أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - أبرز المعضلات في مواجهة الحراك الشبابي اليساري التقدمي تجاه التحديات الوطنية القومية















المزيد.....

أبرز المعضلات في مواجهة الحراك الشبابي اليساري التقدمي تجاه التحديات الوطنية القومية


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 4123 - 2013 / 6 / 14 - 00:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خضم الصراع المتفجر والمركب، الذي يتداخل فيه الوطني – القومي مع الاقتصادي، السياسي والاجتماعي. تتشكل جملة من المعضلات كان من الصعب على المخضرمين ممن كانوا يمثلون رموزا وفعاليات ثقافية ملهمة لعبت دورا هاما في تاريخها وكانت لها بصمات مشهودة في تكوين الرافعة لحالة النهوض الجماهيري إثر سلسلة من الهزائم التي منية بها ما بين الخمسينات والستينات في القرن الماضي. فسقطوا تحت تأثير وجبروت الدعاية الامبريالية نتيجة التقاعص في مواجهة إشكاليات طرحتها مرحلة سقوط جدار برلين وما بعدها على المستويات الفكرية والسياسية.
وهنا اخليت الساحة تماما في ميدان الفكر لتملأها ثقافة الكفر بالموروث الفكري وتسللت المصطلحات المضلله لتحل مكان المصطلحات الواضحة في دلالاتها. مثل : حلول مصطلح "الناشط" محل مصطلح "المناضل" والآخر "المختلف" محل التمييز بين الوطني والعميل، والشعب محل الجماهير. والمجتمع الدولي محل الهيمنة الامبريالية إلى أخر المنظومة.
من هنا كان من الطبيعي ان تعيش شريحة من الشباب في حالة من التخبط والتيه بين الانصياع للموقف الوجداني في مواجهة العدو والخضوع لمنظومة المفاهيم المضلله في ظل الضخ اليومي المدفوع الأجر من قبل الكتبة الانتهازيين والمحسوبين على التيار اليساري والديمقراطي.
لا يمكن ان تختزل المعضلات التي تسببت في هذا التيه، بمقالة لكننا نحاول مقاربة احدى أبرز هذه المعضلات والمطروحة بإلحاح في هذه المرحلة والتي يمكن صياغتها على النحو التالي:
كيف يمكن للشباب اليساري التقدمي أن ينخرط في الأحداث الجارية دون ان يكون ملتحقا بقوى يعتبرها رجعية طائفية من جهة والوقوف بوجه قوى تشكل اداة للإمبريالية والتصدي لمشاريعها. ولا يكون خادما لها بأشكال مموهة تحت شعارات وعناويين تبدو براقة مثل: الحريات الفردية وقضايا المرأة وحقوق المثليين وحرية الفنون الخ.. وكي لا يكون منعزلا عن حركة التاريخ.
ففي ظل غياب الاطار السياسي التنظيمي والذي بحد ذاته يشكل إشكالية لا بد من ترسيخ بعض القيم التي تشكل الأساس البيئي ليبقى الاتجاه الرئيسي للشباب اليساري التقدمي في سياق منسجم مع منظومة القيم التاريخية والوطنية – القومية على ضوء التحديات الملموسة التي تعيق التقدم والارتقاء في مجتمعاتنا.
ان أي متابع حر ومستقل في وعييه لا بد ان يقر بحقيقة ساطعة وهي ان كل الأحداث الجارية في منطقتنا العربية تندرج في اطار الصراع الوطني التحرري بين قوى الهيمنة والاستئثار الإمبريالي وهذا لا يحتاج الى كثير في الاستدلال ويقر به حتى الكتبة الانتهازييين. الذين ينحرفون به لإفتعال قضايا اخرى واهية تنتهي في الوصول الى تجاهل هذا الخطر بل الى التماهي مع متطلباته.
ان قوى الامبريالية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية لا تعتمد في كل الأماكن على قواها الخاصة فلديها مروحة متعددة الشفرات تستخدمها في تحقيق مشاريعها ومخططاتها وتستند الى قوى محلية ومن نسيجنا الاجتماعي في في تأمين سيطرتها رغم وجود نزاعات بين هذه القوى هي في اطار التنافس فيما بينها للعب دور الوكيل عند الإمبريالي المهيمن. وهي جميعا ليست في حجاب أو تقيه بسياساتها بل هي مكشوفة مسبقا وتقدم اوراق اعتمادها للمهيمن من خلال ما تطرحه من سياسات وأهداف. وما تحدده من اولويات في صراعها. حتى وان كان بينها من يزعم بانه مناوئ لفظا لأمريكا وحلفائها في المنطقة والعالم.
وبالمقابل هناك قوى تتصدى لهذه الهيمنة وهي في الواقع التي تتصدر المواجهة بدء من حزب الله في لبنان وسوريا وصولا الى إيران المدعومين من دول عدة على الصعيد العالمي وابرزها روسيا والصين. وقد تتفاوت الاستراتيجيات بين قوى التصدي ما بين تحسين الشروط والتوازن في المصالح مثل العراق الى حد ما وسوريا التي تريد الحفاظ على سيادتها الوطنية وحفظ حقوق الأمة العربية. وبين إستراتيجة تثبيت الهوية القومية والعقائدية للمنطقة على قاعدة الاستقلال التام في صياغة علاقاتها الدولية وبناء قواها الخاصة الضامنة لسيادتها واستقلالها. من ضمن منظومة من المفاهيم التي تحمل الكثير من الجدل فيما هي الصيغ التي تؤمن التطور والارتقاء لمجتمعاتنا.
ان خلق التشابه بين هذه القوى المتصدية للأستعمار الجديد والقوى الخادمة له هو خلق مشبوه وبمعزل عن النوايا.
ان المعيار الذي يميز بين من هم تابعون وخدم للهيمنة الامبرالية هو في الموقف الملموس من الاستعمار الاستيطاني الصهيوني في فلسطين أولا. ثم الموقف من الشركات الأمريكية الغربية وطبيعة العقود والاتفاقات على مختلف الصعد التي تصوغها هذه القوة او تلك سواء مع البنك الدولي او الكرتيلات الاقتصادية في الغرب الامبريالي. ومدى السعي لتأمين الاكتفاء الذاتي ودعم المنتوجات الوطنية على حساب السلع المستوردة وطبيعة البرامج الانمائية الخ..
فلا يستوي الأمر بمجرد ان يكون هذه القوة او تلك تلتحف العباءة الأيديولوجية نفسها. ان المواقف العملية في الممارسة اليومية تجاه القضايا الملموسة هو الذي يميزن بين القوى . اما حالة التداخل في بعض الأحيان والتي تؤدي الى تقاطعات وتفاهمات بين قوى تابعة بالكامل وبشكل واضح للإمبريالية واخرى مقاومة لها فهذا يأتي في سياق التكتيك قد يكون له ما يبرره في مرحلة معينة وقد لا يصح فان التوازن الدقيق بين ما هو تكتيك يهدف الى الاستفادة من تناقضات جبهة الخصم هو أمر مشروع شرط ان لا يؤدي الى تكبيل قوة المقاومة وفي هذا السياق وعلى سبيل المثال لا الحصر: اقام حزب الله تفاهمات مع تيار المستقبل لكنها لم تكن على حساب تقييد المقاومة بل كان تيار المستقبل يتبنى موقف المقاومة وان كان من جهته يعتبره أمرأ تكتيكيا أيضا وليس إيمانا منه بالمقاومة كخيار.
ان تحقيق اي قدر ووزن سياسي بحجمه وقيمته الموضوعية وحده الذي يشكل ضمانة للتأثير في مجرى الأحداث وتبعا لهذا الوزن تتحدد القدرة على صياغة الأحداث وأي تصور آخر مبني على التفاهمات او التقديرات الذاتية هو تصور واهم وغير علمي. كما انه لا يمكن بناء خيارات في رسم الأحداث بناء على اعتقاد بما يجب ان تفعله هذه القوة او تلك لأن كل قوة لها رؤاها ومفاهيمها واولوياتها وأساليبها.
كل لحظة من التاريخ هي واقع موضوعي تاريخي وحدهم من يحيطون بحركة التاريخ يستطيعون ان يجدوا لأنفسهم المساحة وحجم الدور الذي يلعبونه في صناعة التاريخ الموازي لقدرتهم في ادراة التناقضات السياسية والاجتماعية. وكل انعزل عن حركة الصراع في أي لحظة هو في جوهره تعبير عن افلاس وعجز والعذر الواهي بالتعقيدات التي تبرر التخلف عن مواجهة التحديات والقعود بانتظار متغيرات تكون اقل تعقيدا هو في حقيقته تخلف سوف يؤدي حتما الى ازدياد التعقيدات وبالتالي الابتعاد اكثر عن الفعل في التأثير بالأحداث .
من هنا حين نتصدى ولو بالكلمة الى التحديات الرئيسية نكون في أول الطريق لبناء الأثر الحقيقي في الدور المناط بكل من يعتبر نفسه مناضلا يحيا دوره في مجتمعه. وبقدر ما يتعاظم حجم التأثير والحضور يتبين صحة او عدم صحة الخيارات التي نتخذها.



