أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - هل تندفع المنطقة العربية- الاسلامية الى حرب كبرى؟! أم أن هذه الحرب قائمة فعلا وهي في آخر مراحلها ؟















المزيد.....

هل تندفع المنطقة العربية- الاسلامية الى حرب كبرى؟! أم أن هذه الحرب قائمة فعلا وهي في آخر مراحلها ؟


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 4043 - 2013 / 3 / 26 - 23:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تندفع المنطقة العربية- الاسلامية الى حرب كبرى؟!
أم أن هذه الحرب قائمة فعلا وهي في آخر مراحلها ؟

"الحرب استمرار للسياسة بوسائل أخرى"
كلاوزفيترز
تطغى على المراقبين والسياسيين الذين يتأثرون بالطغيان الاعلامي. مشاعر الخوف والقلق من أن حرب كبرى تلوح بالأفق وبعضهم من ينتظرها ويِراهن عليها!. انطلاقا من القراءة السطحية لتصريحات رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما خلال زيارته إلى "إسرائيل" ودفعه الى المصالحة التركية - "الإسرائيلية ". ومن ثم ربط سلسلة من الأحداث في المنطقة تزامنت وتلت هذه الزيارة. منها: "القمة العربية في الدوحة" وتعيين رئيس حكومة لما يسمى المعارضة السورية وحتى اعتبار إستقالة حكومة الرئيس ميقاتي في لبنان جزءاً من ترتيب المسرح في المنطقة إستعداداً للحرب !.
هنا نقف تماما عند على أرضيه "الفكر اليومي" والذي كشف منطقه الشهيد "مهدي عامل" في ثمانينات القرن الماضي وحيث أصبح اليوم هو الفكر السائد ويكاد أن يضيع تحت ضوضائه وظلاميته أي فكر علمي وعقلاني. ويخشى من أن يحاول مواجهة هذه التعمية منتظرا ما تحمله الأيام والأسابيع القادمة وإذا ما تكشفت الحقائق يسارعون إلى تقديم الرؤى الماضوية كمن إطمئن الى أن معتقداته التي تكونت بفعل القرءاة الهادئة وفي الظروف الباردة لازالت صحيحة. فينبري للشماته يأصحاب "الفكر اليومي" وانكشاف أوهامهم. وهؤولاء بدورهم يكونوا قد انتقلوا الى حالة مختلفة نسوا فيها مقالة الأمس ولا يعنيهم العودة اليها وهم مرتاحون على وضعهم.
الحرب قائمة فعلا وهي في آخر مراحلها:
كان غزو العراق وتفكيك الدولة فيه في العام 2003 يشكل مقدمة للخارطة السياسية الجديدة في منطقة "الشرق الاوسط" وإمتدادها الجغرافي والسياسي. بما يتناسب مع مقتضيات المصالح الأمريكية في هذا الجزء من العالم. وبداية رسم إستراتيجية جديدة بديلة للحلم الامبراطوري الذي سعت لتحقيقه الولايات المتحدة بالسيطرة على العالم إثر انهيار الاتحاد السوفياتي. والتي تقضي بإحكام السيطرة على مناطق النفوذ التاريخي وتصفية الاختراقات فيها التي تشكل تهديدا لديمومة هذه السيطرة كمقدمة تمهيدية لصياغة العالم الجديد.
والصورة التي سيكون عليها "النظام العالمي الجديد" البديل للنظام الذي تكون بفعل نتائج الحرب العالمية الثانيةـ والشرعة التي قامت عليها الأمم المتحدة. بكل مفاعيلها الحقوقية والسياسية والأخلاقية- الاجتماعية. وما انبثق عنها من هياكل ومؤسسات.
واذا كان شعاري "إزالة أسلحة الدمار الشامل" و"محاربة الارهاب" يشكلان الأساس الأخلاقي لتبرير الاحتلالات والغزو للبلدان التي تقف حجر عثرة في وجه تحقيق الهيمنة الامريكية فهما شكلا البداية لإرساء مفاهيم جديدة بديلة للمفاهيم السياسية والحقوقية التي ارستها نتائج الحرب العالمية الثانية وفي أساسها "حق الأمم في تقرير مصيرها" وما يتفرع عنه من مفاهيم وحقوق مثل: الاستقلال والسيادة الوطنية، وحق المقاومة في وجه الاحتلال، والحرية في اعتماد النظام الاقتصادي الاجتماعي الذي يتناسب مع مصالح الشعب أو الأمة المعنية. الخ..
فكان العنوان بمواجهة كل من يسعى الى إمتلاك القوة لتأمين الحماية والسيادة على أرضه هو تهمة "السعي الى حيازة سلاح دمار شامل" أو إمتلاكه. باعتياره يشكل تهديدا للأمن العالمي ما يبرر للولايات المتحدة التدخل بدء من فرض العقوبات ووصولا الى الغزو المباشر.
وكان شعار "محاربة الارهاب" العنوان الثاني في مواجهة الشعوب التي ترفض وتقاوم التبعية والخضوع للإرادة والاملاءات الأمريكية.
على هذه الخلفيات كان الغزو الأمريكي لأفغانستان ومن ثم العراق الا أنه لم يكن الطموح الأمريكي قدرا لا مفر منه فحيث واجهة مقاومة حقيقية فشلت الولايات المتحدة من تحقيق النتائج التي كانت ترجوها من عمليات الغزو والحروب. وها هي حتى اليوم لا زلت تبحث عن جنود من المارينز فقدت في الصومال. واذا الفوضى عمت البلدان التي عبثت فيها الولايات المتحدة فلهذا بحث آخر يتعلق في طبيعة هذه البلدان السياسية والاجتماعية. الا أن ما كشفته عمليات الغزو الأمريكي هو أنها رغم جبروتها هي تعجز عن احكام السيطرة على أي بلد ما لم يكن لها فيه قوة من نسيجه الاجتماعي وتمسكل بمفاصل أساسية لإدارة مجتمعها وهي الأقوى تجاه خصومها في الداخل. فتوفر لها امريكا الحصانة تجاه الخارج والدعم اللازم لتأمين السيطرة في الداخل.
