((ويكيليكس، وحرارة الصيف القائظ (ج4) .... !!!) .

مرتضى عصام الشريفي

الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 00:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قبل مدّة من الزمن ليست بالبعيدة ألهبتْ باكستان موجة حرارة استثنائية راح ضحيّتها عدد كبير من المواطنين المساكين الذين لم يتنّعموا بما يتنعّم به المسؤولون الكبار، وقد رأى العالم هذا الحدث الرهيب الذي دفع بالشعب إلى الخروج عند منابع الأنهار، وإلى بعض الدوائر الرسميّة التّي يحرم فيها قطع الكهرباء؛ لأنّها تضمّ مجموعة من المسؤولين المعصومين !! .
.
ويبدو أنّ العراق سوف يحصل على نصيب أقل من هذه موجة الحرّ، فقد نوّه المرصد العراقي للأجواء بأنّه سيشهد موجة حرّ قد تصل الحرارة فيها إلى 50 درجة مئوية، وبالفعل جاءتنا هذه الموجة، وليتها لم تأتِ؛ لأنّها ذوّبت الحبر السحري للاتفاق النفطي بين الإقليم، والمركز، ولم تنجح بتذويب الجليد بينهما؛ لأنّ الجليد قابع في عقول الساسة الكرد، وعقولهم لا تعرف للحرّ معنى؛ لأنّها تسكن الدوائر نفسها التي يسكنها المسؤولون الباكستانيون التي يحرم فيها أيضاً قطع الكهرباء .
.
وليت الأمر وقف عند هذا الحدّ، بل ميّعت هذه الحرارة حبر وثائق ويكيليكس الذي سال في أروقة مجلس النواب بعد رفض رئيس البرلمان مناقشة ما جاء فيها من معلومات خطيرة .
.
كنت قد قلت في حديث سابق : إنّ هذه الوثائق صحيحة المصدر؛ لكن لا يعني هذا الأمر صحة المعلومات المثبتة فيها؛ لأنّ فيها مراسلات، ونقل أخبار، وأحداث قد يكون لفكر استخبارات تلك الدول أثر فيها، مع ملاحظة بعض الوثائق التي نالتها أيادي التزوير؛ لأسباب معروفة؛ لكن لا يعني هذا أنّها مزوّرة بالكامل، كما قال ذلك مقدّم البغدادية (عماد العبادي)، عندما أحرجه ضيفه القائد المسيحي في الحشد الشعبي (ريّان الكلداني) عندما سأله عن ورود اسم صاحب قناته فيها، وللأسف أجدُ بعضاً من الشعب العراقي لديه هذه القناعة التي لا تستند إلى دليل، وربّما لا يعرفون عن تاريخ هذا الموقع؛ لكنّ تولّدت هذه القناعة عندهم من بعض الوثائق المزورة التي جاء فيها ذكر لأسماء قادة شيعة، بعضها معلوم التزوير لأدنى تأمل، والآخر لا يحمل معلومات خطيرة تدين هؤلاء القادة؛ لكنّ الضجة الإعلامية المعهودة بين الخصماء أظهرتها بخلاف ذلك .
.
لا أريد إعادة الكلام في التدليل على صحة مصدر هذه الوثائق من أحبّ مراجعة ذلك، فليقرأ مقالي عنها في (ج3) .
ولنتذكر إياد علاوي عندما كذّب هذه الوثائق من على قناة دجلة، جاءه الردّ حازماً، وسريعاً من يكيليكس نفسها قائلة له : أنت كاذب . في وقتٍ السعودية نفسها المعنيّة بهذه الوثائق لم تنفِ صحتها، بل جلّ ما فعلته حذّرت من تداعياتها .
.
ما أريد قوله: إنّ تجاهل خطورة هذه الوثائق، وكأنّ شأنها شأن أقلّ حدث سياسي يمرّ على السياسيين، والشعب العراقي؛ لهو تجاهل مقصود، وتغاضي معهود، من قوانا الشيعية، ولا أستبعد دور المحاصصة، والتوافق السياسي في تجاهلها، يدعمهما الخصومات الداخلية لقوانا للأسف الشيعية .
.
ففي بداية ظهورها صرّح قسم كبير من قادتنا الشيعة !!!، بأنّ المعلومات التي ذكرتها وثائق ويكيليكس خطيرة جدّاً، وورود أسماء لسياسيين بارزين، لا يمكن السكوت عنها، ويجب محاسبتهم، ومقاضاتهم بتهم قد تصل إلى مستوى الخيانة العظمى، وأذكر منهم تحديداً وزير الخارجية (إبراهيم الجعفري)، ووزير النقل (باقر جبر الزبيدي)، وغيرهم الكثير .
.
يا ترى هل ستنجح الكتل السياسية الشيعية في مناقشة هذه الوثائق، فضلاُ عن محاسبة المتورّطين فيها ؟ .

#مرتضى_عصام_الشريفي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل