أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - عودة سعد الحريري ليست بشارة تسوية هو بيدق هامشي في استراحة المحارب














المزيد.....

عودة سعد الحريري ليست بشارة تسوية هو بيدق هامشي في استراحة المحارب


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 20:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ايا كانت عناوين "التسوية" التي اعادت سعد الحريري الى لبنان. وهي تحت سقف ترميم الهيكل الاداري للكيان اللبناني. وان كانت هذه التسوية تلبي طموحات الكيانين من اقطاب الطوائف فهي من الناحية الموضوعية لن تقدم او تأخر قيد أنملة في مسار الأحداث المتداخلة في المنطقة من تونس الى ليبيا، الى جنوب السودان وسيناء مرورا بغزة والضفة وسوريا والعراق واليمن والبحرين.
وحدهم الكيانيون في كل الأقطار العربية يتعاملوِن مع الاحداث بجزئياتها. لأنهم محدودي النظر والمصالح، وهم مجرد منفعلون بها ولا شأن لهم في ولادتها ولا في تداعياتها.
وفي المقابل يضع الأمريكيون وحلفائهم وادواتهم في المنطقة وعلى رأسها الكيان الصهيوني. مجريات الأحداث في اللوحة العامة للمشهد في المنطقة بميزان عناصر القوة وعناصر الضعف التي يستندون اليها في صياغة مستقبل المنطقة ومساراتها.
وكذلك يفعل محور المقاومة والممانعة وبدرجات متفاوتة فيما بين اركانه ليرسم آليات تفعيل حضوره وفعالياته بما يتناسب مع تطلعات كل منهم.
لقد كشفت اندفاعات الجيش العربي السوري بمواجهة الأدوات التكفيرية الكثير من عناصر القوة بمقابل القدرات المحدودة للتدخل المباشر لدى قوى الاستعمار الغربي. كما كشفت الحرب العدوانية على غزة محدودية القدرات الصهيونية تجاه قوة المقاومة والقدرة على الصمود والتصدي للعدوان. كما ان اضطرار الاستعمار الى توظيف كافة ادواته مجتمعة في حربه على المنطقة كشف الحدود القصوى لقدراته في هذه الحرب.
ما يؤسس الى مرحلة تاريخية جديدة في سيرورة تطور الأحداث تفرض اعلى مستوى من التفاعل والتناغم بين قوى المقاومة وان اتسمت هذه اللحظة التاريخية بشيء من الهدنة على مختلف الجبهات تحتاجها كل اطراف الصراع لإعادة الترميم وجمع الأوراق وليس لإنتاج تسوية دائمة او طويلة الأمد انما تمهيدا لجولات جديدة سوف تأخذ أشكالا مختلفة ترتسم على اساسها الاصطفافات السياسية في المنطقة وفي كل كيان على حدى. وتتكون بموجبها خارطة علاقات سياسية جديدة تنقسم بلونين. الأول: بين القوى الساعية الى السلطة والادارة تحت سقف الدور المناط في كل كيان والملتزم بالحدود التي يحددها الاستعمار.
واللون الثاني: بين قوى المقاومة التي لن تعود قادرة على حصر فعالياتها بالحدود الكيانية بالنظر الى كون استهدافها لا يقتصر على وجودها في كيانها. وبما ان الفعالية الواقعية الحقيقية لقوى المقاومة هي من طبيعة ايديولوجية اسلامية تقابلها قوى عابرة للحدود من اسلاموية متصهينة . ستطفو على السطح عناوين صراع بين الاسلام المحمدي الأصيل والاسلام الداعشي المتصهين.
يعرف الأمريكيون وحلفائهم الاستعماريون وآداتهم الكيان الصهيوني ان اطلاق حركة داعش بدون اداة سيطرة وتحكم لا يمكن استعادتها وهي لن تنتهي الا بتدميرها الذاتي وكان السلاح الأخير بيدهم للقول اما ان تكون المنطقة لنا او نجعلها تعيش حرب دائمة على ارض المعترضين والممانعين والمقاوميين. اما دوائر المصالح الاستعمارية في المنطقة فتجري الترتيبات لإبعادها عن بؤر التوتر وتأمينها من خلال توفير الدعم والحماية سواء من جهة التهديد الذي قد يمثله الهيجان الداعشي لهذه الدوائر او المحاولات الساعية للتحرر من الهيمنة او تقليصها من قبل القوى التي تطمح الى المزيد من الحرية والاستقلال والامساك بمواردها الوطنية.
قد يمتد هذا الطور من الصراع مع الاستعمار وادواته الى عقود طويلة من الزمن ما لم تتبلور وطنية-قومية عابرة للطوائف والكيانات تأخد على عاتقها تحرير الأمة كل من موقعه وتصفية ادوات الاستعمار في نسيجها الاجتماعي لتكون كل منطقة تتحرر نموذج يؤسس لمنظومة جديدة بديل للمنظومة التي ارستها نتائج الحربين العالميتين الأولى والثانية وتشتمل على كافة الجوانب الحضارية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية المتسقة مع التاريخ الحقيقي للمنطقة والقيم الحضارية والانسانية المدنية.
فقط بهذه اللوحة الموجزة ندرك حجم البيدق الكاريكاتوري سعد الحريري واقرانه من الحجارة الكيانيين. فلا يجوز ان تنسحب فكرة التسوية المؤقتة اللبنانية على مسار الأحداث في المنطقة التي يمكن اعتبارها فقط استراحة المحارب



