أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - الكيان اللبناني : أزمة تكوين














المزيد.....

الكيان اللبناني : أزمة تكوين


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 1925 - 2007 / 5 / 24 - 13:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ نشأته, كان الكيان اللبناني مولودا مأزوما وحمل في تكوينه أسباب توتراته الدائمة. حيث لم تكن ولادته نتاج الارتقاء الطبيعي لسيرورة التطور الاجتماعي التي تكونت فيها ظاهرة الدولة، كصيغة تاريخية، في سلم النمو والتوسع للعلاقات الاجتماعية.
إذا كانت الدولة – الأمة، في صيغتها "الإسلامية"، استنفدت دورها التاريخي وعجزت عن تأمين الانتقال إلى طور تاريخي جديد وخصوصا في الحقبة العثمانية وما آلت إليه من حالة تمزق وانهيار. عمل على تحديد أجزائها؛ التقاسم والتفتيت الاستعماري - الأوروبي: البريطاني – الفرنسي. بما يخدم مصالحه ويفرض مسارات تطور معاكسة لطبيعة التكوين والروابط التاريخية بين التشكيلات الاجتماعية، أو طبيعة التوزيعات الديموغرافية التي كانت قائمة. وإذا كانت الكيانات المكونة من الأجزاء الأخرى احتفظت بنسبة من الاستقرار نتيجة التفاوت الكبير بين حجم التكوين الاجتماعي السائد والمكونات الأخرى المختلفة التي قيّد لها أن تشكل مجتمع الكيان. على العكس من ذلك ضم الكيان اللبناني تشكيلات متوازنة نسبيا. وواحدة من هذه التشكيلات اعتبرت أن لبنان أنشئ من أجلها والباقي ملحقات، كونها كانت الأكثر ارتباطا بالمستعمر الغربي المغلف بالروابط الدينية. وإذا كانت بقية التشكيلات ارتضت بهذا. بحكم النخب السائدة التي اكتسبت جميعها الجنسية الفرنسية, والتي بدورها كانت تلبي تطلعاتها – كنخب – حيث كانت تتماشى مع طبيعتها القاصرة والمتخلفة والعاجزة عن لعب دور تاريخي تقتضيه ظروف التحديات التي تواجه الأمة.
غير أن ولادة الكيان الصهيوني والدور الوظيفي له في المنطقة أمن للكيانيين في لبنان والمنطقة ضامن لبقائهم وإن بشكل غير مباشر.
بمعزل عن طبيعة الحكم والخيارات التي تحكم أي من الكيانات تبقى كل معاندة للخصائص التاريخية والروابط الاجتماعية ليس داخل الحدود الكيانية وحسب، بل في التداخل بين الكيانات, أقوى من أي ظرف. لذا كان كلما جنح الكيانيون في لبنان نحو الانعزالية كانت تنفجر التناقضات ويعجز اللبنانيون عن احتوائها مهما بلغت حنكة السياسيين و قوتهم.
مع كل تجدد للحملة الاستعمارية تجاه المنطقة لإعادة تأكيد السيطرة عليها كانت تبادر المدرسة الكيانية اللبنانية إلى محاولة تثبيت الانعزالية وتفتعل قضايا لإثارة التناقض مع الروابط التاريخية واختراع القيم الموهومة لتتهم من يخالفها بالداخل بنقص الانتماء ؟. مرة يوضع المسلمين بتناقض بين لبنانيتهم وإسلامهم. والعروبيين بين عروبتهم ولبنانيتهم. وبين اللبنانيين والفلسطينيين. واليوم بين اللبنانيين والسوريين.
غير أن اللافت في هذه المرحلة المتفجرة من الأزمة، أن جهابذة الأيديولوجيا "اللبنانية". وأركانها من السياسيين، تخلوا عن مفهوم شكّل بتاريخهم حجر الزاوية للبنيان الفكري – السياسي. ألا وهو "الديمقراطية التوافقية". وباتوا يتحدثون عن أكثرية وأقلية!!. ما يدفع للظن بأن تغييرا جذريا قد طرأ على المنظومة الفكرية للكيانيين؟
لقد بدأت الانعزالية اللبنانية، بأوضح تجلياتها تستشعر بإضمحلالها. رغم التبني الظرفي لبعض القوى السياسية الاجتماعية لعدد من شعارات الانعزالية. كون هذه الأخيرة تنساق خلف أوهام مصالح تتناقض موضوعيا وتاريخيا مع قيم ومصالح الشرائح التي تنطق باسمها, عنيت بها "تيار المستقبل" والزعيم الدرزي وليد جنبلاط. وأسقطت المدرسة الكيانية اللبنانية مقابل ذلك ركنا أساسيا من بنيانها الفكري الطائفي، كان ملجأها عند كل مأزق تمر به آلا وهو مفهوم "الديمقراطية التوافقية".
وخصوصا بعد العدوان الصهيوني الفاشل، في تموز الماضي الذي بدوره ترك انعكاسات أفقدت الكيانية سندا طالما ارتبطت به. وانكشاف المأزق التاريخي للكيان الصهيوني نفسه وثبوت عجزه في مواجهة جادة مع حفنة صغيرة قياسا مع ما تختزنه الأمة. وسقوط كل الأقنعة التي كانت تحجب المتآمرين واختبائهم خلف شعارات فارغة حول الوحدة الوطنية وعناوينها. بعد كشفها ظهر المقاومة في واحدة من أخطر المعارك. التي وظفت لها كل الإمكانات الدبلوماسية، السياسية والعسكرية ليس ما بحوزة الكيان الصهيوني وحسب بل بدءا من مجلس الأمن وانتهاء بآخر صوت في لبنان مهما تدنت قيمته؛ مرورا بدول أوروبية وعربية تحت إدارة الولايات المتحدة الأميركية. رغم كل ذلك فشل العدوان في كسر شوكة المقاومة. ولكن مع ذلك، من الوهم الاعتقاد أن الكيانية يمكن أن تسقط بالضربة القاضية. إن عناصرها المكونة ومقومات بقائها كثيرة ومعقدة رغم كونها تمثل عامل تأزم دائم. لقد اكتسبت الانعزالية اللبنانية عبر تسرب العديد من مفاهيمها إلى تشكيلات اجتماعية أخرى، قوى جديدة كانت بعيدة كل البعد عنها وتتناقض مع ثقافتها التاريخية؛ رغم التناحر السياسي معها.
حسن عماشا



