أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - العفوية في النموذج اللبناني بين روح الرهان الانتظارية والواقعية السياسية














المزيد.....

العفوية في النموذج اللبناني بين روح الرهان الانتظارية والواقعية السياسية


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 3709 - 2012 / 4 / 26 - 02:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسود في الأوساط الشبابية الناشطة من خارج بطانة القوى الحاكمة، العفوية السياسية. وهي منهج له تاريخه في مقاربة القضايا الضاغطة على الأوضاع اليومية والازمات المتفاقمة. ويتسم عادة باللهاث خلف الأحداث والتي بأكثريتها المطلقة تكون من فعل القوى المهيمنة نفسها وتستهدف من خلالها جذب الانتباه نحوى مسائل يومية تلهي عن البحث في جوهر الأزمات. وتشتت الجهود والطاقات التي يفترض بها ان تتوظف في خدمة مشروع تغيير حقيقي لمواجهة التحديات في الارتقاء والتقدم.
وبين العفوية وروح الرهان الانتظارية. والعمل الايجابي المبني على رؤى ومشاريع واقعية، هوة كبيرة لا يردمها الا رؤى استراتجية تحيط بالمناخ الجيوسياسي العام وترسم الخطوط العريضة لبناء مقومات البقاء والارتقاء للدولة والمجتمع.
لسنا بحاجة الى جهد كبير لإدراك التحديات الحقيقية التي تواجه مجتمعنا. وهي قضايا نواجهها كل يوم. منها ما هو وطني يتمثل بالاستهداف والتهديد الصهيوني. ومنها ما هو اقتصادي سياسي وهذا بدوره يؤسس لاستقلال حقيقي ومساحة اكبر من الحرية والنمو على مختلف الصعد.
غير ان ما نواجهه لدى الغالبية العظمى من الناشطين ومن مختلف الأعمار (ونعني هنا من هم خارج بطانة القوى المهيمنة). هو التعامل مع التحديات الأساسية بانتقائية لفظية والتهرب من موجباتها كأن يقال: اننا مع المقاومة دون القيام بأي فعل يعزز من نموها وتطورها وتحصينها. خصوصا بوجه التحريض الداخلي واستهداف سلاحها. بحجج واهية منها الخشية من التصنيف بالاصطفاف السياسي. ويتلطى خلف التأييد اللفظي منطق تشكيك يهدف الى عزل نموذج المقاومة واعتبارها العائق امام تحقيق القضايا المطلبية في حين أن المشككين لا يبذلون أية جهود في مواجهة القضايا التي يعتبرونها في الأولوية.
او مقاربة الازمات الاقتصادية – الاجتماعية بتعميم مفرط يجهل الفاعل والمستفيد المستأثر بالقيمة العظمى من الناتج القومي. بشعارات عامة مضلله لا تحمل أي تفسير. مثل: "الطبقة السياسية" و "المحاصصة الطائفية" ، الخ..
بعيدا عن مناقشة هذه الشعارات او غيرها ان استعمالها والخضوع لمنطقها ادى على الدوام الى تيئيس الجمهور المتضرر من امكانية التغيير من جهة والى توحيد االقوى الحاكمة من جهة اخرى بوجه اي حركة مطلبية. وخلقت بيئة مؤاتية لركوب موجات التحركات المطلبية من قبل شرائح القوى المهيمنة عندما تكون خارج السلطة.
فهل يعاني المشككون من ضيق الأفق وعدم ادراكهم لحقيقة التحديات ؟.
ام انهم واعون فعلا لتلك التحديات ولا يريدون ان يلتزموا موجباتها ؟.
ان تبني خيار المقاومة من اولى موجباته هو العمل الدؤوب على تعميم ثقافتها وفضح كل المشككين بجدواها او تجاهل العدوان الصهيوني. لكن التبني الحقيقي لهذا الخيار يعني اولا: على الصعيد الداخلي، مواجهة القوى التي تعمل على تعميق الشروخ بين فئات الشعب لمصالح فئوية ضيقة وارتباطات خارجية معادية للمقاومة. ثانيا: على الصعيد الخارجي، يعني تحمل تبعات تأييد المقاومة تجاه الدول التي تصنفها كحركة ارهابية وفي مقدمتها الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية فضلا عن العديد من الدول العربية.
ما يعني ايضا من جهة اخرى النظر بإيجابية للقوى والدول الداعمة لها وفي مقدمتها إيران وسوريا في المنطقة وروسيا والصين وكوبا وفنزويلا الخ .. من الدول التي تقر بمشروعيتها.
لا حياد في هذه القضية وأي تنصل من موجباتها لا يعني الا شيئا واحدا هو النفاق السياسي المكشوف ولا يمكن اعتباره وجهة نظر خاضعة للنقاش. وهو بلا افق لأنه لن يكسب من جمهور المقاومة تأييدا وإذا ما نجح لفترة بكسب بعض التعاطف سرعان ما ستكشفه الأحداث.
اما تجاه التحديات الداخلية الاقتصادية والاجتماعية، نجد هؤلاء يكثرون من الشكوى على الأوضاع الإقتصادية والاجتماعية المتفاقمة واستشراء حالة الفساد في كل جوانب الحياة لكنهم ايضا يتهربون من التحديد الواضح للجهات المسؤولة بشكل مباشر عن هذه الأوضاع فيتهمون من هم يحاولون الحد من الانزلاق نحو المزيد من الازمات (وإن كانوا قاصرون على هذا الصعيد) لخدمة القوى التي تستأثر فعلا بالحصة الأكبر من الموارد العامة والتي أرست أسس الفساد المنظم وانتجت مؤسسات رديفة للوزارات تحكمها مافيات وتتوزعها قوى النظام الرئيسية من صناديق وهيئات الخ.. وتتمركز مرجعياتها جميعها بيد رئيس الحكومة الخاضع بدوره لمجلس الطائفة التي ينتمي اليها والتي يعود لها القرار بشأن تلك الهيئات والمجالس تبعا لميزان القوى فيها.
إن المحاولات البائسة لتشكيل تيار ثالث بين 8 و14 آذار بحسب التصنيف الاعلامي (الغير علمي) للإصطفاف السياسي في لبنان. كانت بداياته تكونت في العام 1990 مع اعادة تركيب السلطة من قبل الرموز والقوى التي تم استبعادها من المشاركة لإعتبارات عدة لا مجال للخوض فيها هنا، ولأن هذه الرموز والقوى أقصى طموحها هو المشاركة في الواقع القائم كانت عاجزة عن رسم خيارات واضحة تجاه الانقسام اللبناني بين اتجاهين رئيسيين الأول مع خيار المقاومة والثاني مع خيار التسوية بأية شروط ارضاء لمرجعياته العربية والدولية. لأن الغاية الحقيقية هي المشاركة يتجنب أصحاب "الخيار الثالث" الوهمي أن يحتسبوا في اطار أحد الاصطفافين ما يبعدهم عن هدفهم بالمشاركة تجنبا للفيتو الذي قد يضعه أحد الأطراف.
ومنذ ذلك كانت تنشأء تجمعات وتضمحل دون ان تترك أثر في الحياة السياسية ولا زالت تظهر من جديد تجمعات من نفس الطبيعة دون استفادة من التجارب السابقة وتلتف حول رموز جديدة تستهلكها وتنتهي معها.



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان على فوهة بركان
- ودعت أقراني وأرتحلت في تيه حتى تكشف اوهامي
- دموع التماسيح وواقع الصراع على سوريا
- -حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع ا ...
- أيها الممزق لملم أشلائك..
- الحراك الشبابي في لبنان مقدمة للتغيير أم مراهقة سياسية
- في الثامن عشر من أيار 1987 إغتيل الشهيد مهدي
- الحراك العربي في ميزان التحديات الوطنية- القومية
- نهاية الحريرية
- تأملات في الواقع السياسي اللبناني
- أي مستقبل ينتظر -تيار المستقبل-
- أعداد المهاجرين اللبنانيين
- كان يوما آخر
- خربة سلم حين ينتصر ترابها
- لن أعتذر عن ما اختزنه
- قراءة في كتاب:
- إنطباعات
- وحيداَ ثقيل الخطى على رصيف الشاطئ
- تحية الى موقع الحوار المتمدن في عيده السابع
- قراءة في:- التوجهات العامة التي اقرتها لجان اللقاء اليساري ا ...


المزيد.....




- بعد -الكروكس- الأصفر..بروك شيلدز تطل بهذه الحقيبة على السجاد ...
- بيونسيه تشكر بول مكارتني وابنته لإلهامهما بأغنية -Blackbiird ...
- كيناز حكيم ومحمد خاشقجي يحتفلان بزفاف أسطوري في قلب إسطنبول ...
- دعوات قلب نظام إيران.. أمريكا فعلتها سابقا ولكن هذا ما حصل و ...
- مجزرة المساعدات.. مقتل عشرات الفلسطينيين أثناء انتظار الغذاء ...
- كابوس إغلاق مضيق هُرمز وما سيحصل مع احتدام صراع إيران وإسرائ ...
- إيران.. الحرس الثوري يعلق على إطلاق صواريخ -فتاح- على إسرائي ...
- تحليل.. ما أهمية -فوردو- وما مخاطر تدميرها من قبل الولايات ا ...
- القوات المسلحة الروسية تغيّر تكتيكاتها الإنسانية
- تقرير الفجوة العالمية 2025: مصر ضمن أسوأ عشر دول عالميًا في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - العفوية في النموذج اللبناني بين روح الرهان الانتظارية والواقعية السياسية