أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - تأملات في معضلة الحركة السياسية العربية














المزيد.....

تأملات في معضلة الحركة السياسية العربية


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 4376 - 2014 / 2 / 25 - 22:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن إشكالية التحرر الوطني ما كانت يوما في الطليعة المناضلة لدى أمتنا العربية. وانما كانت في النخب التي قادت الحركة السياسية العربية، والتي روجت لمفاهيم التكيف مع متطلبات الاستعمار. بكونها وجدت فيه المثل الأعلى لتطلعاتها ،دون ان تعي خصائص البنية الاجتماعية والطور التاريخي الذي تعيش فيه.
مما جعل فكرة بناء "الدولة الوطنية" على اساس التقسيم الاستعماري، هي الوهم الأكبر الذي مكن ادوات الاستعمار من نسيجنا الاجتماعي .ان تبقى دائما على رأس هرم السلطات والادارات في بلادنا. وجعل التناحر معها تحت سقف المبادلة في لعب دور الوكيل والناطور الحارس لمصالح الاستعمار مقابل استقلال زائف وشكلي .فقد كانت الحربين العالميتين الأولى والثانية قد ارست على الصعيد العالمي مفهوم "حق الأمم في تقرير مصيرها" والسيادة على ارضها.
وهذا ما جعلنا نحن العرب نعيش دائما في حالة من التبعية والعجز عن التماهي مع الأمم الأخرى. ولسنا وحدنا في المنطقة نعيش هذه الحالة بل ان الغالبية العظمى من الدول الإسلامية تعيش نفس المصير. وعلى سبيل المثال وليس الحصر، تلك هي حال تركيا وباكستان وإيران ما قبل الثورة الخمينية.
ليس من أمة ترتضي ان تنساق خارج موروثها الحضاري والثقافي التاريخيين. والاحساس العام الذي يشكل اساس الخيارات عند البنى الاجتماعية في أية أمة لا تحركه العناوين والشعارات المعبرة عن قضايا واحداث جزئية و عرضية. فهي لا تتعدى حس التعاطف او التضامن العام. انما تتحرك الأمة في مواجهة قضايا مصيرية وتدفع في سبيله الدم وهي بحالة افتخار بتضحياتها.
لقد شهد تاريخنا وفي اكثر من محطة مواجهة مباشرة مع الأستعمار. اندفاعات وجدانية وعملية تجاوزت الحدود الكيانية لشعوب أمتنا. وأخرها وأكثرها بروزاً ،كان التحاق العديد من الطليعيين العرب في صفوف الثورة الفلسطينية ويكاد لا نجد اقليم عربي الا وكان منه مناضل قاتل واستشهد في مواجهة الاستعمار الاستيطاني الاقتلاعي في فلسطين.
كان الانفصام في قضية التحرر الوطني بين اولويتين مفتعلتين : الأولى اعتبار مواجهة السلطة المحلية واستبدالها بسلطة "وطنية" بمعزل عن القطع مع الاستعمار بكل اشكاله وعلى كل المستويات. يسقط القدرة على المواجهة وبحجة الحفاظ على مكتسبات السلطة الجديدة كان التكيف مع الاستعمار ومتطلباته.
والثانية في طرح قضية مواجهة الأستعمار الاستيطاني في فلسطن تحت سقف الفكر الكياني وافتعال تمييز بين منظومة الكيان الاستيطاني والدول الرأسمالية الاستعمارية بافتراض الصداقة معها. وجعلها حكما في الصراع الذي كان يسمى "عربيا - إسرائيليا" وانتهى الى تسميته "فلسطيني – اسرائيلي".
ان اي مراجعة علمية مجردة من اي موقف مسبق لجربة الحركة السياسية العربية بكل تلاوينها : الإسلامية والقومية واليسارية، وفي كل الأقطار دون استثناء. تكشف ان اي من اطراف هذه الحركة هو معضلة المزج بين مسالتين التحرر الوطني - القومي وبناء الدولة المستقلة. وبدل ان ترتقي حركتنا السياسية القومية بإتجاه حل هذه المعضلة ،انزلقت اكثر فاكثر في مسار التكيف مع متطلبات الاستعمال. وتقديس ما رسمه لنا من خرائط .حيث لا ترى الغالبية العظمي من الحركة السياسية أي إشكال في تبني الرؤى والبرامج التي تطرها دوائر الاستعمار لقضايانا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. بل ان بعضها يشتاط غضبا بسبب عدم "النضال" لتحقيقها (!!!).
لقد نجح الايرانيون في حل هذه المعضلة اولا على المستوى النظري ومن ثم على المستويات السياسية والكفاحية وحققوا استقلالهم الناجز وسيادتهم على ارضهم وخياراتهم وبناء دولتهم. وهذا لا يحتاج الى استدلال.
في حين نجد السائد في امتنا اليوم لم يسعى الى اتخاذ العبرة من التجربة الايرانية (وسواها). بل يتراصف في الموقع النقيض للمصالح القومية ويلعب دورا وظيفيا في خدمة المستعمر بعد ان يأس هذا الأخير من امكانية اخضاع إيران. وها هو اليوم بعد أن اصبح المستعمرون يسعون الى التكيف مع الواقع الايراني نجد بعض كياناتنا تصر على الوقوف بوجه التاريخ. وتوظف كل امكاناتها وطاقاتها في تدمير بلادنا لتحفظ مصالح حفنة من الطفيليات التي تتربع على عروش السلطة.
أما آن الآوان بعد لننظر إلى واقعنا ونسلط الضوء على قضايانا الحقيقية والمتمثلة في حالة التبعية اولا والتخلف في بنانا الاقتصادية – السياسية ثانيا. والاغتسال من علق الظواهر والنخب الطفيلية من الكتبة المأجورين الذي يشوشون ويضللون اجيال يفتر ان تكون في المواقع المتقدمة والملتهبة للمواجهة مع الاستعمار وادواته.



