسم حسن محاجنة - بين الفخر والإزدراء ..














المزيد.....

بين الفخر والإزدراء ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4839 - 2015 / 6 / 16 - 17:41
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


بين الفخر والإزدراء ..
كتب سياسي يتسربلُ بالدين الإسلامي ، مقالا يُهاجم فيه رئيس وزراء لوكسمبورغ الذي عقد قرانه على صديقه البلجيكي بحضور نخبة من السياسيين في البلدين ، وختم مقاله بالشتيمة المتداولة التي وجهها بدلا عن التهنئة ،للعريسين قائلا لهما : "قرف يقرفكم !!".
وكانت جامعة بار- ايلان الاسرائيلية ،المحسوبة على التيار القومي الديني ( في غالبيته من المستوطنين )، قد رفضت تخصيص مكان في الجامعة ، ليحتفل فيه المِثليون بيوم "الفخر " ..!!
ديانتان وموقف واحد .. أم ثلاث ديانات والموقف واحد ، لأن المسيحية وبشكل جوهري تعتبر المثلية خللا واضطرابا ، لكنها تتساهل في تقبل المثليين (كما طلب البابا فرنسيس ) !! وهذا الموقف هو تعبير عن عدم فهم لطبيعة الميل الجنسي لدى الإنسان ... فالدين ينطلق من أن الذكر ، وهو الذي يملك اعضاء جنسية ذكرية ، يجب ان يكون ميله الجنسي "منسجما " مع اعضائه الجنسية وكذا الأنثى .. أي يجب ان يكون الميل الجنسي نحو الجنس المُغاير ، لأن هذه هي طبيعة الاشياء والنظام الصحيح ..!!
والدين يرى بأن الميل الجنسي هو شيءٌ يختاره الفرد ، ووفق هذه "النظرية " يستطيع كل واحد منا أن يختار الميل الجنسي الذي يريد ..!! وحينما "يختار" الانسان ان يكون ميله الجنسي مثليا ، فهذا امر مقرف في المكان الاول ، وناهيك عن كونه تمردا على الناموس والاخلاق ، وهو انحراف وشذوذ ،يجب على المجتمع وقواه الفاعلة مُحاربته وقمعه ..!!
لكن ، ألا تساهم المنظمات المثلية في ترسيخ هذا الفهم ، وهذا التصور للمثلية الجنسية وللأشكال الاخرى من الميول الجنسية ؟؟
في اسرائيل والدول الغربية ، يخرجُ المثليون في مسيرات يُطلقون عليها مسيرات الفخر .. يعلنون فيها افتخارهم بانفسهم وبميلهم الجنسي .. وغالبا ما يتبادلون القُبل والعناق اثناء المسيرات ..
إذا كان الميل الجنسي ، هو ميل مولود مع الانسان ، وليس انجازا شخصيا يستحق ان يتفاخر به صاحبُه ، فلماذا الفخر ؟! وفي هذه الحالة، فالأمر شبيه بأن يتفاخر طوال القامة بطول قاماتهم ، والصلعان بصلعهم ، وذوات الشعر الاشقر بشعورهن الشقراء .. فالافتخار بشيء يعني شيئا من اثنين (حسب وجهة نظري )لا ثالث لهما ..
أن يكون المتفاخر قد حقق بقواه الذاتية انجازا علميا ، رياضيا ، ثقافيا أو إجتماعيا لم يسبقه اليه احد ، وبه يتفاخر ... أو ان يكون مختلفا عن الاخرين وبهذا يتفاخر ..مكايدة ونكاية ... يفتخر بالاختلاف الظاهري أو بشيء لم يقرره لنفسه ..!!
اعتقد بأن مسيرات الفخر هي مقولة غير مباشرة تُخاطبُ غالبية المجتمع المختلفة والمغايرة ، مفادها ، بأن المثليين يختلفون عن الغالبية ، ويعلمون بأن الغالبية لا "تقبل " بهم ، لذا يؤكدون على "اختلافهم " ويفخرون به !! وكما ان المثليين يختلفون عن ذوي الميول الجنسية المغايرة وينظرون اليهم بتعجب واستغراب ، بل وبإزدراء واندهاش ، كذا ينظر المثليون لذوي الميول المغايرة ..
ما الداعي للفخر ؟؟ لأنك مختلف فقط ؟؟
وهذه الاقوال تنطبق على كل من يُسوقُ "اختلافه " بالافتخار به ، فهذا "مسلم ويفتخر " وتلك "محجبة وتفتخر " ، وهؤلاء قصار القامة ويفتخرون ..
في رأيي ، تعميق الفجوة وابراز الاختلاف ، لا يُساهم في تقبل المختلف .. ففي المحصلة كلنا خاصون وكلنا مختلفون في ميولنا ،إهتماماتنا وفيزيولوجيتنا ..!!
والذي يؤكد على افتخاره باختلافه ، انما يساهم في ترسيخ "الفكرة النمطية " عن كل مختلف ومغاير .. واعتقد بأن الوسيلة الافضل للحصول على تقبل المجتمع للمثليين ، هي عن طريق نشر الوعي العلمي ، وعقد لقاءات مشتركة بين " طرفي الصراع " ، مع التأكيد على أن الطرف الذي يتعرض للقمع هو الطرف المثلي .
وكل عام والجميع بخير .



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة السرقات الادبية ..!!
- لآقْعُدْ على دربك ..وآرُدك ..!!
- -قوميسارة- الادب والفن ..!!
- المجرم الضحية
- التطرف القومي والأوغاد ...
- ألديك والحِمار ..
- ألبومات النصر ..وذاكرة نكسة ..
- مِنْ -فضل آلرحمان - ..
- ألسيوطي والكاماسوترا ..
- مُجتمع الرجولة ، الكرامة والشهامة ..!!
- مسيرة -الشرموطات - في القدس .. والنقاب !!
- ألعجوز والتيه .. قصة قصيرة
- أين ألنِساء ..؟
- جون ناش -والعقل الجميل -..
- Shamingشيمينغ..
- مرثية لتدْمُر الكوسموبوليتية والمُتسامحة ..
- المرأة وقيادة السيارة
- ألفصل العُنصري ..لطخة على جبين إسرائيل .
- ألجغرافيا والإبداع .
- خالد حسيني ليس أفغانيا ..


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - قاسم حسن محاجنة - بين الفخر والإزدراء ..