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد 12 تموز هل يجوز استمرار خطاب ما قبله؟
- مبروك زواج الانعزالية
- حركة 14 اذار تجمع قوى الانعزال ورموز الافلاس الوطني-القومي
- -في مناسبة العيد الرابع لانطلاق موقع -الحوار المتمدن
- خلوة مع النفس
- مساهمة في تصور اولي
- برسم الثوريون المفترضون
- بصدد المسألة التنظيمية
- حزب ام حركة؟..اشكالية، الاطارالناظم
- نداء الى الشيوعيين اللبنانيين
- الموت في التيه...¨سقط جورج حاوي شهيدا..
- أزمة اليسار العربي: اللبناني نموذجاً وضرورة ولادة جديدة


المزيد.....




- معلومة قد تذهلك.. كيف يمكن لاستخدام الليزر أن يصبح -جريمة جن ...
- عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء و ...
- هيركي عائلتي الكبيرة
- نحو ربع مليون ضحية في 2024 .. رقم قياسي للعنف المنزلي في ألم ...
- غضب واسع بعد صفع راكب مسلم على متن طائرة هندية
- دراسة: أكثر من 10 آلاف نوع مهدد بالانقراض بشدة
- بين الصمت والتواطؤ.. الموقف التشيكي من حرب غزة يثير الجدل
- تركا ابنهما خلفهما بالمطار لأجل ألا يخسرا تذاكر السفر
- في تقرير لافت.. الاستخبارات التركية توصي ببناء ملاجئ وأنظمة ...
- لماذا أُثيرت قضية “خور عبد الله” الآن؟ ومن يقف وراءها؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - الكيان اللبناني : أزمة تكوين