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو مقاربة متحررة من المفاهيم الموروثة للأحداث في منطقتنا ال ...
- تأملات في معضلة الحركة السياسية العربية (2)
- تأملات في معضلة الحركة السياسية العربية
- الفرصة التاريخية لصدقية الانتماء الوطني - القومي
- الى جينف 2 مع الحكم والنفاذ
- الى متى نستمر بالخضوع للابتزاز؟
- بمناسبة الأول من آب عيد الجيشين اللبناني والعربي السوري. تحي ...
- لمحة على المشهد اللبناني: نبيه بري ووليد جنبلاط حركة في فراغ ...
- دولة عربية واحدة في الأفق
- أبرز المعضلات في مواجهة الحراك الشبابي اليساري التقدمي تجاه ...
- لبنان تحت غصن ورقة التوت
- هل تندفع المنطقة العربية- الاسلامية الى حرب كبرى؟! أم أن هذه ...
- لبنان من دوامة المتلقي إلى مشروع بناء الدولة
- -هيئة التنسيق النقابية- والسقوط المبكر في ملعب نادي النظام ا ...
- هل يخرج مدعي العلمنة والحرص على السلم الأهلي من مستنقع العجز ...
- هل نرتقي الي التفكير المؤسساتي لمواجهة التحديات الملموسة في ...
- حزب الله ليس القاعدة وطالبان وشيطنته لا تغير بالميزان
- ثلاتة عوامل تجعل التسوية في سوريا مستحيلة
- تحت ظلال الانتخابات النيابية في لبنان.
- من سوريا ترتسم خارطة المنطقة


المزيد.....




- هل تفلح مساعي احتواء الوضع الأمني في السويداء السورية؟
- هل تنجح الدولة السورية في فرض الأمن وتوحيد السلاح في السويدا ...
- إعلام إسرائيلي: مفاوضات غزة حققت تقدما والطريق ممهد أمام اتف ...
- للذين أحبوا العمل أكثر من الراحة.. هكذا تتأقلم مع الحياة بعد ...
- القضاء الفرنسي يطالب بتحديد مكان بشار الأسد في تحقيقات جرائم ...
- الحوثيون يعلنون مهاجمة ميناء إيلات وهدفا عسكريا بالنقب
- حصيلة أممية تكشف أن 875 شهيدا مجوعا سقطوا بغزة
- واشنطن تطلب من إسرائيل التحقيق في مقتل أميركي بالضفة الغربية ...
- في قطاع عانى لسنوات طويلة حصارا خانقا.. كيف تطور المقاومة سل ...
- فشل انقلاب تركيا الأخير ونهاية عهد الدولة المسروقة


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - عودة سعد الحريري ليست بشارة تسوية هو بيدق هامشي في استراحة المحارب