كما كشفت حروب الولايات المتحدة المتنقله في العقدين الأخيرين عقلية المغامرة التي طبعت سلوك المحافظين الجدد والتي أدت الى خسائر كبرى إنعكست على أزمات متلاحقة على اقتصادها وقدراتها في حين تعاظم دور العديد من الدول الكبرى على مختلف الصعد بحيث لم تعد معها الولايات المتحدة قادرة على التفرد في أي منطقة من العالم.
من هنا كان تقرير بيكر – هاملتون الذي دعا الى صياغة إستراتيجية جديدة تقوم على تفاهمات بدل الحروب مع الدول التي لها نفوذ حقيقي وقوة لا يسهل إخضاعها للارادة الامريكية بما يؤمن مصالحها ولو بالحد الأدنى. لذا ظلت تحت سقف العقوبات بمواجتها لإيران ومن ناحية أخرى كانت تقيم معها التفاهمات عبر حلفاء لها في مواقع وجودها مثل أفغانستان والعراق.
الا ان إنطلاقة الحراك الشعبي العربي فتح للولايات المتحدة أفقا جديدا ونجحت في العودة للإمساك بالدول التي تتماهى أنظمتها بالكامل مع إرادتها لكنها كانت قد أصبحت عبئا عليها بسبب ترهلها وفساداها وضيق القاعدة الاجتماعية الحاملة لها. وبما أن هذا الحراك إتسم بالعفوية وغياب الرؤى الاستراتيجية والبرنامجية كان من السهل توجيه مساراته بما يتوافق مع المصالح الأمريكية. مثل تونس ومصر. وحيث كان هذا الحراك قاصر عن إحداث تغيير بسبب أن النظام له قاعدة اجتماعية أكبر من مناوئيه كان التدخل الأمريكي العسكري المباشر أو عبر حلفائه في الحلف الأطلسي (ليبيا).
أما في اليمن البحرين ودول الخليج كانت بالنسبة للولايات المتحدة قوى الحراك هي بعيدة عن السيطرة ولا ضمانات معها قامت بتعزيز وحماية العائلات الحاكمة والانظمة القائمة فيها .
وفي سوريا بعد أن حاولت الولايات المتحدة وعلى مدى عقدين من الزمن فك ارتباطها بإيران والمنظمات المعادية للولايات المتحدة وأبرزها حزب الله في لبنان فضلا عن طلبها الاستجابة للشروط "الإسرائيلية" في التسوية للصراع العربي الصهيوني. عبر استمرار وتشديد الحصار عليها القائم منذ العام 1978 وحرمانها من الاستثمارات والتطوير وامتلاك التكنولوجيا.وصولا الى محاولة حصارها وعزلها من خلال اتهامها بإغتيال رفيق الحريري وإخراجها من لبنان ومن ثم شن حرب على حزب الله بهدف تصفيته والامساك يلبنان لأتمام الحصار والعزل. وبعد فشل كل هذه المحاولات في تغيير الموقف السوري بفعل انتصار حزب الله في الحرب مع الكيان الصهيوني المستند الى الدعم الايراني حاولت الولايات المتحدة اعتماد أسلوب الرشوة عبر دول الخليج في اعادة إعمار لبنان بعد الحرب وكان الحصة الكبرى من الدعم الخليجي تذهب الى الفريق المعادي لسوريا من جهة. ولسوريا من خلال اتفاقات إنمائية وإقتصادية تركية عراقية مع سوريا التي أدخلت عليها للشراكة إيران. فتدخلت الولايات المتحدة لتعطيل مفاعيل هذه الاتفاقات.
وعلى المقلب الآخر كانت القاعدة الأساسية للولايات المتحدة المتمثلة بالكيان الصهيوني تعاني حالة من الوهن والضعف بفعل هزيمتها في لبنان بحاجة الى نصر يعيد لها توازنها فكانت الحرب على غزة والتي كانت نتيجتها هزيمة أخرى كان للدعم الايراني الدور الحاسم بها عززت بحسب التقديرات الصهيونية- الأمريكية النفوذ الايراني في المنطقة .
اندفعت الولايات المتحدة مستفيدة من المناخ الشعبي العربي العام في دفع الحراك الى سوريا آملة بإسقاط النظام وتفكيك الدولة ووظفت في سبيل هذا الهدف كل القوى وحلفائها في العالم وخصوصا في المنطقة العربية والاسلامية.
الا أن صمود سوريا بوجه الحرب النفسية والدبلوماسية وإستقدام كل قوى التخريب في العالم العربي والاسلامي لتفكيكها. في ظل العجز الواضح عن التدخل المباشر من قبل أميركا أو أي من حلفائها في الحرب على سوريا بسبب ما تمتلكه من قوة تمكنها من الرد على من يتدخل والدعم الدبلوماسي والعسكري الصيني والروسي والايراني. لم يعد بمقدور الولايات المتحدة وحلفائها سوى الاستمرار في إستنزاف سوريا الى أن تنضج شروط تسوية تكون قابلة للتطبيق بما يضمن المصالح الأمريكية.
وبما أن لا أمكانية واقعية لشن حرب على إيران أو إسقاط سوريا بالقوة وانعدام قدرة الكيان الصهيوني على شن حرب جديدة ضد حزب الله في لبنان. تأتي زيارة أوباما للمنطقة وإرسال مبعوثيه إليها بهدف جمع الأوراق تمهيدا للقاء القمة الروسية – الأمريكية المرتقبة في التاسع من حزيران القادم لصياغة سلة كاملة من التفاهم حول جميع الملفات. وان كان للقوى المحلية الأقليمية بعض الطموحات فهي لن تخرج عن حدود الخطوط العريضة التي رسمتها موازين القوى الاستراتيجية. وكل ما يجري من أحداث متفرقة في كل المنطقة لا يعدوا مجرد عبث في الوقت الضائع.



