مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 4832 - 2015 / 6 / 9 - 12:50
المحور:
الادب والفن
صديقي القديم
(81)
تدفق ماء الجداول الرقراقة، وعلا جعجعة الرحى الحجرية الكبيرة للطواحين، ولكن يا لبؤسي، لم تكن معي حينها أية حبوب لأطحنها، فسنابلي كانت خاوية هذا الموسم.
قلبي المسكين يئن شوقا لأيام الخير، ويتوق للرقص على أغاني الحصاد. كنت مشتّت الذهن طوال اليوم، وما أن حلّ المساء وأرسل القمر نوره على جبهتي المتعبة حتى شعرت بعذوبة تلمس بدني، فأدركت بأن شتلات الأمل ستينع من جديد في المواسم القادمة.
(82)
لقد وقفت اليوم طويلا تحت شمس آب كما نصحتني. توّرمت قدمي اليسرى التي أتكئ عليها، وفقدت أصابع يدي اليمنى كل أحساس من استمرار العزف على طمبورتي القديمة.
أديت دوري على أكمل وجه هذا اليوم، ولكن لم يتوقف أحد من المارة ليسمع ألحاني.
في الحقيقة صدى أوتار طمبورتي كانت تتسع، وتتباعد ساعة بعد أخرى؛ لذا سأفعل هذا غدا أيضا، فقد تمرّ من الشارع المزدحم، وتمّن عليّ بإيماءة من رأسك تشجيعا لي.
(83)
عندما التحقت بصديقي لم يطلب مني الولاء، بل أرادني أن أرافقه في رحلة الحقيقة. تخلصت من مستنقع الأكاذيب الذي كنت فيه، فصمتت الشهوات، والرغبات، وتراءى لي أعظم سرّ، فوضعته في أعماق روحي، وحينها فهمت كيف تكون دورة الحياة الخالية من الأم.
منذ تلك اللحظة أصبحت محاولاتي في الإفلات من الحقيقة ليس هروبا.
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