أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - لبنان من دوامة المتلقي إلى مشروع بناء الدولة














المزيد.....

لبنان من دوامة المتلقي إلى مشروع بناء الدولة


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 4036 - 2013 / 3 / 19 - 20:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المخرج من هذه الدوامة والمراوحة لا سبيل له الا عبر المبادرة في تقديم رؤية عامة مبنية على طبيعة لبنان وموقعه ودوره الذي يمكن أن يلعبه واقعيا وبعيدا عن الشعارات الطوباوية من شاكلة "لبنان الرسالة". و"التنوع والتعايش" و"الحريات" الخ..
والبحث عن دور إقتصادي حقيقي تجاه العمق العربي بعيدا عن وهم سوق سابقا بان لبنان هو المصرف والجامعة والمستشفى والخدمات السياحية، إلى ما هنالك من مبالغات وإدعاءات حيث أن أبعد الكيانات العربية عنا وأكثرها تخلفا من حيث البنى السياسية الاجتماعية أصبحت تتجاوز لبنان بأشواط كبيرة وفي مختلف المجالات.
أن دورا ما يمكن أن يلعبه لبنان تجاه المنطقة لا بد أن يرتكز على ما يمكن أن يقدمه في مجال الصناعة والزراعة شرط أن تتوفر شروطه من حيث تأمين البنية التحتية وتطوير قطاعات الخدمات والاستثمار للموراد الطبيعية بما في تلك التي ترتبط بقطاع السياحة.
وهذا الدور لا يمكن أن تقوم به بشكل مستقل رأسمالية خاصة لأن هذه بطبيعتها غير مستقلة ولا يمكن لها أن تقوم باستثمارات تتعارض مصالحها مع مراكز الرسمال العالمي أي كان انتمائها الطائفي أو إصطفافها السياسي. فهذا الدور يجب ان تقوم به الدولة حصرا وإن كان لا بد من إشراك الرأسمالية الخاصة فهذا لا يجب ان يتعدى الحدود الضيقة التي لا تتيح لها إمكانية التحكم بصيرورة عمليات الانتاج والتنمية.
في لبنان لسنا أمام تأميم القطاعات لأنها أصلا ليست مكونة بعد وما زالت الموارد الرئيسية (المهدورة والمهملة) هي ملكية عامة واذا كانت بعض المرافق جرى إحتلالها بوضع اليد عليها وبالتقاسم ما بين شرائح الطبقة الحكمة فهذه أوضاء شاذة موجودة بقوة الأمر الواقع وليس لها سند قانوني .
غير أنه وقبل الشروع في البحث بهذه الموضوعات من الناحية العملية لا بد أولا من تأمين الحماية والحصانة للحيز الجغرافي الكياني بوجه أي عدوان او إستهداف خارجي وفي واقعنا المحدد هذا الاستهداف موجود واقعيا وليس افتراضيا ممثلا بالعدو الصهيوني والقوة في مواجهته هي موجودة بالفعل انما يفترض نزع الزرائع التي يروج لها العدو وحلفائه والقوى المتماهية بمصالحها وارتباطاتها مع حلفاء العدو الصهيوني والمتبنون للأهدافه. وذلك عبر التوحد خلف المقاومة واعتبار أي صيغة تزيل الهواجس وتحفظ قوة المقاومة إلى أن يتم تكوين القوة الوطنية البديلة التي تتمكن من حماية لبنان بالاستناد الى قواه الذاتية وليس بالرهان على قانون دولي أو حلفاء دوليين وإقليميين.
بهذا المعنى فقط يمكن البحث في إستراتيجية وطنية للدفاع على أسس علمية وواقعية وليس كما هو حال ما يسمى حوار حول "الاستراتيجية الدفاعية" التي ينقسم حولها اللبنانيون بين من يريد الاحتفاظ بسلاح المقاومة مكتفيا بالصيغة القائمة واقعيا دون النظر بمقتضياتها على المستوى الوطني العام وربطها بمجمل الخيارات الاقتصادية والسياسية والحقوقية والاجتماعية. وبين من يتماهى مع متطلبات العدو الصهيوني اولا والداعمين له على الصعيد العالمي ثانيا والهادفة الى نزع هذا السلاح أو محاصرته عبر تقيده بجملة من التعقيدات التي تبطل فعاليته وقدرته على المبادرة انطلاقا من الارتباطات والمصالح التي تجمعهم مع حلفاء العدو الصهيوني بغض النظر عن الحجج التي يسوقونها لتبرير هدفهم.
وهنا بيت القصيد لا يكفي تجاهه رفع الشعارات الفارغة من أي محتوى عملي وان تكوين قوة تغيير حقيقية تتمكن من إرساء قاعدة عمل وطني خارج قواعد نادي النظام السياسي يفترض أولا أن تكون نواة هذه القوة بعيدة عن وهم التغيير من داخل بنية النظام أو عبر المشاركة فيه كواقع قائم. فلا بد ان تكون قوة التغيير العتيدة في منطلقاتها مختلفة كليا عن البنى القائمة في الواقع سواء من هي منها في نادي النظام أو على هوامشه. وان تنجز مقدما برنامجا مرحليا يتضمن خطط ومشاريع عمل تشمل المجالات كافة بدء من تأمين السيادة الوطنية للدولة وبمقوماتها. وصولا الى مشاريع تغطي المجالات كافة والتي تعني تعزيز دور الدولة في كل الميادين وعلى أساس هذا البرنامج المرحلي تقام التقاطعات والتحالفات السياسية.
وكل نشاط دون هذا المستوى يبقى قاصر عن اي تأثير حقيقي يخرج من دوامة الخضوع الفكري والسياسية للقوى السائدة. بمعزل عن النوايا أو الرغبات لا طريق للتغيير غير هذا.



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -هيئة التنسيق النقابية- والسقوط المبكر في ملعب نادي النظام ا ...
- هل يخرج مدعي العلمنة والحرص على السلم الأهلي من مستنقع العجز ...
- هل نرتقي الي التفكير المؤسساتي لمواجهة التحديات الملموسة في ...
- حزب الله ليس القاعدة وطالبان وشيطنته لا تغير بالميزان
- ثلاتة عوامل تجعل التسوية في سوريا مستحيلة
- تحت ظلال الانتخابات النيابية في لبنان.
- من سوريا ترتسم خارطة المنطقة
- قضية ميشال سماحة: نحو مقاربة سياسية بعيدا عن قانون الطرابيش ...
- ميشال سماحة جسر الحقيقة بين شرق المتوسط وغربه
- سوريا الى أين؟
- الجيش اللبناني أخر حصون الوحدة الوطنية
- بساط الريح وحصيرة الواقع
- لبنان في دائرة الفوضى
- هل ينجح اللبنانيون والفلسطينيون في الخروج من حلبة الموت المج ...
- المشهد اللبناني بين المراوحة وعقم البديل هل يكسر التيار الوط ...
- حزب الله لن يكون الا نفسه
- العفوية في النموذج اللبناني بين روح الرهان الانتظارية والواق ...
- لبنان على فوهة بركان
- ودعت أقراني وأرتحلت في تيه حتى تكشف اوهامي
- دموع التماسيح وواقع الصراع على سوريا


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - لبنان من دوامة المتلقي إلى مشروع بناء الدولة