أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - أحزان الحب














المزيد.....

أحزان الحب


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 08:43
المحور: الادب والفن
    


أحزان الحبّ
( دائما المتسربلة بأحزان الحبّ تجد الوقت الكافي لتذر رماد التنانير الطينية على رأسها. ـ مراد سليمان علو ـ )
وأنت يا حبيبتي، كنت تهربين كلمّا أشتعل الحبّ، وكنت تعفرين وجهك بالتراب كلّما تورّد خدّك رغبة. دائما تكتبين على اوراق الليل وبكل اللغات رفضك للسعادة، وللتغريد، وللضحك.
سئمت حكايتك العتيقة، وقولك: أنا أكبر من الحبّ، وأقوى من زلزاله، وطوفانه. كلّما سمعت حكايتك تضيع بعضا من حروفي، وتغرق في بحرك المضطرب، والخائف، والذي يرفض شروق الشمس على جزره وموانئه.
مرادك الدخول في الحبّ، وعدم الحبّ. فقط لتتعذبي، وإن أردت للطفل في داخلك أن يكفّ عن الصراخ، وأن يتبّدل اتركيه يلعب كما يحلو له، ومن ألعابه سيتعلم الحبّ يوما؛ لأن الطفل في داخلنا هو بذرة العشق فينا فلا غرابة إن تعرّفنا على من قام ببذره، وزرعه. ومن سقاه، ولكنك تعلمت أن تسقي هذه البذرة الدموع، وتعزفين بمعيتها لحنا حزينا من نايك السحري. هلا عزفت ألحان الفرِح لتسقيها!
اجلسي معي، لأقرأ لك قصيدة عن الفرح والبهجة. اجلسي لأريك كيف تستحيل الأشياء إلى أنغام بمجرد الاستماع إلى كلمات الفرح. هيّا اغرسي هذا الفرح الآتي في نفسك؛ ليتحول كل شيء إلى ألوان، ومسّرات، وألحان وحبّ، وزهور، وأشهدي مولد ظاهرة الفرح في أيامك الحزينة التي أدمنت ذرف الدموع والحزن المتواصل. حزن التشبث بأشياء وهمية غير موجودة في الحبّ، وغير موجودة في الحقول، ولا في البحار أو الكواكب البعيدة. أشياء خيالية حزينة جدا موجودة فقط في لاوعيك.
حبيبتي، أيتها الحزينة إنك بهذا الحزن تهبطين بالحبّ درجات، وما هديتك للحبّ إلا زفرات، وتأوهات بدلا عن باقات الزهور. أنت لا تحترمين شعائر الحبّ، ولا تبتسمين. تشغلين آلهة الحبّ بلامبالاتك. بعبثك. بكسلك، ودائما يبان عجزك عن التعامل مع الحبّ، فإلى متى ستتسلين بالتناقضات.
أيتها الحالمة بحبيب يشبه (مجنون ليلى) في جنونه بك دون أن تكون ليلى يوما. أيتها المطاردة في خيالها جبارا (كشمشون*). أيتها الراغبة بقصر كقصر (تاج محل**) يبنيه لك حبيبك الذي في خيالك. أما أنا فلست سوى أمير فقير للكلمات. شاركيني كلماتي الجميلة بدلا عن خيالك اللامجدي. شاركيني هذا السيناريو الجديد المليء بالبهجة. شاركيني بسلوكك، وبعقد هدنة غير مشروطة، وفكّري في ذلك بنظرة ملؤها الأمل، ولا تستمرين في رسم الصور السوداء، ودخان البراكين الثائرة وانزواء وانطفاء الحبّ خوفا، وهلعا.
الانتقال من مرحلة دفن الرأس كالنعامة إلى مرحلة رؤية الأفق كاليمامة. تقتضي المرور بكل التفاصيل الخلّابة، وعدم القلق على الحزن الذي سنخلفه ورائنا. الاستيقاظ هو إيذان ببدء لحظة جديدة، وخط حروف جديدة على صفحة بيضاء من جديد.
حزنك ليست فرضية احاول نفيها، أو نقضها. إنما سلوك غريب للهو في مدن الحبّ، والآن هو الوقت لمسايرة وإتباع أسلوب (جاحظي***) في السلوك، والتمتع ببهجة الحبّ، وسروره بدلا عن حزنه وآلامه.











ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*شمشون: وهو شمشون بن منوح الدني من الشخصيات التي ورد ذكرها في العهد القديم. أشتهر بقوته الهائلة فلقب بشمشون الجبار .
**تاج محل: ضريح بالغ الروعة شيده الإمبراطور المغولي شاه جهان في مدينة أكرا الهندية لتضم رفات زوجته ممتاز محل تخليدا لذكراها.



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتلال الحب
- بتلات الورد64
- أحبك
- صديقي القديم96 و97 و98 و99 و100
- صديقي القديم93 و 94 و 95
- صديقي القديم90 و 91 و 92
- صديقي القديم87 و 88 و 89
- صديقي القديم84 و 85 و 86
- صديقي القديم81 و 82 و 83
- صديقي القديم78 و 79 و 80
- صديقي القديم75 و 76 و 77
- صديقي القديم72 و 73 و 74
- صديقي القديم69 و 70 و 71
- صديقي القديم66 و 67 و 68
- صديقي القديم63 و 64 و 65
- بتلات الورد63
- صديقي القديم60 و 61 و 62
- صديقي القديم57 و 58 و 59
- بتلات الورد62
- صديقي القديم54 و 55 و 56


المزيد.....




- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
- نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46 ...
- انتحار الممثل جيمس رانسون في ظروف غامضة


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - أحزان الحب