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرصة التاريخية لصدقية الانتماء الوطني - القومي
- الى جينف 2 مع الحكم والنفاذ
- الى متى نستمر بالخضوع للابتزاز؟
- بمناسبة الأول من آب عيد الجيشين اللبناني والعربي السوري. تحي ...
- لمحة على المشهد اللبناني: نبيه بري ووليد جنبلاط حركة في فراغ ...
- دولة عربية واحدة في الأفق
- أبرز المعضلات في مواجهة الحراك الشبابي اليساري التقدمي تجاه ...
- لبنان تحت غصن ورقة التوت
- هل تندفع المنطقة العربية- الاسلامية الى حرب كبرى؟! أم أن هذه ...
- لبنان من دوامة المتلقي إلى مشروع بناء الدولة
- -هيئة التنسيق النقابية- والسقوط المبكر في ملعب نادي النظام ا ...
- هل يخرج مدعي العلمنة والحرص على السلم الأهلي من مستنقع العجز ...
- هل نرتقي الي التفكير المؤسساتي لمواجهة التحديات الملموسة في ...
- حزب الله ليس القاعدة وطالبان وشيطنته لا تغير بالميزان
- ثلاتة عوامل تجعل التسوية في سوريا مستحيلة
- تحت ظلال الانتخابات النيابية في لبنان.
- من سوريا ترتسم خارطة المنطقة
- قضية ميشال سماحة: نحو مقاربة سياسية بعيدا عن قانون الطرابيش ...
- ميشال سماحة جسر الحقيقة بين شرق المتوسط وغربه
- سوريا الى أين؟


المزيد.....




- والد يغامر بحياة طفلته الرضيعة بإشراكها في مطاردة عالية السر ...
- وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا في حادث مرور مأساوي في إسبانيا ر ...
- وفاة مهندس جزائري إثر سقوط طائرة صنعها وطورها بنفسه.. ووالده ...
- مقتل الشيخ صالح حنتوس يثير جدلا في اليمن.. لماذا حاصر الحوثي ...
- مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في منطقة خلدة عند المدخل الجنوب ...
- دم جميع الهولنديين يحتوي على مواد كيميائية سامّة لا تتحلل مع ...
- غضب في حلب بعد سقوط -تمثال الشهداء-.. اتهامات من النشطاء وتب ...
- ألمانيا ـ سوري يهاجم ركاب قطار ويصيب 4 أشخاص 3 منهم سوريون
- تبرئة شون -ديدي- من معظم التهم الخطيرة وإدانته في واحدة
- مقتل نائب قائد البحرية الروسية في هجوم أوكراني بمنطقة كورسك ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - تأملات في معضلة الحركة السياسية العربية