أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - ما بعد 12 تموز هل يجوز استمرار خطاب ما قبله؟















المزيد.....

ما بعد 12 تموز هل يجوز استمرار خطاب ما قبله؟


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 1695 - 2006 / 10 / 6 - 10:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مم لا شك فيه: أن تداعيات الحرب التي اندلعت بين المقاومة والعدو الصهيوني، في الثاني عشر من تموز، ودامت 33 يوما؛ إثر نجاح المقاومة في قتل ثمانية وأسر اثنين من جنود العدو الصهيوني خلال عملية نوعية في الجنوب اللبناني. لازالت تتفاعل ولسوف تستمر تفاعلاتها إلى فترة غير محدودة. وستنكشف أثارها تباعا سواء على الكيان الصهيوني من جهة، أو على الأوضاع العربية عموما واللبنانية خصوصا من جهة أخرى. وهي، أي الحرب، تركت جملة من التساؤلات الاستراتيجية والتكتيكية، وعلى ضفتيها؛ ذات أبعاد مختلفة تشمل الجوانب السياسية والعسكرية، الاقتصادية والاجتماعية؛ والمفاهيم الأساسية للصراع العربي– الصهيوني. بحيث يمكننا القول وبلا تحفظ إن ما كان مقبولا قبل 12 تموز، لم يعد معقولا بعده؛ وخصوصا لجهة الأوضاع اللبنانية الداخلية.
إذا كانت قيادة العدو تنكب في هذه الأيام على مراجعة إخفاقاتها في الحرب، فهي لازالت تبذل أقصى الجهود لتحقيق الأهداف السياسية التي شنت لأجلها؛ ومن ورائها منظومات عالمية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، بدء من "مجلس الأمن الدولي"، وانتهاء بمجموعات وأفراد من نسيجنا الاجتماعي؛ مرورا بدول وحكومات أوروبية وعربية.
أن محاولات توصيف نتائج الحرب بكونها هزيمة أو انتصار للمقاومة؛ هي محاولات عقيمة لا ترتقي إلى مستوى المسؤولية الوطنية والقومية في هذه المرحلة. أولا: لأن هذه الحرب ما هي إلا محطة في الصراع التاريخي مع العدو الصهيوني؛ وان شكلت مفصلا تاريخيا في مآل هذا الصراع. وقبل كل شيء كشفت عن إمكانية واقعية لعدم الخضوع لغطرسة العدو الصهيوني والإملاءات الأمريكية.
ثانيا: لقد كشفت هذه الحرب عقم الرهان على الوحدة الوطنية، مع قوى ترتبط بخياراته ومصالحها بشكل سافر ومستتر مع العدو الصهيوني – الأميركي.
لقد خاض "حزب الله" وحده هذه الحرب، وانتظر جميع اللبنانيين والعرب نتائجها، كمتفرجين. أما فريق "الأكثرية النيابية" وحكومته سارعت منذ بدء الحرب إلى التنصل من المسؤولية ومن ثم المسارعة إلى تحقيق المكاسب كل بحسب موقعه ودوره؛ من لبننة المطالب السياسية الأمريكية – الصهيونية – الغربية.إلى نهب المساعدات والاستئثار بتلزيمات إعادة الإعمار. وسميّ كل ذلك نشاط دبلوماسي لحماية لبنان!!!، ورعاية للنازحين!!!، ومساهمة بالإعمار !!!.
أن الاستمرار في تحميل "حزب الله" مسؤولية الحرب وتبعاتها على الشعب اللبناني، في الوقت الذي كشفت فيه نوايا العدو وسعيه لها، والمواقف المعلنة للإدارة الأمريكية، طوال فترة الحرب. ما هو إلا إعلان سافر عن اصطفاف أصحاب هذا المنحى خلف قوى الحرب على لبنان والمنطقة. وبالمقابل كل محاولات مقارعة هؤلاء بالحجة و المنطق هي سذاجة سياسية واستسلام أمام حجم التحديات وما تمليها من معضلات تفرض تجاوز الأدوات المفهومية التي سادت قبل 12 تموز. والتي في جانب منها يعود عليها الجزء الأساسي من المسؤولة عن إنتاج التركيبة السياسية السائدة اليوم.
إن المستوى العسكري غير المسبوق الذي وصلت إليه هذه الحرب، وما كشفته عن نقاط ضعف
استراتيجية في الكيان الصهيوني. كشفت بالمقابل نقاط ضعف في بنياننا السياسي، على الصعيدين الرسمي والشعبي. لم تعد تلبي الشروط الأساسية لأي مواجهة مستقبلية و تهدد بطبيعتها الإنجازات التي تحققت ودفع شعبنا في سبيلها تضحيات كبيرة.
لقد كان الصمود البطولي للمقاومة في وجه الآلة العسكرية الصهيونية واستمرارها في دك عمق الكيان الصهيوني بالصواريخ بتصاعد لم يسبق له مثيل كما ونوعا حتى عشية وقف العمليات. السبب الوحيد الذي جعل العالم اجمع يقر باستحالة تحقيق أهداف العدوان عن طريق الحرب. وبدل أن نشهد بالنتائج على الصعيد الداخلي إضعافا للقوى المرتبطة بالمشروع الأمريكي – الصهيوني. شهدنا تساهل غير مبرر تجاهها وغض الطرف عن سلوكها خلال الحرب، وبعدها، وتجاوز ابسط القواعد الوطنية والتي ترسيها القوانين والتشريعات اللبنانية. بدء من الخيانة الوطنية الموصوفة والموثقة لقائد القوة الأمنية المشتركة في ثكنة مرجعيون وصولا إلى تجاوزات كل من رئيس الحكومة ووزير داخليته والتي تصب جميعها في خدمة استكمال أهداف العدوان وعلى كافة الصعد. ( حتى أن وليد جنبلاط نفسه لم يحتمل التغطية السافرة لخيانة قائد القوة المشتركة وطالب بمحاكمته – ليس ذر للرماد في العيون بل كبش فداء تفرضه نتائج الحرب لحماية المشروع الأساس).
ما أدى إلى تجرؤ جماعة 14 شباط والعودة إلى رفع الصوت كأن شيئا لم يحدث. بل اكثر من ذلك، يستثمرون نتائج الحرب لإيجاد حلول لمشكلات كانوا السبب في نشوئها سواء لجهة عودة المهجرين بفعل الحرب الأهلية، و لسد العجز في الخزينة. أو لجهة استكمال الانقلاب الذي بدؤوا به اثر اغتيال الحريري.
كانت وضعت الخطابات والمقابلات للسيد حسن نصر الله خلال الحرب جماعة 14 شباط في مأزق بفعل صمود المقاومة وانتصارها وجعل حكومتهم موضع مسائلة. بجانب العديد من رموزها التي لعبت أدوار مشبوهة واصطفافها في صف قوى العدوان. ليأتي الخطاب الأخير في "مهرجان النصر" ويمنح هؤلاء صك براءة عبر الدعوة "للتعقل وإعادة الحسابات"! على عكس ما أوحت به خطاباته ومقابلاته السابقة، لا بل حتى ما استهل به خطابه الأخير.
استهل السيد حسن نصر الله كلمة في مهرجان النصر بالقول: "إن انتصار المقاومة منع الحرب الأهلية، مشيرا إلى أن أي كلام يتحدث عن إقامة كانتونات في لبنان هو كلام إسرائيلي") ...).

كان هذا المدخل يؤشر إلى تحول نوعي تستدعيه نتائج الحرب - لم يحصل -، على صعيد مواجهة التحديات الجديدة التي أملتها، من جهة. وتأكيد الفرز في الاصطفافات السياسية الداخلية من جهة أخرى.وعدم الانجرار خلف أوهام الوحدة مع قوى قطعت نهائيا روابطها التاريخية ووضعت نفسها في خدمة المشروع الأمريكي بعد أن باعت كل شيء. (كان أكد جنبلاط بعد انعقاد "لقاء البريستول" الأول:"أن تراجعه عن خياراته السياسية الجديدة يعني انتحاره سياسيا"). وبعد أن قامت الحكومة اللبنانية في كشف ظهر المقاومة وتراصف العديد من أركانها خلف العدوان وسعيهم لتحقيق أهدافه، عبر لبننة المطالب الأمريكية – الصهيونية.- لقاء السفارة الأمريكية بين رايس وأركان 14 شباط إبان العدوان- ولا شك أن حزب الله يملك معطيات في هذا الصدد اكثر بكثير مما هو مكشوف ومعلن والتي تؤكد جميعها إن هؤلاء قطعوا كل خطوط العودة. إلا أن المستغرب كان، أن يتم تجاوز كل هذا ،! والعودة إلى المنحى الذي كان قائما قبل 12 تموز حيث أنهى السيد كلمته بتأكيد الدعوة إلى حكومة اتحاد وطني "لا تستبعد أحدا".؟!
من الطبيعي أن تكون مقاربة الموضوع الحكومي من زاوية توسيع القاعدة التمثيلية لها في ظل موازين القوى البرلمانية القائمة. أن تقتصر على هذا المطلب. ولو تحقق ذلك لن يكون إنجازا وطنيا يتلاءم مع طبيعة التحديات ولا يوفر الأرضية الصلبة في مواجهتها، كون الحديث هنا هو عن انضمام تيار العماد عون إلى الحكومة وهذا لا يشكل تغييرا نوعيا. حيث أن العماد عون لا يختلف في نظرته للصراع العربي – الصهيوني وموقع لبنان فيه عن نظرة القوى السائدة التي تستأثر بالقرار الحكومي اليوم. في ظل ما يحاك للبنان من قبل الإدارة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين في مقدمتهم فرنسا وألمانيا. وحيث بات لهم على ارض الجنوب جنودا بتغطية القرار 1701 الفضفاض وحمال الأوجه. ولا نجد عند العماد عون أي مؤشر يدل على موقفه من المشروع الأمريكي تجاه المنطقة.
نعم "إن انتصار المقاومة منع الحرب الأهلية"، كونها كشفت عن قوة حزب الله التي تفرض على أي مغامر عدم التجرؤ على مواجهتها، لكن هذا ليس بالضرورة يمنع التقسيم الذي له في لبنان عدة أسماء حركية منها: " الفدرالية "و" اللامركزية ". إن كانت قوة حزب الله في مواجهة العدو الصهيوني مثار جدل ونقاش وسجال حول مشروعيتها. فهل هذه القوة مخولة – أو ترغب – في منع التقسيم ؟ و لو شاءت ذلك هل هي قادرة ؟!.
وكيف يتفق القول بأن:" أي كلام عن إقامة كانتونات هو كلام إسرائيلي" مع الدعوة إلى الحوار مع أصحابه والساعين إليه في الممارسة ويعملون كل يوم على تثبيت مقوماته المادية – الاجتماعية.؟!
بين الحرب على هؤلاء وانتظار تكرمهم بالتنازل عن جزء من السلطة التي يستأثرون بها "بالحجة و المنطق والإقناع"، مساحة إن لم تملأ بعمل سياسي يشمل كافة القوى المتضررة من هذا الاستئثار وبأرقى ما يمكن التوصل إليه من مستويات التنسيق والتنظيم يقف بالمرصاد لمواجهة كل ما تمارسه السلطة على كافة الصعد: الوطنية، السياسية، الاقتصادية – الاجتماعية، والإدارية. وعدم الخضوع لابتزاز الخشية من فتنة طائفية أو مذهبية ، وعدم المبالغة في الخشية من تهمة التآمر على الحريري واغتياله. فان لبنان يتجه نحو التفتيت الطائفي – المناطقي. ليس بسبب ما يهدف إليه المشروع الأمريكي – الغربي، فحسب بل بسبب ضيق الخيارات المتاحة للقوى والفعاليات المتضررة في المناطق والطوائف التي تستأثر في تمثيلها قوى السلطة.
إن استمرار السلطة القائمة في هذه الظروف التي يواجه فيها لبنان والمنطقة اخطر التحديات المتمثلة بالغزو الأمريكي – الغربي، هو اخطر من أي فراغ على المستوى الحكومي بسبب ما توفره هذه الحكومة من غطاء "شرعي" للوجود الغربي في المياه والأرض اللبنانية والهدف المعلن حصار المقاومة وحماية أمن الكيان الصهيوني.
إن التسليم بمقولات الأيديولوجيا اللبنانية كأنها حقائق علمية اجتماعية. مثل مقولة "التوافق"، " الفرادة اللبنانية"، "وطن الأقليات"، "وطن الرسالة"، الخ.. . هو مكمن الخلل والعجز في إدراك ماهية الحركة السياسية اللبنانية. والتعامل مع ظواهرها كما تقدم نفسها وليس كما هي في واقعها وحقيقتها التي لا تخرخ عن قوانين علم السياسة والاجتماع.
تبقى المسؤولية الرئيسية في المبادرة إلى كسر هذه الحلقة المفرغة على عاتق حزب الله قبل سواه ليس بكونه القوة الأكبر والأكثر تضررا من هذا الوضع ويشكل عملها عنصرا حاسما في مواجهته، بل بكونه مسؤولا إلى حد ما عن تكون هذه السلطة.
على الرغم مما تطرحه هذه القراءة من صورة مظلمة فأننا مقتنعون بان المستقبل هو لخيار المقاومة غير إننا ما نخشاه هو الثمن الذي علينا أن ندفعه، من دمنا ومعاناتنا وطاقاتنا وأجيالنا. واضاعته في حوار عقيم.



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبروك زواج الانعزالية
- حركة 14 اذار تجمع قوى الانعزال ورموز الافلاس الوطني-القومي
- -في مناسبة العيد الرابع لانطلاق موقع -الحوار المتمدن
- خلوة مع النفس
- مساهمة في تصور اولي
- برسم الثوريون المفترضون
- بصدد المسألة التنظيمية
- حزب ام حركة؟..اشكالية، الاطارالناظم
- نداء الى الشيوعيين اللبنانيين
- الموت في التيه...¨سقط جورج حاوي شهيدا..
- أزمة اليسار العربي: اللبناني نموذجاً وضرورة ولادة جديدة


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - ما بعد 12 تموز هل يجوز استمرار خطاب ما قبله؟