أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - نهاية وبداية مرحلة تاريخية جديدة















المزيد.....

نهاية وبداية مرحلة تاريخية جديدة


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 4864 - 2015 / 7 / 12 - 02:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم تكن فلسفة "الفوضى الخلاقة" تجاه منطقتنا العربية خصوصا، ومناطق المستعمرات القديمة عموما تعبير عن استراتيجية رعناء اعتمدها "المحافظون الجدد" لدى تسلمهم الادارة في الولايات المتحدة الأميريكية، بل اتت تعبيرا عن الاتجاه السائد في أميركا لجميع الاتجاهات السياسية والذي تكونت بداياته مع سقوط جدار برلين. وما اعتبر في حينه نهاية "الحرب الباردة" وبداية لنظام عالمي جديد، يقوم على القطب الواحد. (قيل يومها ان "الحرب الباردة انتهت بقتيل هو "المعسكر الاشتراكي" وجريح هو المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة). لقد قالها صمومئيل برغر قبل "المحافظون الجدد" في محاضرة له تحت عنوان :"الشرق الاوسط ، المنطقة الأخطر في العالم، وهي تعني رفاهنا الاجتماعي وقيمنا وفي قلبه إسرائيل التي تجسد هذه القيم". وبقاء الولايات المتحدة وإسرائيل رهن سيطرتنا على هذه المنطقة، ليس في موقعنا الحالي كزعماء لهذا العالم والأقل تأثرا بالأزمات التي تعصف به. انما تعني ايضا ركيزة لوجودنا ودورنا المستقبلي.
من هنا لم يمدد الأخطبوط الأميركي اطرافه في طول المعمورة وعرضها. الا في محاولة بائسة منه لوقف حركة التاريخ. والحروب التي اشعلتها في العالم وتلك التي خاضتها بقواها وحلفائها. بدءا من الصومال مرورا في افغانستان والعراق. استنفذت فيها وغيرها من الحروب قوى كثيرة وذات وزن عالمي من الاتحاد الأوروبي الى موروثات القوى الاستعمارية. الى أن اصبحت الولايات المتحدة عاجزة عن خوض أي حرب حقيقية مباشرة ، وهذا ما افقدها الكثير من هيبتها ونفوذها العالمي.
في الوقت الذي تتعاظم فيه قوة الدول المناوئة لها تاريخيا. من روسيا والصين الى العديد من الدول الأوروبية وصولا الى ايران في منطقتنا. جاءت الولايات المتحدة وفي عز سطوتها الكونية الى منطقتنا لوضع "خارطة طريق" تحدد من خلالها خطوط سير المنطقة بما يتوائم مع احكام سيطرتها وتمحورت حول "عملية التسوية" للصراع العربي الصهيوني. وأمنت لذلك مظلة دولية شاركت فيه كل الدول بما فيها روسيا والصين. ورسمت وحدها آليات تحقيق هذه التسوية لكنها اصطدمت بعقبة صلبة تمثلت في موقف سوريا. ورغم نجاحها في جر العرب منفردين الى انتاج اتفاقات مع الكيان الصهيوني كانت اليد العليا فيها لهذا الكيان من تكريس كامب ديفيد مع مصر الى وادي عربة مع الاردن وأوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية. الا أن صمود سوريا وعدم استجابتها للإملاءات الأميركية والدولية والعربية عطل مفاعيل تلك الاتفاقات، وكان اهمها منح الكيان الصهيوني الأمان فضلا عن التطلع بان يلعب هذا الكيان الدور الرئيسي في تحديد مسار تطور المنطقة في كل الميادين ، ويشكل هو محورها ومركزها التجاري والاقتصادي. ولهذه الغاية جرى تكوين شريحة سياسية ما فوق الكيانات في كل الدول العربية ترتبط بمصالحها ومشاريعها مع الكيان الصهيوني وكان نموذجها الحريرية في لبنان ،وجماعات التطبيع في كل الأقطار العربية بما فيهم رموز فلسطينية. في وقت لم تكن فيه الممانعة السورية تقف عند حد الرفض للخضوع بل كانت تعمل بجهد على تدعيم قوى المقاومة وتشكيل ملاذا لها على أرضها . فكانت هي السند والعمق للمقاومة في لبنان ، التي بدورها تميزت ونجحت في كسر الهيبة الصهيونية مما انعكس فضيحة للدول العربية التي قامت بتعبئتها لتبرير خيار التسوية على اساس انه لا يمكن هزيمة الكيان الصهيوني وبالتالي تكون الاستجابة لمقتضيات التسوية معه اقل كلفة من استمرار حالة الحرب.
وكان انتصار المقاومة في العام الفين والانسحاب الذليل للكيان الصهيوني من جنوب لبنان تحت ضربات المقاومة. قد عطل الدور المناط بهذا الكيان. والذي هو حماية المصالح الاستعمارية ومنع اي كيان عربي من الاستقلات والتفلت من الهيمنة. وتحول الى كيان يحتاج الى الحماية .
