أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - مطرقة النقد لفتح ابواب المستقبل العربي














المزيد.....

مطرقة النقد لفتح ابواب المستقبل العربي


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4887 - 2015 / 8 / 4 - 18:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل إشكال يظهر يـؤكـد أن الذهنية العربية ماضوية في حين أنها يجـب أن تكون مستـقبلية. و أصول التـفكير الماضوي ينسحب مما هو ذاتي إلى ما هو عام على تـشكيلات الوعي المصاغة في الفضاء العربي العام. فالإنسان يتـلـذذ بما يسمى بالحنين إلى الماضي، و الأدبـيات السياسية التي ظهرت في الفضاء الفكري العربي دعمت هذا الحنين بما جعل منه ” مندبة” عامة متمثـلة في المقارنة بين الماضي العربي الذي وصف بالمزدهر و السعيد و الحاضر العـربي البائس.. و الإشكال الـفكري ينطلق أساسا مما يسمى عربي و إسلامي في مدى صوابية طرح المفهوم كتعبـيـر فعلي عن الماضي و المستـقبل. هناك مزج واضح بين المفاهيم في أشكالها العرقية و الثـقافية و التمازجية الكبرى التي حـدثـت في التاريخ مع الـثـقافات الأخرى و الأعراق الأخرى، و هناك طمس لحقـائق الصراعات الاجتماعية التي حـدثت حتى فيما يسمى بازهى عصور الحضارة العربية الإسلامية. فالازدهار السياسي العام هو الذي يتم سحبه على بـقية المجالات، و نعني بالسياسي هنا القوة العـسكرية و القـدرة على الهيمنة و استعمار الشعـوب الأخرى لان الإمبراطورية العـربية كانت امبريالية باتم ما تحمله الكلمة من معنى، و ربما كانت اقـل الامبرياليات تـوحـشا في التاريخ و لكنها كانت امبريالية.
لا نعني الازدهار السياسي بمعنى ابتكار أنظمة سياسية وفرت مجالات الحرية الفكرية و السياسية و الاقـتـصادية، و إنما ترك الأمر لمزاج الخليفة و تكوينه الفكري و منطق الصراع الذي يحـتكم إليه.. أي أن الأمر متروك للصدفة و غـدا كل شيء مكـتـوبا بما فيها من مظالم اجتماعية و سياسية و اقـتـصادية و مظالم تاريخية في حق الإبداع.. فالخليفة العباسي المامون كانعنوان التنوير و الترجمات الفلسفية و العلمية عن الاغريق و عنوان فرقة المعتزلة صاحبة نظرية خلق القرآن و هي رمز العقلانية العربية في بعديها السياسي و الفكري، و بعد المامون الخليفة العباسي المتوكل و هو عنوان الانحطاط الفكري و العلمي و التوحش الدموي و قمع المعتزلة و الاعتماد على الحنابلة المؤسسين الاوائل للانغلاق الفكري في الاسلام و الذي يعتمد على ظاهر اللفظ و هم اللبنة الاولى للاخوان الامسلمين و الدواعش..
الم يكن ممكنا إيجاد أفضل مما وجد؟ بالتأكيد كان الأمر ممكنا في صورة تـرسخ ثـقافة العـقل التي تـتجه بالضرورة الى منطق سلطة المؤسسة و استـقلاليتها. كان ممكنا أن يسبق العرب إلى عصر الصناعة و بالتالي كان ممكنا أن تكون الإنسانية اليوم أكثر تـقـدما على المستوى المادي و الروحي..
و عربي اليوم لا ينظر إلى تاريخه كتاريخ عبودية و قمع الفرد لحساب الجماعة و تاريخ محق الإرادة الحرة إلا فيما هو قرار جماعي. لا ينظر إلى تاريخه كتاريخ تهميش ليس للأقـليات فقط و إنما تهميش للعربي غير المنحدر من نـسب رفيع، و هو تاريخ احتـقـار عـديد الأعمال. فـقبل عشرون سنة كان عمل نادل المقهى يعتبر عارا بل فتح مقهى يعتبر مشروعا منبوذا، و كذلك الحانة و غيرها من الأعمال التي لازال بعـضها إلى اليوم محتـقـرا و على سبيل المثال عمال النظافة برغم الاستـفادة من هذه الأعمال..
لا يستـذكر العربي المظالم الكبرى التي مورست على المشاعر و العواطف الصادقة و على الحب الإنساني الملحق بصفة العار.. في الحقيقة كانت أكثر الـقيم تـبجيلا هي المرتبطة بالعنف و الحـرب. أي أن الذهنية العـربية العامة كانت ذهنية القوة الجسدية. فهو تاريخ الفـتوات و ليس تاريخ الحق في ذاته كحق..
و هنا لا نتحدث عن الروحيات لأنها مختـزلة في شكـليات العبادة و بعض قيم التكافل الاجتماعي المحمودة في ذاتها و لكنها غالبا ما مورست كضغط اجتماعي و ليس كـفعل حر يعبر عن أخلاقية حقيقية....
و اليوم مازال عـدم الاتجاه العام نحو مواجهة الذات و نـقـدها هو الطاغي.. يقال أن جميع مصائبنا راجعة إلى الغرب و الامبريالية و الصهيـونية، و لكن هذا ليس إلا ظاهر الأمور و ليست إلا نصف الحقيقة. النصف الآخر هو عوامل الضعف الذاتي فينا. التغـطية على نـقـد الذات بل اعـتبار هذا التمشي خيانة و تـفكير انهزامي بورجوازي متعـفن كافر.. و الحقيقة أن عـدم الكـشف عن الذات هو تـضيـيع لها لان لا وجود للذات إلا بالوعي، أي أن المنطقة السخية في أعماقـنا و المتصلة بما هو روحي مطمورة. الروحي هنا و بشكل واضح ما يعني الوعي و الإرادة و ليس الأوهام الميتافيزيقية..
و في غياب الوعي بما هو تصور مستـقبلي و إرادة لانجازه تكون تحت حكم المايحدث دون مبدئية قادرة على الفعل في الفعل. تكون هنا في حضرة الندب على الماضي لأنه لا مستـقبل لك. تكون هنا في مملكة الخوف ذات الأصول الطفولية...



