أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - لبنان تحت غصن ورقة التوت















المزيد.....

لبنان تحت غصن ورقة التوت


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 4061 - 2013 / 4 / 13 - 21:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا زلت المادة الدسمة التي تقدم على واجهة الصحف اللبنانية هي الوضع الحكومي وما يتصل بعمليه التأليف من هواجس ينسبها الكتاب الى الأطراف المعنية بدءا من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف مرورا بالكتل النيابية الرئيسية والقوى السياسية.
كم علينا ان نمحو من ذاكرتنا حتى نهضم كل هذا الحشو من السيناريوهات والتوقعات؟؟؟. بل كم علينا ان نتجاوز كل قواعد المعرفة والشروط المادية لأي فكرة أو نشاط سياسي ذو قيمة وقابلية للحياة.
كانت زيارة أوباما لفلسطين المحتلة بمثابة إشعار لبدء مرحلة جديدة بما خص أمور ومشاكل المنطقة وهذا صحيح من الناحية العامة جدا. الا انها ليست بأي حال من الأحوال تمثل شيئا منفصلا عن كل تفاعلات المنطقة وعلى كل الصعد. ونعني هنا تحديدا التفاعلات الملموسة والواقعية وليس ما يروج وبشكل طاغي من قبل الاعلام المهيمن عبر صناعات الوقائع المركبة والتي يصدقها حتى من يقوم بتركيبها من جهة. والتخلف الكبير من الاعلام المواجه له (بمعزل عن الأسباب).
فبعد اكثر من عامين على صمود سوريا بوجه هذه الهجمة والتي جمعت لها الولايات المتحدة الأمريكية كل إمكاناتها وعلاقاتها الدولية والإقليمية بما فيها حتى العصابات الصغيرة وحتى بعض الكتبة من الاتجاهات الفكرية المختلفة من أقصى التطرف الفاشي والهمجي الى أدوات "حقوق الانسان" بكامل عدتها الأنيقة.
فبعد مسرحيات الانشقاقات في الجيش العربي السوري تبين أن هذا الجيش ما زال متماسكا بكامل قواته ولم ينجح المنشقون في تشكيل أية قوة وازنة يمكن لها ان تسيطر على منطقة معينة ذات قيمة يتشكل فيها أرض "محررة" لسلطة بديلة.
وعلى خط آخر كان الجهد الجبار الذي أدى الى انشقاق رئيس الحكومة السورية السابق وبضعة سفراء والظابط في الجيش نجل العماد مصطفى طلاس لم تدم مفاعيلها الا لأيام معدودة دون ان تحدث أي مظهر من مظاهر ضعف الدولة في سوريا.
بل ان العملية الارهابية التي أستهدفت ما سمي بخلية الأزمة والتي قضى بفعلها ثلاثة من كبار القادة العسكريين والأمنيين لم تحدث أي تحول حقيقي في مجرى الأحداث.
لماذا عن سوريا ونحن بدأنا البحث في مناخات التشكيل للحكومة الجديدة في لبنان؟.
لأن سوريا كانت ولا زالت وستبقى في المدى المنظور هي قلب المنطقة. ولأن سوريا هي أخر مواقع التماس الجيوستراتيجي بين قوى الاستعمار الامبريالي وأدواتها وفي مقدمتها وطليعتها الكيان الصهيوني، من جهة وقوى التحرر الوطني- القومي من جهة أخرى. وليس بالضرورة أن يعني خط التماس هذا هو خط واضح المعالم وصافي الألوان كالأسود والأبيض. ان التداخل الذي يعكس كل تعقيدات الواقع الدولي ومنظومات العمل السياسي- الدبلوماسي ومقتضيات المصالح للدول في المنطقة والعالم. في ظل اعادة تشكيل التقاسم في المصالح والنفوذ على مستوى المنطقة والعالم. يجعل من مسار الأحداث في سوريا والتي تحوي كل هذه التعقيدات هي التي سوف ترسم الاتجاهات العامة للتطورات ليس في سوريا وحسب انما أقله في دول المنطقة.
وها نحن اليوم وبعد مرور ما يقارب الثلاثة أعوام على ما سمي "الربيع العربي" وتبين إنه اعصار فوضى ناتج أساسا عن المستوى الضحل في إدارة الحراك والخضوع الفكري والعملي من قبل الناشطون في ميادين التحركات للمفاهيم الغربية الأمريكية والتي عمل على الترويج لها وتوفير ادوات تسويقها منذ إنهيار "جدار برلين" في منطقتنا والعالم باعتبارها مفاهيم العصر.
الا أن هذا الاعصار وإن تجمعت مفاعيله في نهاية المطاف على الأرض السورية وترك خلفه ما ترك من فوضى حتى الآن هي تحت السيطرة وإن كانت تحمل أجنة إنفجارات جديدة. وعلى عكس المرتجى من مفاعيله في سوريا والتي كانت تهدف الى تحقيق نفس النتائج التي تحققت في تونس ومصر مع الميل نحو اعتماد النموذج الليبي بسبب ما تتمتع به الدولة السورية من قاعدة شعبية متماسكة وعريضة.
فكان صمود سوريا رغم تجربة كل الوسائل والأدوات وانتقالها من حالة الدفاع الى المبادرة بالهجوم على مختلف الصعد وضعت جميع الأطراف على محك ترجمة المواقف من الحالة النظرية أو الدبلوماسية السياسية الى مواقف عملية فرزت بوضوح الاصطفاف بين المعسكرين على المستوى الإقليمي والدولي وفرضت على الجميع أن يضعوا مواقفهم في ميزان الفعل الملموس. ومن الاتجاهين.
لقد وصل اللاعبون الكبار سواء على المستوى الدولي أو على المستوى الإقليمي الى قناعة باستحالة الحسم ومن قبل طرفي الصراع لهذه الحرب الى صالحه كما انه لم يعد من الممكن اعادة انتاج تسوية تعيد الاستقرار لسوريا والمنطقة دون العودة الى التسليم بالدور المركزي للدولة السورية على مستوى المنطقة والعالم من ضمن منظومة التحالفات الإقليمية والدولية.
وفي هذا السياق فقط يمكن ان تكون قراءة زيارة أوباما وممثلي إدارته الى المنطقة والتي لا تحمل اكثر من اعادة تنظيم الأوراق كمقدمة للبحث في لقاء القمة المرتقب بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن الصيغة التي سوف ترسوا عليها العلاقات الدولية في المرحلة المقبلة.
فعلى عكس ما تذهب اليه آلة الترويج التابعة والملحقة بالإستعمار الغربي- الأمريكي من أن هذه الزيارة تشكل بداية لهجمة جديدة وانجاز المشروع الأمريكي تجاه المنطقة.
وسوريا التي استعادة زمام المبادرة واندفعت في تطهير الجيوب التي احتلتها العصابات المسلحة في الوقت الذي انتقلت فيه ما يسمى قوى المعارضة من التبجح في تحقيق الانتصارات على الارض واعلان "مواعيد عن قرب سقوط النظام" الى حالة الندب على خطين:
الأول: تفككها وتشتتها.
والثاني: الاستغاثة والشكوى من التقصير والتخلي عنها من قبل الدول التي رعتها ودفعتها.
في ظل هذا المشهد البانورامي تستقيل حكومة الميقاتي نتيجة لقناعة تشكلت في الأسبوعين الأخيرين قبل الاستقالة من انه اصبح عاجزا عن تمرير وتغطية الحراك السلفي الوهابي بعد ان وصلت الى حدود خطيرة تنذر بردود لو حصلت سوف تطيح بكل الأوضاع التي يرتكز عليها المحور المعادي لسوريا.
لم تكن مصادفة ان تصمت فجأة وقبل استقالة الرئيس ميقاتي كل منابر التحريض والتحدي المذهبي. بعد ان وصلت الى ذروة التحريض وباتت في لحظة وصول الشعلة الى الصاعق ومنه الى التفجير الذي تقرأ جيدا نتائجه الولايات المتحدة وادواتها ما دفعها الى الايعاز لهم وعبر مشغليهم بضرورة التحرك السريع لسحب الفتيل.
في محاولة منها الى اعادة ترتيب أوراق السلطة بما يحفظ لأدواتها الليبراليين الدور الرئيسي على صعيد اعادة تشكيل السلطة عبر الاستحقاق الانتخابي تمهيدا للمرحلة المقبلة.
فلتبرد الرؤوس الحامية في لبنان ولتنزل قليلا تحت غيمة السيجارة لترى الأرض بوضوح.
وفي لبنان على مر تاريخة لم تكن يوما السلطة السياسية هي من ترسم المسارات للأحداث كانت فقط آداة التعبير عنها ليس الا. بغض النظر عن الأشخاص والمناصب التي يحتلونها فتبعا لميزان القوى يمكن أن نرى أكثر المعادين لسوريا يزحف على بطنه تجاه دمشق وبواسطة أخر من يرونه في لبنان له غرفة محجوزة في فندق الشيراتون.
بعض الناس يحجبها غصن ورقة التوت فتظن ان العالم قائم على اكتافها!!!!