وجاء الحشد الدولي لإستعادة الهيبة الصهيونية وما يسمى "قوة الردع" ليدفع بالكيان الصهيوني الى خوض حرب العام 2006 رغم ما كان يحظى به من غطاء دولي وعربي وحتى لبناني التي باءت جميعها بالفشل وأودعت بنتائجها هذا الكيان في "مأزق وجودي" . حتى محاولته عام 2008 في غزة أدت الى نفس النتيجة. فاذا كانت الولايات المتحدة اصبحت عاجزة عن خوض حروب مباشرة بعد غزو العراق عام 2003 . ولا هي قادرة على تأمين اي تحالف مقاتل حقيقي للسيطرة على منطقتنا. وكذلك الكيان الصهيوني بعد عام 2006 . فما كان بيدها الا ان تندفع بالمغامرة في استخدام أخر أدواتها وهي دفع المنطقة نحو الفوضى المدمرة بالاعتماد على ادواتها في النسيج الاجتماعي من بقايا الارث الاستعماري والكثير من البروباغندا الاعلامية . ان قراءة الخط البياني لحجم القوى التي كانت بيد الولايات المتحدة ومدى استجابتها للسياسات التي ترسمها تكشف كم خسرت من فعاليات هذه القوى وانحسار دول كبرى في المنطقة في حدود الحيز المباشر لها ، في حين ان القوى المناوءة لها تتعاظم اقليميا ودوليا.
إن اي مراقب موضوعي يتابع الأحداث الجارية بواقعية وليس من خلال الدعاية الاعلامية لا يمكنه ان يغفل حقائق بدأت تشكل ارهاصات لتحول تاريخي في منطقتنا تبشر بعصر جديد يتجاوز الحدود التي رسمها الاستعمار والسقوف التي خضعت لها الحركة السياسية العربية منذ وفاة الزعيم العربي جمال عبد الناصر وما تلاه من تحول في موقع ودور مصر. كلها امور دفعت الى ضرورة قيام حركة سياسية جديدة متفلته من كل القيود الاستعمارية السابقة وتتسم بالعقلانية والواقعية العلمية في ادارتها للصراع. وتملك استراتيجية تحررية تظهر معالمها في اكثر من بلد عربي وخصوصا البلدان التي تواجه توترات وعدوان مباشر او غير مباشر يستهدف أمنها واستقرارها.
اذا كانت سوريا قبل اندلاع الصراع الداخلي والهجمة التآمرية التي استظلت فيه من كل قوى الاستعمار وأدواتها المحلية والاقليمية. تحفظ الى حد كبير العلاقات الودية العربية حتى مع الأنظمة الرجعية حفاظا على أمنها واستقرارها، فبعد انكشاف الأدوار التآمرية من هذه الانظمة اصبحت سوريا اليوم وبعد كل ما لحق بها من دمار تميل اكثر للانتقال من موقع الممانعة الى موقع المقاومة و اكثر صلابة في ظل قيادة الرئيس بشار الأسد واتساع القاعدة الشعبية التي يمثلها ويعبر عن تطلعاتها.
كذلك الامر في العراق اذا كان (قبل داعش) يضع في اعتباره مواقف القوى الدولية والاقليمية في سبيل اعادة بناء الدولة فبعد "داعش" وتبيان من هي المقاومة الحقيقية في وجهها ومن هي الدول الداعمة لداعش وسهلت لها سيطرتها على أوسع المناطق في سوريا والعراق. اصبح ايضا اكثر جذرية في مواجهة قوى الاستعمار وأدواته ورغم حجم النفوذ الأميركي والرجعي العربي الذي ما زال فيه من خلال قوى سياسية في نسيجه الاجتماعي. اكثر تحررا ويعمل على فرض شروطه في أي صيغة مستقبليه.
وفي اليمن رغم شرسة العدوان الرجعي السعودي حددت قواه الوطنية استراتيجيتها بشكل لا لبس فيه. واصبح الفرز والحدود واضحا بين القوى الوطنية التحررية والقوى التابعة والملحقة بالأدوات الاستعمارية.
هذا في المشرق العربي. أما مغربه وفي الجزء الأفريقي اللذان يحسبان في صف أصدقاء الولايات المتحدة تراهم فقدوا القدرة على لعب اي دور يتماهى من المتطلبات الأمريكية على مستوى المنطقة بجانب انتقال التوترات السياسية والاجتماعية الى داخلهما وتتبلور فيهما قوى سياسية من خارج البنية التي خضعت تاريخيا للحدود الاستعمارية في برامجها وتطلعاتها
اليوم نحن نشهد معالم تحلل وتفكك مرحلة تاريخية ارتسمت بعد الحرب العالمية الثانية وتكونت على اساس معاهدت "سايكس بيكو". وولادة مرحلة تاريخية جديدة تتبين معالمها من خلال طرح القوى المقاومة للعدوان و الرافضة للسيطرة الأمريكية والصهيونية والرجعية العربية. وابلع من يعبر عن هذا المسار التحرري الوطني – القومي هو حزب الله وسوف تكتمل اللوحة للمسار الجديد مع القوى المتماهية في المقاومة وتتبلور الحاجة الى بناء الدولة – الأمة . وتتم بضوء ما تقدم مقومات الجبهة الوطنية الوحدوية التي سيقوم على عاتقها بناء الدولة الحديثة. وتقضي الى الأبد على آثار السيطرة الاستعمارية.