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان من دوامة المتلقي إلى مشروع بناء الدولة
- -هيئة التنسيق النقابية- والسقوط المبكر في ملعب نادي النظام ا ...
- هل يخرج مدعي العلمنة والحرص على السلم الأهلي من مستنقع العجز ...
- هل نرتقي الي التفكير المؤسساتي لمواجهة التحديات الملموسة في ...
- حزب الله ليس القاعدة وطالبان وشيطنته لا تغير بالميزان
- ثلاتة عوامل تجعل التسوية في سوريا مستحيلة
- تحت ظلال الانتخابات النيابية في لبنان.
- من سوريا ترتسم خارطة المنطقة
- قضية ميشال سماحة: نحو مقاربة سياسية بعيدا عن قانون الطرابيش ...
- ميشال سماحة جسر الحقيقة بين شرق المتوسط وغربه
- سوريا الى أين؟
- الجيش اللبناني أخر حصون الوحدة الوطنية
- بساط الريح وحصيرة الواقع
- لبنان في دائرة الفوضى
- هل ينجح اللبنانيون والفلسطينيون في الخروج من حلبة الموت المج ...
- المشهد اللبناني بين المراوحة وعقم البديل هل يكسر التيار الوط ...
- حزب الله لن يكون الا نفسه
- العفوية في النموذج اللبناني بين روح الرهان الانتظارية والواق ...
- لبنان على فوهة بركان
- ودعت أقراني وأرتحلت في تيه حتى تكشف اوهامي


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - هل تندفع المنطقة العربية- الاسلامية الى حرب كبرى؟! أم أن هذه الحرب قائمة فعلا وهي في آخر مراحلها ؟