أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عصام الشريفي - المرجعية هتفت مع المتظاهرين ..














المزيد.....

المرجعية هتفت مع المتظاهرين ..


مرتضى عصام الشريفي

الحوار المتمدن-العدد: 4883 - 2015 / 7 / 31 - 23:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرّت علينا في وقت سابق مظاهرات كانت ذات طابع سياسي حاولت الجهات المتنافسة فيها زجّ اسم المرجعية فيها؛ لإلجام الداعمين لها، أو القائمين بها، ولا ننسى المظاهرات حول إقليم البصرة، وكذلك التي حاولت الخروج لتأييد رئيس الوزراء السابق في قضية الولاية الثالثة، وغيرها؛ لكن المرجعية التزمت الصمت الحكيم، وكلّ ما نسب إليها من كلام لم يكن صحيحاً، أو حرّف بما يخدم الجهات المستفيدة ؛ كلّ طرفٍ يفسره بما ينسجم وأيديولوجيته الحزبية .
.
لكنّنا اليوم نشهد مظاهرات جماهيرية ذات طابع شعبي مستقل خرجت بعدما صبرت صبراً جميلاً طويلاً على الرغم من النقص الحاد في خدمات الدولة، يرافقه تقشّف ظالم للشعب، ومنصف للمسؤولين الذين امتدت حصانتهم عن شمولهم بهذا التقشّف، وكان الشعب ليبقى مستمراً في صبره لو رأى المسؤولين يؤثرون على أنفسهم، وتنازلوا عن مخصصاتهم الفاحشة في وقتٍ الدولة في حرجٍ شديدٍ أمام شعبها، وأمام التحديات الخطيرة في الأوضاع الأمنية .
.
ولمّا لم تكن الطبقة السياسية الحاكمة بمستوى التحديات، والمسؤولية، وغير شاعرة بمعاناة شعبها خرج الشعب العراقي محتجّاً على ممارسات السلطة؛ لذلك وجدنا المرجعية العليا الرشيدة كما هي دائماً داعمةً لمطالب الشعب، محذّرة السلطة من تجاهل هذه المطالب الشعبية، ونصحت الحكومة بالتعامل معها بمسؤولية مبتعدةً عن التعامل الخشن، بل عليها أنْ تعبر عن احترام الدولة لمواطنيها، ورعايتها لحقوقهم .
.
قرأت، وسمعت كثيراً من المثقفين، ومن الشعب يلومون المرجعية على ما يحدث في الواقع السياسي، وهم يقولون : لماذا المرجعية لا تقل شيئاً، وهؤلاء الساسة قد جاؤوا من تحت عباءتها، واليوم أثبتت المرجعية على حكمتها، ووعيها لمشروع بناء الدولة، وعندما تشاهد هؤلاء الجموع من الشعب المحتجّة يبزغ أمامك فكر السيد العميق؛ إذ لا يبني الأوطان مثل شعوبها ، وأنت تتلمّس غاياتها في تأهيل الشعب؛ ليكون على قدر المسؤولية؛ لا أنْ يبقى منتظراً من يقول نيابةً عنه .
.
وتأييدها اليوم للشعب فيه تصحيح لأفكار منتشرة بين الشعب، وفيه انتقاد لممارسات السلطة في تبرير الفشل، وسوء التعامل مع المتظاهرين، فخطبة الجمعة اليوم أبانت سذاجة الفكرة القائلة: بأنّ هذه الحكومة مدعومة من المرجعية، فلا يصح التكلّم عليها، فليس جوهر القضية دعمها، أو عدم دعمها، بل جوهرها مدى نجاح الحكومات في تقديم الخدمات، وترفيه شعبها .
.
ومن الأمور المهمّة أيضاً في هذه الخطبة تأكيدها على التعامل بمسؤولية، واحترام مع الشعب المطالب بالخدمات، ناكرةً عليها لغتها المعهودة في إلقاء اللوم على الحكومات السالفة؛ إذ قالت : ((وكان المتوقع من الحكومات المتعاقبة أن تولي اهتماماً خاصاً بحل هذه المشكلة، وتقرّر وتنفّذ خطط صحيحة بسدّ النقص في هذه الخدمة الأساسية، ولكن المؤسف أن كلّ حكومة تضع اللوم على ما قبلها ثم لا تقوم هي بما يلزمها لتخفيف معاناة المواطنين مستقبلاً)) .
.
لا أستطيع أنْ أخفي انبهاري بعمق فكر هذا الرجل الحكيم، وكثيراً ما حاول تصحيح انحرافات هذه الديمقراطية المستوردة بعلّاتها من دول الغرب، بل يحاول تأصيل ما نستطيع الاصطلاح عليه بــ(الديمقراطية الإسلامية) عبر مواقف، وخطب تظهر الفهم المعاصر العميق لتعاليم الدين الإسلامي، وطرحها للعالم بقالب ينسجم، ولغة العصر الحديث؛ لكن المشهد السياسي كان منخفضاً عن هذا الوعي، والفكر السامي، ومما يؤسف له استغلال هذا الرمز لمصالح حزبية ضيّقة، ولكن هيهات، فالمرجعية واعية متابعة درأت كلّ ذلك بدبلوماسية نادرة أيضاً .



#مرتضى_عصام_الشريفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرض الياباني سيناريو يوناني للعراق ....!!! .
- ثقافة التظاهر بين التسييس، والتأسيس .
- رئاسة التحالف الوطني، والعرف السياسي .....!!!
- النقد السياسي، ونقد السياسي .....
- الاتفاق النووي نمط جديد في التفكير الدبلوماسي .....
- ليست المشكلة في الألف دينار يا وزير .... !! .
- نفطكم للجميع، ونفطي لي ...!!!
- ((ويكيليكس، وحرارة الصيف القائظ (ج4) .... !!!) .
- نصدّق مَنْ المركز، أو الإقليم .... !!!! .
- المربع الأول من منظور سياسي .
- ((ويكيليكس .... وسقوط الموصل (ج3) ....؟؟؟...!!!)) .
- ((ويكيليكس فضح المخططات، والعقول (ج2) ....!!!!)) .
- ((ويكيليكس بين قيمة المحتوى، والغايات (ج1) ...!!!)) .
- مَنْ يستجدِي لا يُعطِي ...!!! .
- (( القابليةُ للاستعمارِ )) قراءة في أثر الصراع على الأمّة .
- ((مصلحة لا مصالحة)) . غيابٌ مقصودٌ للإصلاحِ السّياسِي فِي ال ...
- (( أُسسُ الفكرِ السّياسِي عندَ المرجعيّةِ الدينيّةِ)) . السّ ...
- ((ما بين مسعودكراد، وستالينغراد)) .
- ((أسرار، وأسوار حول، وفي سقوط الموصل)) . نظرة على سير تحقيقا ...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عصام الشريفي - المرجعية هتفت مع المتظاهرين ..