المربع الأول من منظور سياسي .

مرتضى عصام الشريفي

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 29 - 08:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لو أردنا معرفة ماهي علاقة هذا التعبير (المربع الأول) بالسياسة، ومن أين اكتسب دلالته على العودة إلى النقطة الأولى للوضع الجديد، إنْ أردنا معرفة ذلك؛ فنحن بحاجة إلى قراءة واعية للمرحلة السابقة؛ لأنّ كلَّ ما طرح على طاولة النقاشات هو المطروح نفسه سابقاً؛ أعني في الحكومة السابقة .
لم يصادفني تحليل معنى هذا التعبير، ولم أسمع محلّلاً سياسياً يشرح طبيعة العلاقة، والدلالة، ولا ضير في استعانتنا بمفهومه في علم الجبر، وإنْ كان سوف يخرجنا كثيراً عن دلالته المعروفة، وهي الرجوع للبداية؛ لكن ليس بالظروف نفسها .
.
فالمربع يتألف من أربعة أضلاع، وزواياه متساوية، ومجموع زوايا المربع 360 درجة، وزواياه الأربع متساوية أيضاً .
وتفسير ذلك سياسياً يعني أنّ عمليتنا السياسية معروفة تتكون من أهم ثلاثة مكونات (شيعة، سنّة، كرد)، ويبقى السؤال هنا من هو الضلع الرابع ؟، سيكون الجواب بشكل قطعي (أمريكا، وإيران)، مما يعني أنّ هذا المربع ضعيفاً مرتكزاً على ضلع لو انسحب قليلاً إلى الوراء؛ ليترك المربع؛ لغرض ما، تساقطت أضلاعه الثلاثة على بعضها؛ ممّا يجعل هذا المربع غير متساوي القوى كما هو في علم الرياضيات .
.
وما يخصّ زواياه؛، فكما هو معلوم تساويها في الرياضيات؛ لكنها غير متساوية في علم السياسة، فاليوم نرى إنّ الصغير يأخذ نصيباً أكبر ممّا يأخذه الكبير مع رضا الكبير بذلك؛ لأنّ قسماً من هذه الأضلاع تحاول أنْ تتقرّب من أحد أطراف الضلع المزدوج (أمريكا، وإيران)، والأخرى تريد أنْ تتقرّب من الطرف الآخر لهذا الضلع، وبين هذه الأضلاع تنافس على ذلك؛ كي تصبح أقوى .
.
المشكلة في أنّ ساحة هذا المربع ليست فارغة، بل هي مملؤة بالأعداد الكبيرة غير الصحيحة، وخلافات كبيرة حول حلّ معضلة هذه الأعداد، وتفسير ذلك سياسياً أيّ: هناك صارع سياسي غبي لا يعرف حلّ معادلة هذه الأعداد، وصراع عسكري يحاول تنظيف ساحة المربع من هذه الأعداد، وتخليص المربع منها بطريقة لا تخلو من التنافس المتصل بهذا الصراع السياسي .
.
ونتيجة ذلك لو بقي هذا الصراع، فسوف يتحول الوضع 360 درجة؛ أيّ : سوف نرجع للمربع الأول، ونكون قد قضينا 15سنة من حكمنا الجديد، ولم نحقق شيئاً، بل فاقمنا المعاناة، والألم، والحسرة أضعاف ما كانت .
أكتفي بهذه الإشارة، ويبدو لي أنّ من نافلة القول استعراض الأزمات السابقة، فهي معروفة لدى الشعب بفضل الدعايات الانتخابية التي عكست رؤية الكتل حولها، وعمق الخلاف فيها؛ لذلك ربّما لا تنجح هذه الكتل في حلّها؛ لأنّه لم يتغيّر شيء سوى الرأس، فالوجوه هي الوجوه، والعقلية هي هي، والخلافات ازدادت، وتراكمت أكثر من ذي قبل .
.
الحقيقة هي إنّنا ما زلنا داخل المربع لم نغادره من البداية البتّة، فنحن لم نتقدّم، بل بقينا فيه واقفين نتفرج على هذه الأضلاع المتناحرة في بينها، وغابت عن عقولنا الحقيقة التي من شأنها أنْ تدفعنا إلى الأمام، وهي إنّ تقويم، وتغيير هذه الأضلاع بأيدينا، وكذلك إزاحة هذه الأعداد المعتدية؛ لو أردنا مغادرة (المربع الأول) .

#مرتضى_عصام_الشريفي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل