أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - الحراك العربي في ميزان التحديات الوطنية- القومية














المزيد.....

الحراك العربي في ميزان التحديات الوطنية- القومية


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 3381 - 2011 / 5 / 30 - 07:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يجمع الكتاب والمثقفون العرب على توصيف الحراك الجاري في المنطقة العربية على أنه "ثورة" بدأت شرارتها في تونس وإنتشرت عدواها لتطاول بلدان عربية عديدة.
بهذا التوصيف العام تنطلق السناريوهات، وتنعقد الآمال بتجاوز للخصائص الوطنية وطبيعة التحديات التي تواجه المجتمعات العربية وأولوياتها، كل في دائرته، لتسقط الرغبات على الوقائع. ولتجد كل الاتجاهات في هذا الحراك تأكيدا لصحة خياراتها الفكرية والسياسية. بل أكثر من ذلك يشطح البعض إلى إعتبار نفسه الملهم لهذا الحراك (قوى الرابع عشر في لبنان).
مم لا شك فيه، إن هذا الحراك العام يشكل بداية لحقبة تاريخية ومفصلية في سيرورة التطور السياسي الاجتماعي العربي – تأخر كثيرا عن الركب في مسار التحولات العالمية الذي بدء مع سقوط جدار برلين – ولا بد له أن يترك أثرا كبيرا على تطور الأحداث في المنطقة العربية- الاسلامية. غير أنه لا يجوز تحميل هذا الحراك أكثر من طبيعته التي ما زالت دون مستوى التحديات التي تواجهها بكثير. وليس في هذا، إنتقاص من قيمته.
لا يعدوا هذا الحراك أكثر من إنتفاضة على أوضاع قائمة. وإن أطاحت في بعض البلدان براس السلطة (تونس ومصر) لكنها مازالت قاصرة على إدراك طبيعة أزمتها وعاجزة عن بلورة رؤية موحدة لطبيعة التحديات. أو على الأقل تكوين المشروع البديل الذي يحظى بكتلة إجتماعية وازنة تستطيع أن تنتقل بالمجتمع من طور الأزمة إلى طور تاريخي جديد.
رغم التشابه الكبير في الأوضاع العربية. والتزامن المتوالي في الحراك من بلد إلى آخر، والشعار الذي إتخذ طابع الشعلة المتنقلة، ألا وهو:"الشعب يريد تغيير النظام". لازال هذا الحراك بعيدا عن طرح الموقف الموحد من القضية المركزية للأمة العربية، والمتمثلة في الاستعمار الاستيطاني الصهيوني في فلسطين. ولا زال الطاغي في المطالب يتمحور في حدود البلد المعني والصيغة التي تحكمه، دون النظر في الروابط بين بلد وآخر. وتبين الأحداث المتوالية حتى في البلدان التي سقطت فيها رموز كان يصعب تخيل سقوطها أن العامل الحاسم في هذا السقوط يعود إلى درجة الاهتراء والتآكل في بنية الحكم نفسها في حين أن من لا زال يتمتع ببعض القوة والقدرة على البقاء نجح حتى الأن في الإلتفاف على المطالب ومنهم لم يتوانى عن إستعمال أقصى القوة للإحتفاظ بالسلطة.
هذه هي حدود التعميم في مقاربة الأوضاع العربية، الموضوعية التي نراها والبعيدة عن الاسقاطات التي تعكس اماني ورغبات ذات اليمين وذات اليسار. إن أكثر ما يثير الاحباط في المقاربات الطاغية في مختلف المنابر وفي أوساط "المثقفين" والمراقبين؛ هو المحاولات البائسة في تصوير الحراك الجاري في المنطقة العربية – ودون إستثناء – على أنه "ثورة ديمقراطية" (...!) و"تقديس العفوية" للهروب من والواجب الأساسي في تفسير هذا الحراك بضوء الخصائص التي يعيشها كل كيان عربي وطبيعة التحديات وموقعة في حركة الصراع الكوني في المنطقة وعليها. وطرح الأسئلة الحقيقية حول مآل هذا الحراك وماهية المشتركات الموحدة في التحديات القومية العامة. فمثلا هل يشكل سقوط نظام وضع نفسة في خدمة الهيمنة الأمريكية- الصهيونية ووظف طاقات شعبه في التآمر على كل من يواجه التحدي الصهيوني من أبناء جلدته، مع نظام أقله ما زال يحفظ الحد الأدنى من التمسك بالحقوق الوطنية والقومية ؟. (نعم قد يستوي الفساد في كلا النظامين؛ لكن هل هذا يكفي للنظر في الحراك هنا وهناك نظرة مساوية؟!).
إن المفجع لدى العديد من "المثقفين"، أنهم يتعاملون مع الاعلام العربي والدولي بقداسة مفرطة. فجأة تجاهل هؤولاء، أن الطبيعة الحقيقية للإعلام هي التسويق والدعاية للوعي السائد وأنه في نهاية المطاف أداة للقوة المهيمنة مهما بلغ الهامش المتاح لهذه الوسيلة أو تلك. لن يسمح لها أن تتجاوز الحدود المرسومة. فضلا عن أهواء ومصالح القيمين عليها. وكل المصطلحات الزائفة والدعائية مثل: "الموضوعية والحياد". أو الجديد منها القائل أنه" ينحاز للشعوب" (الجزيرة) مثالاً، وإبتكاراتها الأخيرة "شهود العيان" الذين يحدثونا من لندن عن ما يجري في المدن والقرى السورية. لن تغطي هذه الخزعبلات الحقائق المادية الملموسة.
نعرف أن كثر الأن سوف يتهموننا بالعمالة والتبعية لهذا النظام أو ذاك. والحقيقة نقول أن آخر همنا هذا. لأننا ندرك حجم وطبيعة التحديات الحقيقية التي تواجه أمتنا ومنطقتنا. ولن تلهينا أو تسوقنا بعض الطفيليات العاجزة والمفلسة على مختلف الصعد الفكرية والكفاحية. فمن موقع الشعور بالإنتماء القومي والوجود على خط التماس المباشر مع الكيان الاستعماري الاستيطاني الصهيوني ننظر في أي حراك عربي بعين القياس لماهية هذا الحراك وما يضيفه لعناصر القوة أو الضعف في المواجهة مع هذا الكيان قبل أي شيء آخر. وليعذرنا الشباب العربي أي كانت إتجاهاته وأحلامه أن نرى أعظم حراك في مواجهة التحدي الحقيقي كان "يوم العودة" حيث إنطلق الشباب الفلسطيني في لبنان وسوريا وفلسطين نحو وعبروا بدمائهم إلى فلسطين وبعض ملابسهم التي تركوها على الشريط الشائك في جنوب لبنان هي أعظم راية أبلغ مقالة.
هذا هو العنوان للثورة الحقيقية.