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان تحت غصن ورقة التوت
- هل تندفع المنطقة العربية- الاسلامية الى حرب كبرى؟! أم أن هذه ...
- لبنان من دوامة المتلقي إلى مشروع بناء الدولة
- -هيئة التنسيق النقابية- والسقوط المبكر في ملعب نادي النظام ا ...
- هل يخرج مدعي العلمنة والحرص على السلم الأهلي من مستنقع العجز ...
- هل نرتقي الي التفكير المؤسساتي لمواجهة التحديات الملموسة في ...
- حزب الله ليس القاعدة وطالبان وشيطنته لا تغير بالميزان
- ثلاتة عوامل تجعل التسوية في سوريا مستحيلة
- تحت ظلال الانتخابات النيابية في لبنان.
- من سوريا ترتسم خارطة المنطقة
- قضية ميشال سماحة: نحو مقاربة سياسية بعيدا عن قانون الطرابيش ...
- ميشال سماحة جسر الحقيقة بين شرق المتوسط وغربه
- سوريا الى أين؟
- الجيش اللبناني أخر حصون الوحدة الوطنية
- بساط الريح وحصيرة الواقع
- لبنان في دائرة الفوضى
- هل ينجح اللبنانيون والفلسطينيون في الخروج من حلبة الموت المج ...
- المشهد اللبناني بين المراوحة وعقم البديل هل يكسر التيار الوط ...
- حزب الله لن يكون الا نفسه
- العفوية في النموذج اللبناني بين روح الرهان الانتظارية والواق ...


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - أبرز المعضلات في مواجهة الحراك الشبابي اليساري التقدمي تجاه التحديات الوطنية القومية