أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - نهاية الحريرية














المزيد.....

نهاية الحريرية


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 00:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهاية "الحريرية"
لم تكن ظاهرة "الحريرية" السياسية في لبنان، وليدة إرادة ذاتية للسيد رفيق الحريري. ولم تنتهي بإغتياله في الرابع عشر من شباط من العام 2005.
بداية: تكونت هذه الظاهرة في مطلع العام 1989. في وقت تشكلت فيه ظواهر مشابهة في العديد من البلدان العربية أبرزها: في مصر، الإردن والعراق وفلسطين المحتلة. أما في سوريا رغم وجود شخصيات عدة تتماهى مع هذه الظواهر، إلا أنها لم تتوفر لها الرافعة الشعبية ولا الحضانة السياسية، فضلا عن الظروف والخصائص التي تميز النظام السياسي – الاجتماعي في سوريا.
مع سقوط جدار برلين وإطلاق "عملية التسوية" للصراع العربي- "الاسرائيلي". وإنهيار المنظومات السياسية التي كانت تشكل الإطار العام لإنتظام للحركة الثقافية والسياسية العربية ذات التوجهات القومية واليسارية، التحررية والتقدمية. كان لا بد من سد الفراغ في هذا المضمار وأن يتجلى في تيار فكري- سياسي، يلاقي التحولات الجارية على الصعيد العالمي وتبني المقولات والتنظيرات المتماشية مع "النظام العالمي الجديد".
مم لا شك فيه أن "الحريرية" تميزت عن أقرانها في المنطقة العربية، بأنها كونت لنفسها منظومة متكاملة لتكوين حركة سياسية نجحت في إستقطاب شرائح إجتماعية مختلفة ساعدها في ذلك وجود إرث من كوادر وعناصر سياسية وإعلامية هم أيتام الحركة القومية واليسارية السابقة؛ إضافة إلى "رجال دين" من الطوائف والمذاهب المختلفة. والذين بدورهم وجدوا في الحريري، مظلة يستظلون بها ويحققون من خلالها مكاسب توفر لهم نمط من الحياة الرغيدة ويضعون خبراتهم في خدمته.
كانت الرعاية السورية للحريرية، تشكل حاضنة قوية أتاحت لهذه الظاهرة الظروف النموذجية لتنموا وتتبلور كتيار سياسي جارف إجتاح كل مواقع التقليد السياسي اللبناني على العموم وفي الطائفة السنية على وجه الخصوص. وقطعت الطريق على إمكانية تجديد البنى السياسية في البيئة السنية. في حين أن هذه البنى كانت تتغير في الطوائف الاخرى. (الشيعية بشكل بارز والمسيحية بشكل كبير).
في المقابل وجدت سوريا في الحريري رمزا تتقاطع فيه جملة من المصالح السعودية والغربية (الفرنسية خصوصا). لجهة إستمرار الدعم السعودي- الغربي، لرعاية سوريا "إتفاق الطائف" وإمساك الوضع اللبناني. وكان الحريري واحدا من أبرز الرموز السياسية النموذجية التي كان مقدرا لها أن تكون المثال للزعماء السياسيين الذين يتربعون على مقاعد السلطة في النظام الآقليمي الجديد. والـمسمى "الشرق الأوسط الجديد". بعد أن تكون "التسوية" للصراع العربي – "الاسرائيلي"، قد تمت.
كانت سوريا في حاجة ماسة إلى هكذا ظاهرة. توفر لها التغطية لتحقيق إستراتيجيتها في تجاوز المرحلة التي ساد فيها إتجاه تحقيق "التسوية" عربيا ودولية كيفما إتفق. بإنتظار أن تتبلور ويتصلب عود قوى المقاومة والممانعة. واستفادة إلى أقصى مدى من الهوامش التي أتاحتها "عملية التسوية". ومنحت في ظلها الحريري حصانة سياسية وقدمته في محطات كثير على أقرب حلفائها في لبنان إلى أن أخذت الهوامش تضيق مع سيطرة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة وإطلاق الاستراتيجية الأميركية الجديدة تحت شعار بوش الشهير "من ليس معنا فهو ضدنا". وكان أبرز عنوان للمواجهة هو رفض سوريا للتوصيف الأمريكي للإرهاب وسعيها للتمييز بين المقاومة والارهاب. ففي حين كانت سوريا تقدم أعلى درجات التعاون مع الأمريكيين في حربهم على "الارهاب". كانت أيضا تصر على دعم المقاومة المشروعة في مواجهة الاحتلال وخصوصا في لبنان وفلسطين.
وعلى خط آخر كانت المقاومة تحقق إنتصارات متتالية في لبنان وتتبلور أكثر المقاومة في فلسطين ما أدى إلى توسع دائرة التأثير للخيار المقاوم وصولا إلى تبني المقاومة في العراق وتأييدها.
ومع إنسداد أفق "عملية التسوية" كانت تتداعى وتضعف القوى التي ربطت مصيرها في تلك العملية من دول وقوى. ومن بين هذه القوى كانت الحريرية التي فقدت مبرر وجودها ليس بالنسبة لسوريا أو قوى المقاومة والممانعة بل على العكس كانت لا تزال مفيدة جدا لهذه القوى أقله على الصعيد الدبلوماسي. أما بالنسبة للأمريكا وحلفائها؛ خصوصا بعد الوهن الذي أصاب الكتل والشرائح الاجتماعية المتماهية في مصالحها معها. نتيجة الاخفاقات التي منيت بها وحالة الاستنزاف التي تواجهها، في كل المناطق التي غزتها بالعالم وحاجتها الماسة إلى قوى تجاهر بعلاقاتها معها وتتبنى خياراتها في مواجهة قوى المقاومة. والخضوع الكامل لما ترسمه من سياسات وبرامج.
إذا كان زمن التسوية يستدعي قوى تتماهى في فلسفتها السياسية ومصالحها الاقتصادية والمالية مع المشروع المرسوم لمستقبل المنطقة. فكان من الطبيعي أن تفقد هذه القوى مبرر وجودها مع إنسداد أفق هذا المشروع. وكلما كانت هذه القوى على قرب من خط التماس في المواجهة بين مشروع التسوية- أو بالأحرى مشروع التصفية- كان الهوامش تضيق وتحتم التحديد الدقيق للخيارات إما مع المشروع أما مع المقاومة والممانعة، والتحديد مفروض هنا من قبل الولايات المتحدة بسبب إنكشافها أمام قوى المقاومة والممانعة.
تجتاح رياح التغيير عالمنا العربي هذه الأيام وأخذت الجماهير المبادرة في كسر حاجز الخوف من بطش النظم وقهرها. وباتت الشرائح الاجتماعية اللاهثة خلف قيم الاستهلاك. وتعبيراتها الثقافية والسياسية لا تجد لها مكان بعد اليوم. والحريرية بكل تجلياتها أضحت هيكلا بلا مضمون وفقدت القدرة على الاستحواذ الذي مكنها في الظروف السابقة من توظيف طاقات وإستغلالها خصوصا بعد ثبوت عجزها عن تقديم شيئا عمليا إبان المواجهة المباشرة مع العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006 . في صورتها (السنيورية) لتتحول إلى عبئ غير ذي نفع بعد المحاولة البائسة اليوم الخامس من أيار عام 2007 لإستهداف شبكة الاتصالات للمقاومة ما إستدعي ردا حاسما في السابع منه من قبل المقاومة وحلفائها أدى إلى كنس جهود إستمرت حوالي ثلاث سنوات من قبل العديد من القوى الدولية والعربية بقيادة أمريكية خلال ساعات معدودة.



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في الواقع السياسي اللبناني
- أي مستقبل ينتظر -تيار المستقبل-
- أعداد المهاجرين اللبنانيين
- كان يوما آخر
- خربة سلم حين ينتصر ترابها
- لن أعتذر عن ما اختزنه
- قراءة في كتاب:
- إنطباعات
- وحيداَ ثقيل الخطى على رصيف الشاطئ
- تحية الى موقع الحوار المتمدن في عيده السابع
- قراءة في:- التوجهات العامة التي اقرتها لجان اللقاء اليساري ا ...
- الوضع اللبناني: بين وهم التسوية والعجز الوطني(أولى أسباب الا ...
- المستنقع الآسن
- الكيان اللبناني : أزمة تكوين
- ما بعد 12 تموز هل يجوز استمرار خطاب ما قبله؟
- مبروك زواج الانعزالية
- حركة 14 اذار تجمع قوى الانعزال ورموز الافلاس الوطني-القومي
- -في مناسبة العيد الرابع لانطلاق موقع -الحوار المتمدن
- خلوة مع النفس
- مساهمة في تصور اولي


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - نهاية الحريرية