مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 4813 - 2015 / 5 / 21 - 12:50
المحور:
الادب والفن
صديقي القديم
(60)
لقد كانت رحلتي الجبلية ـ بحثا عنك ـ مضنية. تهت أولا، ثم خذلتني ساقيّ، ونفد الماء منّي. كم بدا الجبل مخيفا قبل أن أكتشفك في أعماقي، فلقد دفعت بالقصائد الجديدة على لساني دفعا، وبالألحان الهادئة على أسماعي؛ لأعيد توازني، وأخيرا أريتني دروب التين البرية المنمّقة في الظلال العميقة للجبل.
كم بدا الجبل ودودا عندما وجدتك.
(61)
لا تحدثني عن جوعك، ونحولك، فالتعب، والإرهاق باديان عليك، ولا بد إنك تعاني من قلة النوم.
لا تحدثني عن شبابك الذي أفنيته في العبادة، فإني أرى طبقات التراب العالقة بجسدك، وحبيبات العرق على جبهتك.
لا تحدثني عن عريك في شمس آب الحارقة، ولا عن صومك في المربعانيتين.
فقط، حدثني عن كبح جماح غرائزك الحيوانية، وعن ألق عينيك عندما كنت تبحث عني.
حدثني عن الشوق المتعاظم في داخلك لرؤيتي، وعن انتظارك الأبدي لي لأمرّ بك.
حدثني عن صمتك في انتظار أن أتكلم أولا.
لماذا لا تحدثني عن صداقتك لي؟ هذا ما قاله لي صديقي.
(62)
قد يتأخر لقاؤنا التالي أيها الصديق، فلا تجعلني أنسى أبدا أولئك الذين لم يحظوا باللقاء الأول بعد.
عندما أحصد سنابل الحنطة الوفيرة من مزرعتي، دعني لا أنسى الذين لم يتمكنوا من زرعه هذا الموسم.
عندما أبتهج بعدّ حصيلتي من الذهب، والدنانير لا تدعني أنسى أولئك الخالية وفاضهم.
عندما أتباهى بشرفي الرفيع. ذكرني بالفتيات اللواتي فقدن شرفهن على يد من لا شرف لهم.
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