أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - هل يخرج مدعي العلمنة والحرص على السلم الأهلي من مستنقع العجز والتضليل؟















المزيد.....

هل يخرج مدعي العلمنة والحرص على السلم الأهلي من مستنقع العجز والتضليل؟


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 4020 - 2013 / 3 / 3 - 22:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست الموضوعية في النظر إلى حالة الانشطار المذهبي في لبنان، وخصوصا بين السنة والشيعة. بتجهيل الفاعل في التعبئة والتحريض واعتبار أن الطرفين متساويان بالفعل ورد الفعل.
إن هذا الادعاء لا يمنح مدعيه موقع الرصانة والعقلانية في مقاربة هذا الموضوع بل بالعكس تماما هو يساهم في التضليل خدمة لأصحاب المصلحة في تعميق الشروخ والتشجيع على المضي قدما في مسار التعبة والتحريض المذهبي. بما يتوافق تماما مع المخططات الرجعية والأمريكية_ الصهيونية.
وقبل تلطي أصحاب هذا المقاربات خلف الشعار الزائف بأن ما نقوله هو منطق "تخوين" نقول سلفا نعم انتم خونة أولا: للحقيقة الموضوعية.
وثانيا: خونة للواجب الوطني الذي يملي على كل متدخل بالشأن العام أن يكون واضحا في موقفه تجاه التحديات الوطنية.
لم تبدأ حملة التحريض المذهبي ضد الشيعة في لبنان عبر حزب الله مع بداية "الأزمة السورية" بل سبقتها بأعوام كثيرة وان كانت المحطة الأبرز في تحويل هذا التحريض الى منهج يومي إبتداء من العام ألفين عام الانتصار وفرض الانسحاب على العدو الصهيوني من الجنوب اللبناني دون قيد او شرط بل كان هروبا ذليلا من أمام الحشود الشعبية المظللة بالمقاومين الشرفاء والتي أجتاحة الشريط المحتل.
هذا الانتصار الذي شكل المسمار الأخير في نعش التسوية الاستسلامية لخيار الغالبية الساحقة من الانظمة العربية وحتى الدول الاسلامية وكشف عن عجزها وإفلاسها بمواجهة العدو الصهيوني في حين أن حفنة صغيرة نجحت في كسر شوكة وهيبة هذا العدو. فتكشف بالتالي نفاق وتآمر الحكام العرب وتبعيتهم العمياء للمستعمر الأمريكي ضد مصالح وحقوق شعوبهم.
وأما في الداخل اللبناني كان لمفاعيل هذا الانتصار أن حطمت الوهم وأسقطت الرهان على التسوية الذي نشأة عليه "الظاهرة الحريرية". وإذا كان الحريري الأب حاول التكيف مع الظروف الجديدة وعمل على خلق أوضاع لديمومته كلاعب رئيسي في الحياة السياسية اللبنانية عبر إزاحة مناوئيه في البيئة الطائفية السنية أولا. والتلطي بالتقارب مع سوريا وحزب الله في علاقة ملتبسة تقوم على ادعاء التماهي معهما في الخطاب العلني العام، وتشجيع ودعم القوى المعادية لسوريا وحزب الله مثل "قرنة شهوان" و"لقاء البريستول" من جهة، ومشايخ في الطائفة السنية من جهة اخرى. كما شرع الى تعزيز سيطرته على مفاصل الدولة في الادارة العامة والأجهزة الأمنية والاتصالات وغيرها. وكل هذا كا يجري بدعم ورعاية رجعية عربية وأمريكية غربية.
من هنا بدأ فعل التحريض ضد المقاومة مترافقا مع محاولات بائسة لإحتوائها تحت سقف ما يسمى الاجماع العربي في خيار التسوية للصراع العربي الصهيوني. ومع تطور الأحداث في فلسطين ولبنان كما في العراق. والتي كانت تشير الى الموت المحتم لمشروع التسوية وتزايد قوة وفعالية المقاومة في كل من فلسطين ولبنان كان يقابله نمو واتساع دائرة التحريض المذهبي والتشكيك بخلفيات قوى المقاومة لناحية خيارتها الوطنية والقومية. والحديث عن "مشروع توسعي إيراني" (...) دون أي دليل يستند الى معطيات ملموسة أبعد مما تطمح الية أي دولة في المنطقة ("تركيا" على سبيل المثال) تأمينا لمجال مصالحها الحيوية والطبيعية. لجعل إيران الدولة المتحررة من الهيمنة الاستعمارية الأمريكية والغربية والداعمة للشعوب العربية والاسلامية المناضلة للتحرر من تلك الهيمنة. عدوا للعرب والمسلمين بدل العدو الحقيقي المغتصب للأرض والناهب لثرواتها.
فكانت الانطلاقة بتنظيم حملة التحريض المذهبي والطائفي على المستوى العام في المنطقة بدأت مع اعلان الملك الاردني عبد لله الثاني. في باكورة مواقفه الاقليمية بعد وراثته الحكم عن أبيه بالحديث عن "هلال شيعي" يمتد من ايران إلى سوريا ولبنان مرورا بالعراق.
لتنطلق في كل مكان عدة التحريض والتعبة ضد إيران والشيعة وبفجور قل نظره من اختراع الرويات التي لا تستند الى دليل. والمترافقة مع سلسلة من العمليات الارهابية التي تستهدف الشيعة خصوصا في العراق وباكستان وغيرها دون أن يسجل أي رد فعل من قبل الشيعة يوازي ما يستهدفهم من أعمال إجرامية. وكل ذلك براعية أمريكية – صهيونية وسعودية.
وفي لبنان بدأت تتزايد عمليات التعبئة والتحريض ضد الشيعة وحزب الله بعد إغتيال الحريري الأب وكان بداية الاتهام موجها الى سوريا ثم تحول الى حزب الله وكرت سبحة الاغتيالات لتشكل مادة تحريض ضد محور الممناعة ممثلا بمثلت إيران سوريا والمقاومة.
ومنذ تاريخ الرابع عشر من شباط من العام 2005. لم يصدر بيان عن الفريق السياسي التابع لأل الحريري بكل ألوانه. من تهمة ما توجه الى حزب الله وان لم يكن هناك حادث ما يلصق التهمة بحزب الله كان يتهم افتراضيا بأنه ينوي كذا ويخطط لكذا. ومن ناحية أخرى ما من إمام مسجد تابع لأل الحرير الى وكانت خطبته في يوم الجمعة تنطوي على تحريض مباشر مرات ضد الشيعة بعامة ومرارا وإستمرارا ضد حزب الله إما بوقائع محرفة أو بفجور مخترع.
وعلى مدى كل هذه السنوات لم تفلح كل محاولات حزب الله وممثلي الغالبية الشيعية في تقديم التنازلات لهذا الفريق بزعامة آل الحريري سواء على حساب تحالفاتهم وخصوصا في الأوساط السنية أو على حساب عموم الشعب اللبناني عبر السكوت بوجه النهب المنظم والاستئثار بموارد وبمواقع الدولة من قبل آل الحريري وموظفيهم. عن التخفيف من حدة التحريض المذهبي. بل العكس تماما كانوا في كل مرة تتزايد حدة التحريض والتلفيق والاستهداف للمقاومة وجمهورها.
ومع انفجار الازمة في سوريا اتخذ التحريض طابعا خطيرا يهدد السلم الأهلي دون رادع من عقل أو وعي لحقيقة موازين القوى ومدى هشاشة القوة التي تستمر بالاستفزاز رغم الدرس اللأليم الذي تلقته في السابع من أيار.
اذا كان التضليل والنفاق يؤدي الى أوهام لدى البعض بانهم قادرون على تغيير موازين القوى لصالح الخيارات الرجعية المتماهية مع المشاريع الأمريكية الصهيونية. إلإ ان أي فعل مادي ملموس سوف يكشف مدى هشاشة وضحالة هذه الفعاليات. التي تضخم أعمالها اعلاميا وتستمد العزم على الاستمرار بإستفزازاتها من ضعف وعجز السلطة السياسية – إن لم نقل تواطئ من بعض مفاصلها الرئيسية – فان تحفظ و حذر المقاومة وحزب الله من الرد المباشر على هذه الاستفزازات مردة إلى أن الحزب يعي تماما وجهة أهدافه ولن ينزلق الى متاهات إستهادفه الغير مباشرة وهذا من الناحية التكتيكية يمنح هذه الفعاليات هامشا للحركة تظهر معها أن تملك قوة لا يجرؤ على مواجهتها حزب الله. وهذا وهم يدرك المحركين لهذه الفعاليات أنها لن تصمد لساعات قليلة لو قرر حزب الله التصدي لها الا انها تراهن بالنتائج على انتاج معطيات جديدة ترفع من شأنها وتعيدها الى مواقع فقدتها في السلطة.
ان هذه الفعاليات الناتجة عن التحريض المذهبي والتي لم تجد من يرد عليها من قبل ما يسمى العقلاء في بيئتها الطائفية لأسباب شتى منها: الانتهازية والابتزاز ومنها الاتكالية والشعور بالعجز والافلاس. يمكن ان تضمحل لو انها لا تحظى بالتغطية الاعلامية والتبرير لوجودها من قبل بعض الكتبة المأجورين وتقاعص ما يسمى قوى ديمقراطية وعلمانية ومجتمع مدني عن مقاربتها لهذه الظواهر بتعميم مضلل للحقيقة تساوي بين فعلها وتحريضها وفجورها مع الباقي من الهيئات والقوى الطائفية الأخرى لمجرد كون هذه الأخيرة قوى ذات طابع طائفي.
ان التصدي لهذه الظواهر ومواجهتها بحقيقتها هي فعل وطني ديمقراطي ولا يمكن التنصل من هذه المسؤولية بحجة عدم التموضع مع طائفة ضد أخرى فهذا تضليل لا يستقيم مع الادعاء بالحرص على السلم الأهلي والقيم الوطنية والروح المدنية. ليكن التصدي والفضح لكل محرض طائفي ومذهبي لأي طائفة انتمى مع العلم اننا نحتاج الى مئات الصفحات لتسمية المحرضين الذين يزعمون بأنهم يعبرون عن السنة ولا نجد بالمقابل شخصا واحدا يعتمد التحريض المذهبي (وللدقة نقول) ذو شأن مؤثر ولو بحدود عائلة من الطائفة الشيعية. هنا نحن لسنا في معرض تحديد موقف من الدين أو المذاهب الطائفية سواء كنا علمانيين او متدينين انما نحن بصدد تحديد الدور المناط بكل من يزعم انه عامل بالحقل العام ويحرص على السلم الأهلي سواء كان جزءا من منظومة حزبية أو مؤسساتية في المجتمع الأهلي أو كان فردا في ميدان عمل ثقافي- اجتماعي.
الطحالب تذوب مع شروق الشمس فلا يستظلها أحد.



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نرتقي الي التفكير المؤسساتي لمواجهة التحديات الملموسة في ...
- حزب الله ليس القاعدة وطالبان وشيطنته لا تغير بالميزان
- ثلاتة عوامل تجعل التسوية في سوريا مستحيلة
- تحت ظلال الانتخابات النيابية في لبنان.
- من سوريا ترتسم خارطة المنطقة
- قضية ميشال سماحة: نحو مقاربة سياسية بعيدا عن قانون الطرابيش ...
- ميشال سماحة جسر الحقيقة بين شرق المتوسط وغربه
- سوريا الى أين؟
- الجيش اللبناني أخر حصون الوحدة الوطنية
- بساط الريح وحصيرة الواقع
- لبنان في دائرة الفوضى
- هل ينجح اللبنانيون والفلسطينيون في الخروج من حلبة الموت المج ...
- المشهد اللبناني بين المراوحة وعقم البديل هل يكسر التيار الوط ...
- حزب الله لن يكون الا نفسه
- العفوية في النموذج اللبناني بين روح الرهان الانتظارية والواق ...
- لبنان على فوهة بركان
- ودعت أقراني وأرتحلت في تيه حتى تكشف اوهامي
- دموع التماسيح وواقع الصراع على سوريا
- -حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع ا ...
- أيها الممزق لملم أشلائك..


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - هل يخرج مدعي العلمنة والحرص على السلم الأهلي من مستنقع العجز والتضليل؟