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تندفع المنطقة العربية- الاسلامية الى حرب كبرى؟! أم أن هذه ...
- لبنان من دوامة المتلقي إلى مشروع بناء الدولة
- -هيئة التنسيق النقابية- والسقوط المبكر في ملعب نادي النظام ا ...
- هل يخرج مدعي العلمنة والحرص على السلم الأهلي من مستنقع العجز ...
- هل نرتقي الي التفكير المؤسساتي لمواجهة التحديات الملموسة في ...
- حزب الله ليس القاعدة وطالبان وشيطنته لا تغير بالميزان
- ثلاتة عوامل تجعل التسوية في سوريا مستحيلة
- تحت ظلال الانتخابات النيابية في لبنان.
- من سوريا ترتسم خارطة المنطقة
- قضية ميشال سماحة: نحو مقاربة سياسية بعيدا عن قانون الطرابيش ...
- ميشال سماحة جسر الحقيقة بين شرق المتوسط وغربه
- سوريا الى أين؟
- الجيش اللبناني أخر حصون الوحدة الوطنية
- بساط الريح وحصيرة الواقع
- لبنان في دائرة الفوضى
- هل ينجح اللبنانيون والفلسطينيون في الخروج من حلبة الموت المج ...
- المشهد اللبناني بين المراوحة وعقم البديل هل يكسر التيار الوط ...
- حزب الله لن يكون الا نفسه
- العفوية في النموذج اللبناني بين روح الرهان الانتظارية والواق ...
- لبنان على فوهة بركان


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - لبنان تحت غصن ورقة التوت