مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 4836 - 2015 / 6 / 13 - 14:10
المحور:
الادب والفن
صديقي القديم
(87)
أهانوني يا سيدي، وليشعروني بالمزيد من الإهانة في مملكتك وضعوني في خيمة فارغة، ثم أرسلت أنت مطرا مدرارا لثلاثة أيام متتالية تجلد بها جوع أطفالي، ومن خلال دموعي الشبيهة بمطرك اهتديت لأمر ـ زرعت أملا ـ وقلت لعائلتي الصغيرة: "هذه مشيئة صديقي".
أرسلنا لك ابتساماتنا الصامتة، فكنت ضيفا مميزا تلك الليلة، ووعدتنا بفجر صاف.
(88)
أسطورة وجودك، وزياراتك المتكررة لي، لتشملني ببركتك. مشاعر لا يحتملها جسدي الضعيف، فتفيض دموعي في انتظار عيدك القادم.
كلما ألفظ اسمك تتحرر إرادتي، فأبدأ من جديد لقاءي بك. كل كنوز الدنيا لا تساوي التحاقي بك صباحا لأداء دعاء الشروق؛ لأنني مع الدعاء أشعر بلمستك لروحي القلقة.
(89)
ماذا لو زفّ موعد اللقاء، ولم تأت؟
أتدري بأنني سأبقى أنتظرك؛ لأنني لا أتحمّل فكرة عدم مجيئك.
ماذا لو انتظرت، ولم تظهر؟
سأشعر بالخجل! لا، سأشعر بالعار؛ لأن الهمس سيصبح لغطا، وسيشّك الحضور بحقيقتك.
ماذا لو عاملوني على أنني كنت انتظر العدم؟
سيسخرون من قصائدي التي نظمتها فيك.
ولكن مالي أترّقب الدرب كل هذا الوقت، فما أن تتحرك شفاهي بأول قصيدة حتى تدهشني بحضورك الرائع.
ويعلو التصفيق، فأعلم، لم يكن ذلك لأدائي بل لحضورك المفاجئ.
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