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجسد المقبور
- رؤية في تحديد مسار الثورة
- إنتصار الموت في تطاحن الأموات
- المفكر التونسي -يوسف صديق- يدعو الى الغاء وزارة الشئون الدين ...
- حديث الباب
- مقهى الشعب
- في ذكرى اغتيال الحاج -محمد البراهمي-
- المنبتون يهددون الثورة
- السؤال النووي
- الله و الانسان
- الموت المعقول
- شكري حي
- من الفن ينبثق العالم
- إمرأة -المترو-
- فضيحة العرب
- أزمة المثقف
- التفاحة الساقطة
- الاعلام التونسي الناقص
- سوريا في مواجهة الصحراء
- القراصنة


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون شن 3 هجمات استهدفت سفينتين ومدمرة أمريكية في ...
- هل تتمتع الحيوانات بالوعي؟ كيف تغير الأبحاث الجديدة المفاهيم ...
- مبابي قبل الانتخابات: أنا ضد التطرف والأفكار المسببة للانقسا ...
- هدنة تكتيكية لأهداف إنسانية بغزة: نتنياهو ينتقد قرار الجيش
- عشرات الآلاف يؤدون صلاة العيد في موسكو
- موسكو تطالب الهيئات الدولية بإدانة مقتل مصور صحفي روسي جراء ...
- خسائر إسرائيل بغزة تتصاعد.. كيف ستخرج من كمائن حماس
- خارجية سويسرا: العدد النهائي للموقعين على بيان مؤتمر أوكراني ...
- بايدن فعلها مجددا وسقط في زلة جديدة وأوباما ينقذه في اللحظة ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف ملابسات مقتل العسكريين الثمانية في رفح ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - مطرقة النقد لفتح ابواب المستقبل العربي