أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسن عماشا - خربة سلم حين ينتصر ترابها














المزيد.....

خربة سلم حين ينتصر ترابها


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 2858 - 2009 / 12 / 14 - 06:08
المحور: سيرة ذاتية
    



قالوا عني غريب:ِ
وأنا أبصرت النور على "درب البير"، وأحتضنني "العرضَّان"، وحبوت إلى "الكسار" قبل أن تستقيم قامتي. حجارة "الدبشة" تعرفني، وقندول "خلة القصب" يترك توقيعه على أنحاء جسدي. أما "العريض" إذا ما تجاوزته أصبح في بيروت- هكذا كان اعتقادي حينها.
ارتويت من ماء "العين"، لكن العطش حجتي بترقب "كزدورة" الصبايا في كل عصر.
ولي مع "البير" حكايات عن إستعراض الشباب لعضلاتهم في نشل الدلو لملئ الجرار والمناشل. و "الجرانيف" ينبسط فراشاً للحاج إبراهيم سلطان، يرتاح عليه من عناء التجوال راعياً للمواشي. ومغر"العرضان" ما كان يجاريني بمعرفتها إلا المرحوم الحاج عبد الحميد الطويل. وحواري الضيعة تعرفني سطوح منازلها المتلاسقة، ذات الفتحة في أعلى جدرانها التي تمكنني من رؤية وسماع ما يدور فيها. و"الساحة" محطة انتظار الليل والتسلل إلى "جل الحيوك" و الطَب على رمانِهِ.- كم أشتهي طعم ذاك الرمان- وتنتهي السهرة عند الحاج علي فياض نتسامر بإنتظار أن يخمر العجين.
ماذا أقول عن "الساقية" و "عين الملولة" ووادي "القيسيية". الذين حدثوني عن إبتعاد أحبتهم عنهم للإقامة في "السناسل" أو "الطبالة". أشكوا لهم ويشكون لي تغير حالنا وأحوالنا.
وعشيقتي التي تفتحت عيناي عليها وكانت تمثل حدود الدنيا بالنسبة لي وآبعد ما تراه عيناي من بيتنا؛هي، شجرة الخروب الوحيدة في طرف "الشَّحِل" المنتصبة فوق "بين الدروب"، حدثتني طويلا عن حكايات البطولة التي يسطرها شبان بلدتنا بين وادي "القيسيية" و"سهلة البير". لتخفف عني ما كانت شهدته من عليائها، جمع المحرضين عليّ والقول بأني غريب (في خربة سلم عشرات الشهداء، تسعة أعشارهم قضوا غرباء، ليس من حزب أو منظمة أو تنظيم تشكل في لبنان إلا وله منها شهيد). يوم استصرختني: شجيرات الصنوبر، المزروعة حديثأ في كتف "الشحل"؛ وأمشاط الصبير، في "العريض" و"العرضان"؛ والدوالي في "الكروم"؛ وأرواح الشهداء في "المقبرة". أن أمنع العدو من الاقتراب إليها.
(لعلني تجاوزت الحدود يوم أشهرت سخطي عليهم ونعتهم بالعملاء غاضبا لتجرؤ العدو بالتسلل إلى عمق البلدة وأسر إبن بلدتنا إبراهيم الطويل).
وكان الاجتياح عام 1982. أصعب لحظات العمر لكنني لم أنهزم وسقط رهان المروجين بأننا في الحزة هاربون. وتكشفت وجوه العار.
وكنت وحيدا أشعر بحياء من صبار "درب البير" وشتلات التبغ في "الكروم". و"بيدر القش" كان أبعد ما يمكنني الوصول. وضاق علي جدران البشر، حتى نادتني "مغارة الصفراية" لتبلغني دعوات شقيقاتها في أنحاء "الضيعة" لتمنحني الدفئ والآمان. ويوم خرجت سعيا إلى أمي التي أتت تبحث عني، ووجدتني والتراب يغطي بدني وثيابي. قالت باكية "أتدفن نفسك بالتراب يا ولدي وأنت حي؟" فقلت لها هذا التراب سينتصر يا أمي وأدعي للناس أن ينير الله بصيرتهم، ولا تدعي عليهم.
وبالأمس القريب كنت بزيارتها وكانت حادثة المواجهة بين قوات الطوارئ وأهالي البلدة، ما زالت تتفاعل
قالت أمي وبفخر: "ها هم أهالي بلدتي ينتصرون للمقاومة ويحمونها" وتابعت "كم كنت محقا يا ولدي".



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن أعتذر عن ما اختزنه
- قراءة في كتاب:
- إنطباعات
- وحيداَ ثقيل الخطى على رصيف الشاطئ
- تحية الى موقع الحوار المتمدن في عيده السابع
- قراءة في:- التوجهات العامة التي اقرتها لجان اللقاء اليساري ا ...
- الوضع اللبناني: بين وهم التسوية والعجز الوطني(أولى أسباب الا ...
- المستنقع الآسن
- الكيان اللبناني : أزمة تكوين
- ما بعد 12 تموز هل يجوز استمرار خطاب ما قبله؟
- مبروك زواج الانعزالية
- حركة 14 اذار تجمع قوى الانعزال ورموز الافلاس الوطني-القومي
- -في مناسبة العيد الرابع لانطلاق موقع -الحوار المتمدن
- خلوة مع النفس
- مساهمة في تصور اولي
- برسم الثوريون المفترضون
- بصدد المسألة التنظيمية
- حزب ام حركة؟..اشكالية، الاطارالناظم
- نداء الى الشيوعيين اللبنانيين
- الموت في التيه...¨سقط جورج حاوي شهيدا..


المزيد.....




- لغز يحيّر المحققين.. رضيعة تنجو من مجزرة عائلية مروعة والقات ...
- حماس ترد على تصريح ويتكوف حول استعدادها لنزع سلاحها
- أكسيوس تجذب الجمهور بأسلوب تحريري فريد
- تقرير بريطاني: إسرائيل تفعل في غزة ما لم تفعله ألمانيا بالحر ...
- بسبب -صوت مصر-.. شيرين عبد الوهاب تلجأ إلى القضاء ردا على تص ...
- إعلام إسرائيلي: العالم يتكتل ضدنا بعد أن اتحد لدعمنا في 7 أك ...
- 4 أسئلة تشرح سبب الأزمة الحدودية بين أوغندا وجنوب السودان
- كاتب أميركي: على ترامب إدراك ألا أحد يفوز في حرب تجارية
- -أحفر قبري بيدي-.. أسير إسرائيلي بغزة يوجه رسالة لنتنياهو
- الإخفاء القسري.. الانتظار القاتل لأسر الضحايا في عدن


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسن عماشا - خربة سلم حين ينتصر ترابها