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى 13 نيسان
- غزة بعد العدوان (المشهد السياسي يتكرر في كل كيان)
- عودة سعد الحريري ليست بشارة تسوية هو بيدق هامشي في استراحة ا ...
- نحو مقاربة متحررة من المفاهيم الموروثة للأحداث في منطقتنا ال ...
- تأملات في معضلة الحركة السياسية العربية (2)
- تأملات في معضلة الحركة السياسية العربية
- الفرصة التاريخية لصدقية الانتماء الوطني - القومي
- الى جينف 2 مع الحكم والنفاذ
- الى متى نستمر بالخضوع للابتزاز؟
- بمناسبة الأول من آب عيد الجيشين اللبناني والعربي السوري. تحي ...
- لمحة على المشهد اللبناني: نبيه بري ووليد جنبلاط حركة في فراغ ...
- دولة عربية واحدة في الأفق
- أبرز المعضلات في مواجهة الحراك الشبابي اليساري التقدمي تجاه ...
- لبنان تحت غصن ورقة التوت
- هل تندفع المنطقة العربية- الاسلامية الى حرب كبرى؟! أم أن هذه ...
- لبنان من دوامة المتلقي إلى مشروع بناء الدولة
- -هيئة التنسيق النقابية- والسقوط المبكر في ملعب نادي النظام ا ...
- هل يخرج مدعي العلمنة والحرص على السلم الأهلي من مستنقع العجز ...
- هل نرتقي الي التفكير المؤسساتي لمواجهة التحديات الملموسة في ...
- حزب الله ليس القاعدة وطالبان وشيطنته لا تغير بالميزان


المزيد.....




- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق
- -حاقد ومعاد للسامية-.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يهاجم الرئيس ...
- بالفيديو.. رصد وتدمير منظومتين من صواريخ -هيمارس- الأمريكية ...
- مسيرة حاشدة بلندن في يوم العمال
- محكمة العدل الدولية ترد دعوى نيكاراغوا
- خردة الناتو تعرض في حديقة النصر بموسكو
- رحيل الناشر والمترجم السعودي يوسف الصمعان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - نهاية وبداية مرحلة تاريخية جديدة