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية الحريرية
- تأملات في الواقع السياسي اللبناني
- أي مستقبل ينتظر -تيار المستقبل-
- أعداد المهاجرين اللبنانيين
- كان يوما آخر
- خربة سلم حين ينتصر ترابها
- لن أعتذر عن ما اختزنه
- قراءة في كتاب:
- إنطباعات
- وحيداَ ثقيل الخطى على رصيف الشاطئ
- تحية الى موقع الحوار المتمدن في عيده السابع
- قراءة في:- التوجهات العامة التي اقرتها لجان اللقاء اليساري ا ...
- الوضع اللبناني: بين وهم التسوية والعجز الوطني(أولى أسباب الا ...
- المستنقع الآسن
- الكيان اللبناني : أزمة تكوين
- ما بعد 12 تموز هل يجوز استمرار خطاب ما قبله؟
- مبروك زواج الانعزالية
- حركة 14 اذار تجمع قوى الانعزال ورموز الافلاس الوطني-القومي
- -في مناسبة العيد الرابع لانطلاق موقع -الحوار المتمدن
- خلوة مع النفس


المزيد.....




- السعودية.. مدير مكتب محمد بن سلمان يثير تفاعلا بصور تخرج ابن ...
- لحظة تفاجؤ متحدثة خارجية أمريكا عند علمها من مراسلة CNN بتغي ...
- العراق.. فيديو غضب مقتدى الصدر وما فعله على منصة خلال كلمة م ...
- بولتون: الفوضى جزء من حمض ترامب النووي
- مستشار سابق لبوتين: صفقة المعادن استعباد استعماريٌّ جديد لأو ...
- ترامب يعلن -أيام النصر- للحربين العالميتين الأولى والثانية
- -نحن نغرق-.. نداء استغاثة من سفينة -أسطول الحرية- المتجهة لغ ...
- مع حلول شهر مايو.. موسكو وضواحيها تتعرض لموجة قياسية من المط ...
- -ناطقة بالروسية-.. واشنطن تعين قائمة بالأعمال لسفارتها في كي ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة ن ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - الحراك العربي في ميزان التحديات الوطنية- القومية